مجلة وفاء wafaamagazine
من غير المُفاجئ أن تتورّم الأطراف السُفلية بعد الركض لمسافة طويلة، أو ارتفاع حرارة الطقس بشدّة، أو حتى خلال فترة الحمل. ولكن عندما تتورّم القدمين بشكل منتظم أكثر، فذلك قد يكون علامة حمراء على وجود مشكلة جدّية أو حالة صحّية مُزمنة.
شرحت اختصاصية طب الأقدام الطبيبة، نيليا لوبكوفا، من مدينة نيويورك، الأسباب المُحتملة لانتفاخ القدمين:
– التعرُّض لإصابة معيّنة
يمكن للتعامل الخاطئ مع القدم أو الكاحل أن يؤدي إلى التورُّم في القدمين. وتشمل الأسباب الأكثر شيوعاً التواء الكاحل الذي يحدث عند شدّ أو تمزّق أحد الأربطة، أو التهاب الأوتار، أو الكسور التي تحدث عندما يتسبب الإجهاد أو القوّة المتكرّرة في حدوث كسر صغير في العظام.
– الوقوف أو الجلوس المطوّل
عند الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، تتسبب الجاذبية في تجمّع الدم في الأطراف السُفلية. يعني ذلك أنّ مزيداً من السوائل تخرج من الدم وتنتقل إلى الأنسجة، ما يؤدي إلى الوذمة، التي هي نوع من التورّم ناتج من محاصرة السوائل المتراكمة في أنسجة الجسم.
– مُعاناة البدانة
عند الإصابة بالبدانة، يزداد الوزن على أوتار الجسم وعضلاته، وتحديداً الأطراف السُفلية. يمكن لهذا الأمر أن يؤدي إلى تراكم السوائل في أسفل الساقين، ما يتسبّب في تورُّم القدمين والكاحلين.
– التهاب المفاصل
قد يحدث انتفاخ القدم بسبب التهاب المفاصل خصوصاً التهاب المفاصل التنكسي أو الفصال العظمي. إنه يؤدي إلى تجريد الغضروف الذي يغطّي العظام، وبالتالي تحريك العظام على بعضها وحدوث نتوءات فيها. يعاني هؤلاء المرضى من انتفاخ معمّم يغطّي المفاصل المصابة، خصوصاً مفاصل القدم والكاحل. كذلك يمكن لالتهاب المفاصل النقرسي، الناجم عن زيادة حامض اليوريك في الدم، أن يسبّب بدوره تورّماً في القدمين.
– نمو ظفر القدم تحت الجلد
تُعتبر أظافر القدم الغارزة حالة شائعة أخرى يمكن أن تسبب تورّم القدمين. يحدث ذلك عندما ينمو الظفر في الجلد الناعم ويؤثر عادةً في إصبع القدم الكبير.
– تناول بعض الأدوية
يمكن لعقاقير معيّنة أن تؤدي إلى احتباس السوائل وترفع احتمال تورُّم القدمين، وتحديداً أدوية ضغط الدم، والستيرويد، والأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب، وتلك المخصّصة للاعتلال العصبي. كذلك يمكن لمضادات الكآبة، والهورمونات مثل الإستروجين في حبوب منع الحمل أو العلاج بالهورمونات البديلة أن تسبّب بدورها انتفاخ القدمين.
– الإفراط في الملح
تنتقل السوائل ذهاباً وإياباً بين الدم والأنسجة بمساعدة الصوديوم لضمان توازنها. غير أنّ المبالغة في الصوديوم قد تقضي على هذا التوازن. فعند وجود فائض من الصوديوم في الجسم بسبب الإفراط في الأطعمة المالحة، سيحتفظ الجسم بمزيد من المياه وبالتالي تتورّم القدمين.
– مشكلات صحّية أخرى كامنة
قد تكون القدم المتورّمة علامة على مشكلة جدّية في الأعضاء الأساسية مثل القلب، والكِلى، والكبد. على سبيل المثال، إذا لم يعمل القلب بشكلٍ فعّال، فإنّ الأوردة الموجودة في الأطراف السُفلية لن تتمكّن من ضخّ الدم مجدداً إلى القلب. هذا الأمر ينطبق على قصور القلب الاحتقاني، ما يؤدي إلى تجمُّع الدم في الساقين، والقدمين، والكاحلين. من جهة أخرى، إنّ المتلازمة الكِلوية تنجم عن تلف أوعية ترشيح الكِلى، ما يقلّل من قدرة الكليتين على تصفية البروتين والمياه في البول، وبالتالي تتراكم السوائل في القدمين.
وبالنسبة إلى الكبد الذي يشارك أيضاً في الحفاظ على السوائل في الجسم، فإنّ الأمراض التي تُصيبه، مثل تليّف الكبد ومرض الكبد الدهني غير الكحولي، قد تسبّب ضغطاً مفرطاً في الوريد البابي، الأمر الذي يحفّز تورّم القدمين.