الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / عين على الوفد القضائي وأخرى على الجلسة الـ11

عين على الوفد القضائي وأخرى على الجلسة الـ11

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة النهار

 تتجه الأنظار إلى تطور قضائي يكتسب دلالات لافتة ويتمثل في مهمة وفد قضائي يمثل ثلاث دول أوروبية هي فرنسا وألمانيا واللوكسمبورغ في بيروت يستجوب خلالها عدداً من المسؤولين الماليين والمصرفيين والإداريين بملفات متصلة بالفساد على خلفية تحقيقات قضائية مفتوحة في الدول الثلاث في شأن الملف المالي لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. هذا التطور سيكتسب وهجاً لجهة التحقيق في ملفات على صلة بتبييض أموال وتهريبها من جهة ولكون السلطة القضائية اللبنانية اجرت اتفاقاً تفصيلياً مع الوفد القضائي استبق وصوله حول تنفيذ المهمة التي طلبها ضمن الإجراءات التي يسمح بها مبدأ السيادية الوطنية للقضاء اللبناني وفي الوقت نفسه التزام لبنان مندرجات معاهدة دولية انضم إليها ترعى التعاون القضائي بين الدول في ملفات مكافحة الفساد. كما أن تزامن وصول الوفد القضائي الأوروبي والشروع في مهمته في قصر العدل في بيروت لا بد من أن يثير في الخلفية السياسية الملبدة في الداخل السياسي الكثير من الجدل وردود الفعل وحتى التوظيف السياسي المتعدد الجانب وسط احتدام الأجواء السياسية في شان أزمة الفراغ الرئاسي المقبلة على سخونة عالية داخلياً وانعدام أفق أي إمكانات لفتح مسالك الانسداد في هذه الأزمة.
ولذا بدا لافتاً عشية بدء الوفد القضائي الأوروبي مهمته في بيروت غداً إعلان النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ليس بين 15 شخصاً مطلوب استجوابهم من الوفد. وإذ أوضح التفاصيل المتعلقة بزيارة الوفد قال: “إن مهمة الوفد القضائي الأوروبي الذي سيصل إلى لبنان الاثنين المقبل هي استجواب أشخاص تم استجوابهم سابقاً لدى القضاء اللبناني بصفة شهود باستثناء شخص واحد سيتم استجوابه بصفة مشتبه فيه. هذا الوفد يريد أن يستطلع أين أصبحت الاستنابات القضائية الموجودة في الملف الذي يتولاه القاضي زياد أبو حيدر، والذي توقف التحقيق لديه بسبب طلبات الرد التي قدمت في حقه. وأضاف في حديث إلى موقع “لبنان ٢٤” التابع للرئيس نجيب ميقاتي “إن مهمة الوفد تندرج في إطار المعاهدة التي أقرتها الأمم المتحدة عام 2003 ودخلت حيز التنفيذ عام 2005، والتي انضم إليها لبنان عام 2008 بموجب القانون الرقم 33 الذي صدقه مجلس النواب عام 2008. وبموجب هذا الانضمام بات لبنان من الأعضاء الملزمين بتطبيق هذه المعاهدة”. وقال: “هناك سوابق في هذا السياق سبقت تسلمي مهام النيابة العامة التمييزية، كما تكرر الأمر خلال مهمتي في النيابة العامة، في قضية كارلوس غصن، حيث حضر وفد قضائي واستجوبه في لبنان في اطار التدابير القضائية المتخذة في الملف خارج لبنان”. ولفت إلى”أن التدابير المتخذة بشأن زيارة الوفد تنطبق عليها الأصول القانونية والنيابة العامة وضعت الآلية القانونية المناسبة. فالوفود القضائية الآتية إلى لبنان هي من ثلاث دول فرنسا وألمانيا واللوكسمبورغ، وليس هناك أي وفد من سويسرا. وقد اشترطنا توحيد الإجراءات لعدم تبليغ الأشخاص المعنيين ثلاث مرات، وسيكون هناك وفد موحّد وتم تقسيم العمل بين أعضائه وتحديد جدول زمني وخطة عمل واضحة. والاستجوابات ستتم في قصر العدل”.

