مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية
كل الأبواب موصدة حتى الساعة، فلا شيء يؤشر الى خرق على مستوى الاستحقاق الرئاسي وإن كان الخميس المقبل سيشهد جلسة جديدة ستنضم الى سابقاتها، وكذلك الأمر بالنسبة للحكومة المستقيلة التي ما زال رئيسها نجيب ميقاتي يدرس خياراته بموضوع عقد جلسة لمجلس الوزراء لإقرار بعض القوانين الملحة لتسيير شؤون الناس.
وفي هذا السياق، توقعت مصادر نيابية عبر “الأنباء” الالكترونية أن يحدد رئيس مجلس النواب نبيه بري موعداً لجلسة انتخاب الرئيس الخميس المقبل في غضون الساعات الـ ٢٤ المقبلة، وبانتظار أن تتبلور الصورة أكثر، أشارت المصادر إلى أن الحوارات الثنائية والجانبية لم تتوقف لكنها لم تصل الى مستوى الحوار الجدي الذي يوصل الى التفاهم حول شخص الرئيس الذي يرضي كل الاطراف السياسية او الذهاب الى التنافس الايجابي خارج إطار المعادلة القائمة.
توازياً، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب فادي علامة في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أن لا شيء جديد قد تغيّر وكل الأمور ما زالت تراوح مكانها، وبذلك ليس هناك من معطيات تؤشر الى شيء ما إيجابي حتى الساعة فالكل أخذ “بريك” بمناسبة الأعياد والحياة السياسية بدأت تعود شيئاً فشيئاً.
النائب علامة أقر بحصول حراك سياسي بهدف الخروج من الأزمة خلال إجازة الأعياد وإطلاق إشارات ايجابية علماً أنها لم تترجم بعد الى واقع ملموس يساعد على الحل. وما ينسحب على الملف الرئاسي يمكن أن ينسحب على عقد جلسة لمجلس الوزراء، فالمعلومات شحيحة جداً بالنسبة لهذا الموضوع والرئيس ميقاتي لم يكشف ما اذا كان يريد عقد جلسة لمجلس الوزراء أم لا وقد يكون ذلك تحاشياً لافتعال أزمة جديدة.
أمّا في ما خص السجال القائم حول الكهرباء، قال علامة: “الناس بدها تضوي” وهي لا تكترث لما يحصل من سجالات، مضيفاً: “موضوع الكهرباء شائك، وحمل البلد أعباء هائلة، لكن اليوم اختلفت الأمور، فالتعرفات زادت أعباء اضافية على الناس ومن الممكن أن يحصل أمر طارئ يمكن ان يساعد على عقد اجتماع لمجلس الوزراء”.
وفي موضوع الحوار وتجديد الرئيس بري الدعوة اليه، رأت مصادر نيابية عبر “الأنباء” الالكترونية أن هذا الأمر مرتبط بتجاوب الأطراف المعنيين ومعرفة اذا ما كانوا قد اقتنعوا بالحوار او ما زالوا على موقفهم، اذ لا يمكن ان نتوصل الى تفاهم على اسم الرئيس بدون حوار، فالجلسات العشرة الماضية لم توصل الى نتيجة ولا بد اذاً من الحوار للوصول الى نتيجة وهذا ما حصل في الولايات المتحدة وفي أكثر الدول الديمقراطية، مستغربة العناد الذي يظهر لدى البعض.
بدوره، طالب النائب المستقل بلال الحشيمي الدول الصديقة بمد يد المساعدة كي تمكننا من تجاوز عقدة انتخاب الرئيس لأن المساعي المحلية على ما يبدو لن توصل الى حل.
الحشيمي وفي حديث مع “الأنباء” الالكترونية، أشار إلى أن الجميع ينتظر إشارة الخارج، وهذا الخارج لديه من المشاكل والأزمات ما يكفي لعدم الاهتمام بنا، مشيراً الى عدم التقدم في هذا الملف لأن ليس هناك مؤشرات حلحلة حتى الساعة، فالدعوة الى جلسة الانتخاب لم نسمع بها الا في الاعلام وان عقدت ستكون كسابقاتها، تأمين النصاب في بداية الجلسة وفريق ينتخب مرشحه وآخر يقترع بالورقة البيضاء ثم يقوم بتعطيل النصاب، كاشفاً عن رغبته في مقاطعة جلسات الانتخاب اذا ما استمرت الأمور على هذا النحو، داعياً القوى السياسية الى الخروج من الشخصانية وتغليب مصلحة البلد على مصالحهم الخاصة لأن هذا الأمر لم يعد مقبولاً، على حد قوله.
وطالب الحشيمي بعقد جلسة لمجلس الوزراء لتسيير شؤون الناس إذ لا يمكن تعطيل البلد لإرضاء هذا الفريق أو ذاك، بغض النظر عن السجالات المستمرة حول توقيع رئيس الحكومة مكان رئيس الجمهورية، لأنَّ الأولوية لقضايا الناس، باعتبارها أهم من الاشخاص واصفاً السجال القائم في ملف الكهرباء بأنه نتيجة إفلاس التيار الوطني الحر ومحاولة تعويم نفسه بهذه الطريقة، وبذلك ليس له علاقة بحقوق المسيحيين فالخدمات يجب أن تؤمَّن مذكّراً بحكومة حسان دياب وعدم الاكتراث للميثاقية، علماً أنهم أهدروا ٢٠ مليار دولار وخربوا بيوت الناس واستباحوا ودائعها ويريدون اليوم تحويل كل وزير الى رئيس حكومة عبر المراسيم الجوالة.
وبانتظار حسم قرار عقد جلسة انتخاب الرئيس يوم الخميس المقبل، يمضي اللّبناني في عتمته وسط وعود باطلة، فإمّا أن يستدرك المعطّلون مخاطر وتبعات الفراغ وإمّا ستستمر الأزمات في التفاقم ما لم تتم صياغة تسوية داخلية يبدو أنها غير جاهزة بعد.