الرئيسية / آخر الأخبار / الحاج حسن: لإعادة تصحيح علاقات لبنان الإقتصادية بالعالم

الحاج حسن: لإعادة تصحيح علاقات لبنان الإقتصادية بالعالم

مجلة وفاء wafaamagazine

اعتبر رئيس تكتل “بعلبك الهرمل” النائب حسين الحاج حسن خلال ندوة سياسية في بلدة تمنين الفوقا أن “القضية الأساس في لبنان اليوم هي انتخاب رئيس الجمهورية، حصلت عدة جلسات ولم يتم هذا الانتخاب، والسبب الرئيسي هو عدم التفاهم بين الكتل النيابية على شخصية يتم انتخابها تكون موضع توافق بين اللبنانيين، لأن لا أحد يملك النصاب القانوني لوحده كفرقاء سياسيين وككتل نيابية، لذا الحوار هو الأمر المطلوب للتفاهم، ومن دون حوار أبواب التفاهم ستبقى موصدة، وسيبقى الانتخاب معرضا لعدم حصوله خلال الجلسات المتتالية للمجلس النيابي، لذلك نحن ندعو إلى الإستجابة لطلب دولة الرئيس نبيه بري للحوار، ونحن كحزب الله نؤيد هذا الحوار منذ البداية ونشدد عليه في هذه المرحلة”.

وراى أن “الرئيس العتيد لديه مهام ومواصفات أساسية، المهمة الأساس للرئيس هي قيادة البلاد في هذه الفترة الصعبة وخصوصا على المستوى الاقتصادي، فلبنان في حالة اقتصادية صعبة، سعر الدولار يحلق، الأزمات عديدة، الفقر يتسع، البطالة تنتشر، أزمات في ميادين البيئة، الصحة، الكهرباء، المياه، والتربية، كل شيء في لبنان مأزوم. وبالتالي من الضروري أن يكون هناك رئيس يقود البلاد، إضافة إلى وجود حكومة مكتملة الصلاحيات، تضع خطة تعافي وبرنامج إنقاذ، في أساسه متابعة ما اتفق عليه في موضوع الترسيم، وبالخصوص البدء بالتنقيب والحفر واستخراج واستثمار الغاز والنفط، لأن لبنان يعاني من الشح في العملات الصعبة نتيجة عدة عوامل، وعندما تدخل ثرواتنا البحرية السوق النفطية والغازية العالمية يمكن أن تكون مدخلا أساسيا للإنقاذ الإقتصادي”.

ودعا إلى “إعادة تصحيح علاقات لبنان الإقتصادية بالعالم، وتنشيط الزراعة والصناعة والتصدير، لأن هناك خللا كبيرا في هذا الجانب، ولا زال قائما في البنية الاقتصادية للبلد، فقد وصل عجز ميزاننا التجاري إلى 17 مليار دولار بالسنة، ورغم انخفاضه ما زال بحدود 7 مليار دولار في السنة، لذا ينبغي تصحيح بنية اقتصادنا الريعي ليصبح اقتصادا منتجا”.

 

وشدد النائب الحاج حسن على “ضرورة إجراء إصلاحات متكاملة بالسياسة والإدارة والاقتصاد وفي كل مناحي الحياة في لبنان، وهذا يحتاج إلى وجود رئيس جمهورية وإلى حكومة”.

وقال: “من مواصفات الرئيس الأساسية أن يكون منفتحا على الجميع، يتواصل مع الجميع، ليس مستفزا لأحد، وأن يكون لديه الوضوح في موضوع موقفه من الصراع مع العدو الصهيوني، ومع معادلة القوة الأساسية في لبنان المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة، أن يكون ظهيرا وسندا للمقاومة لا متظاهرا على المقاومة ولا يطعنها في ظهرها من خلال السياسات التي سوف يعتمدها، أن يكون قادرا على الوقوف في وجه الضغوطات الأميركية والسعودية والأوروبية التي تعلن موقفها السلبي بشكل واضح من قوة لبنان، فهي تريد سلب لبنان قوته لصالح العدو الصهيوني تحت شعارات لا تنطلي على أحد”.