وأشار إلى أن الأشخاص المطلوب استجوابهم عددهم 15 شخصاً وليس بينهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وأشار إلى أن الملفات التي سيحقق بها الوفد القضائي تندرج تحت باب الفساد، وهو الملف ذاته الموجود في النيابة العامة الاستئنافية والمتوقف منذ فترة للأسباب التي ذكرتها سابقاً”.

على الصعيد السياسي برزت معالم تحركات لدى بعض الجهات استعداداً للجلسة الحادية عشرة لمجلس النواب الخميس المقبل لانتخاب رئيس الجمهورية وأبرزها ما يتصل بما يتردد عن عزم “التيار الوطني الحر” على إنهاء تصويت نوابه بالأوراق البيضاء إسوة بسائر المكونات الأخرى لفريق “محور الممانعة ” وطرح مرشحه الرئاسي عبر التصويت له في الجلسة المقبلة. وهو أمر في حال حصوله سيكسر للمرة الأولى منذ بدء جلسات انتخاب رئيس الجمهورية رتابة الدوامة التي تدور ضمنها هذه الأزمة ولو لم يؤد تصويت “تكتل لبنان القوي” لأي مرشح إلى تبديل مسار الأزمة كلا. وفي هذا السياق، أعلن عضو “تكتل لبنان القوي” أسعد درغام أمس “أن الثلثاء لدينا اجتماع سيَحسم مسألة التسمية والشخص التوافقي الذي قد نصوت له في الجلسة المقبلة”.
وفي المقابل تتوالى التحركات واللقاءات من جانب القوى المعارِضة التي ترشح النائب ميشال معوض وسط تنامي الحديث عن احتمال ولادة “الخطة – ب ” لهذه القوى والتوافق في ما بين مكوناتها على ترشيح جديد إذا توافرت له نسبة أعلى من الدعم النيابي. في هذا الإطار تبدو معراب محور هذه الحركة وغداة استقباله النائب فؤاد مخزومي، التقى أمس رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع النائب نعمت إفرام الذي لفت إلى أنها “زيارة معايدة تم التطرق فيها إلى مواضيع الساعة وأهمها الاستحقاق الرئاسي لأهمية هذا الموضوع في ظل ما نشهده من متغيّرات في المنطقة تحضّنا على الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية والتوصل إلى سلة متكاملة ننطلق عبرها إلى زمن جديد في لبنان يمحو أوجاع اللبنانيين الذين يتألمون يومياً”. وإذ شدّد على أن “المسؤولية تقع على عاتقنا في إيجاد المساحة المشتركة والالتقاء حولها”، متمنياً “البدء مع بداية هذا العام بمرحلة البحث عن هذه المساحة”، قال “في الأسابيع المقبلة ستظهر هذه المساحة على أمل أن نتوصل جميعاً دون استثناء إلى انتخاب رئيس جديد مع سلة متكاملة، هدفها الأول والأخير يبقى الإنسان اللبناني ومستقبله وإعادة بناء دولة المؤسسات التي تكون المشروع المشترك والناجح بين كل مكونات هذا البلد، باعتبار أن الفشل يُفرق إما النجاح فيجمع”. وعما إذا كان يحمل في جعبته طرحاً جديداً مرتبط بالملف الرئاسي، أجاب “لا يمكن اعتباره بمثابة طرح ولكنه طريقة عمل وخارطة طريق يمكنها أن توصلنا في الأسابيع المقبلة إلى “طرح جامع” يمكن أن يؤمن أكثرية في مجلس النواب”.

وقد أكد أمس عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب رازي الحاج أنه “عندما نجد مرشحاً يستطيع تأمين 60 صوتاً فعندها نتحدث عن الخطة – ب”.