 

وأضاف: ” في موضوع الحكومة نحن بالتاكيد نعرف ان الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال، وهناك نقاش دستوري وخلافات سياسية ودستورية في البلد. نحن نؤكد ونشدد على ان البلد فيه أزمات كثيرة ينبغي أن تواجه، وأن تتم معالجتها. ونحن في نفس الوقت كنا ولا زلنا وسنبقى متمسكين بحلفائنا بغض النظر عن خلافاتنا معهم، بغض النظر عن نظرتنا للأمور التي قد تختلف عن نظرتهم، وعن نظرتهم إلى الامور التي قد تختلف عن نظرتنا، نحن متمسكون بحلفائنا وتاريخنا يشهد بذلك، وعلاقاتنا السياسية هي لمصلحة لبنان ومصلحتنا ومصلحة حلفائنا ومصلحة جميع اللبنانيين، ونحن ثابتون في قناعاتنا وتحالفاتنا، مع التيار الوطني الحر ومع حركة أمل ومع بقية الحلفاء”.

وأردف: “بعد 75 سنة من تهويد فلسطين، بقيت فلسطين، ومشاريع التطبيع تتساقط، وقد رأينا كيف تحول المونديال في قطر إلى مونديال فلسطين، والملفت ان المغرب المطبع حكومة وسلطة، فريقه الذي نهنئه بالفوز رفع علم فلسطين قبل الفوز وأثناء وبعد الفوز. ورأينا في المونديال مواطنين من كل الدول العربية ومن دول العالم يهتفون فلسطين حرة، وأنه لا يوجد اسرائيل بل يوجد فلسطين، وهذا يزيدنا قناعة بما كنا وما زلنا مقتنعين به، بأن المقاومة هي الطريق الوحيد للتحرير، كل المفاوضات وكل التطبيع ذهب سدى والحمد لله، لأن طريق المقاومة هو الصحيح والطرقات الأخرى كانت خاطئة، ولم تصل إلى أي مكان، لا بل على العكس ازداد المجتمع الصهيوني تطرفا، وزادت الحياة السياسية في الكيان الصهيوني إرهابا، أوصلوا كبار الإرهابيين إلى الكنيست، وهذا سيزيد المقاومة الفلسطينية قوة وعزيمة”.

وأكد “نحن مقتنعون ان ما قمنا به خلال السنوات الماضية بالوقوف مع فلسطين والمقاومة الفلسطينية كان صحيحا وسيزداد، وسنبقى مع الفلسطينيين نساندهم بكل ما أوتينا من قوة وإمكانيات، وهذا لن يتغير، ولن تفيد كل الضغوطات علينا وعلى الجمهورية الإسلامية وعلى كل قوى وحركات ودول المقاومة”.

 

وراى أن “العالم يتغير الذين كانوا ينتقدون الدعوة للتوجه شرقا، استقبلوا اليوم الشرق، وأذنابهم خصوصا في لبنان، صاروا ينظرون للتوجه شرقا. نحن لم نقل يوما بالقطع مع الغرب، ولا نريد ان ننغلق، وإنما نحن ضد الارتهان للغرب، شعارنا هو السيادة، لا نريد ان نكون في علاقاتنا اتباعا لا للغرب ولا للشرق، يجب أن نبني علاقاتنا على اساس سيادة وطننا ومصالح بلدنا ومجتمعنا”.

 

وختم الحاج حسن مشيراً إلى أن “هيمنة الأميركيين على العالم في حالة تراجع وانكفاء، وهناك تقدم لقوى أخرى باتجاه سقوط الأحادية وتعدد الأقطاب في العالم. وهذا جيد بالنسبة لنا حتى لا يبقى هناك هيمنة لأي قوة على منطقتنا والعالم، ولكي لا نصبح مرتهنين لهذه القوة، وهذا الأمر مؤشراته ودلالاته السياسية والاقتصادية مهمة على المدى القريب والمتوسط والبعيد وعلى المدى الاستراتيجي. ونسأل الله تعالى أن نكون في المحل الصحيح في خياراتنا، لان البعض في لبنان للأسف الشديد يخفضون السقف السيادي لقراراتهم، ويتخذون مواقف لم تصل إليها الدول الحليفة لأميركا. نأمل أن نستطيع في لبنان بناء دولة يكون فيها مفهوم السيادة مفهوماً حقيقيا”.