الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / ا‎لاستحقاق الرئاسي في لبنان لا منتصر ولا مهزوم .!

ا‎لاستحقاق الرئاسي في لبنان لا منتصر ولا مهزوم .!

مجلة وفاء wafaamagazine

‎ كتبت وفاء بيضون


‎ثمة جدلية تواكب الاستحقاقات الدستورية في لبنان سيما وأنّ المشهد السياسي ما زال على حاله من التعقيد والاستعصاء .
‎وسط سلة من الأزمات التي تداهم المشهد الداخلي من اقتصاد مترد وعملة منهارة ومؤسسات غير منتظمة وواقع بات ينذر بوقائع خطيرة، بدأت ملامحها تظهر أكثر في الشارع اللبناني، خاصة وأنّ انعكاس الأزمتين الاقتصادية والسياسية تلقي بظلالها على كاهل المواطن الذي بات يتتبع يومياته بكل أنواع الذل والمهانة.

من هنا فإن حالة الاستعصاء القائمة على مستوى الاستحقاق الرئاسي تفتح الباب أمام طرح مروحة من الأسئلة، على خلفية الواقع المعيشي غير المسبوق بينما لا يبدو أن أيًّا من الأفرقاء الأساسيين في وارد تفهم هذا الواقع، بدليل استمرار حالة المكابرة في التعامل معه، التي تترجم بالرهان على عامل الوقت من أجل تحقيق الرهانات الموضوعة. وكأن البلاد تعيش حال ترف في الوقت والأخذ والرد غير آبهة بالنتائج المحتملة والمحملة بكل أنواع التصعيد الذي قد يؤدي إلى هدم الهيكل على رؤوس الجميع .

‎وفي المعادلة المنطقية نرى في مقاربة ما يحصل أنه من المفترض أن تكون النتائج التي أفرزتها الانتخابات النيابية الماضية والتي أكدت أن التوازنات في المجلس الحالي لا تسمح لأي فريق بتسجيل انتصار كامل على الآخر، تمثل مدخلًا توافقيًا يرضخ فيه الجميع لأمر واقع البلد المتداعي ، على عكس ما ينطلق منه بعض الأفرقاء، لناحية اعتبار أن كلًا منهم هو المنتصر، وبالتالي من الممكن أن ينجح في تحقيق الهدف.

‎في هذا الإطار ، تشير بعض المصادر المتابعة إلى أن الجميع لا يزال عند المربع الأول من المعركة، بغض النظر عما يقدمه من طروحات خصوصاً لناحية الدعوة إلى الحوار، فقوى ما يسمى بالثامن من آذار لا تزال تتمسك بالمرشح المحسوب عليها دون إعلانه بشكل واضح أو أنها تعمل على استكشاف طريق وصوله الى قصر بعبدا من خلال رصد المواقف لدى الطرف الآخر وإمكانية تمريره ضمن سلة متكاملة انسحابًا على التسوية الرئاسية التي أدت إلى وصول العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة سنة 2016 ، وبالتالي إن رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، سيبقى حصرًا أقله في الفترة المقبلة لحين نضوج السلة المتكاملة.

هذا في وقت ما زالت القوى التي كانت قوى ما يسمى بالرابع عشر من آذار لم تخرج من ترشيح رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، بالرغم من أنها بدأت تفتح الباب أمام احتمال الذهاب إلى مرشحين آخرين.
‎و تلفت المصادر المتابعة، أن عقبة أ تبرز من خلال موقف رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل والذي تترجمه كتلة لبنان القوي داخل البرلمان إن أي حوار يجب أن يلحظ انعدام الأسماء المطروحة أو الملمح إليها سواء كان ذلك على مستوى السعي الداخلي أو الخارجي، ظنًا بأن الأمر قد يسمح للتيار البرتقالي بالذهاب إلى مروحة واسعة من الخيارات، إلا أنه في المقابل لا يزال يمانع ما هو مطروح على بساط البحث، على قاعدة أنه يملك القدرة على منع وصول أي من الأسماء إلى سدة رئاسة الجمهورية، مستفيداً من الخلافات الكبيرة بين الأفرقاء الآخرين، الأمر الذي قد لا يكون في محله، نظراً إلى أن الفريق الأساسي المستهدف ضمن هذه المعادلة، أي الثنائي الوطني الشيعي أثبت قدرته على التكيف مع مختلف الظروف.

‎وانطلاقًا من ذلك فإنه يصبح من المنطقي السؤال عما إذا كانت غالبية الجهات، المحلية أو الخارجية، في وارد الاقتناع بأن المطلوب الذهاب إلى حلول من نوع آخر، بالارتكاز على قاعدة لا غالب ولا مغلوب . خاصة وأن النظام اللبناني يتميز بالطائفية التوافقية وهو ما لا يدركه كثيرون .فهل تفلح معادلة التعادل في رسم مسار المستقبل الموعود للبنان أم إن فجوة الخلاف باتت تحتم على كل فريق استعمال كل خططه وصرف كل رصيده بهدف تحقيق الغلبة في بلد أصبح مغلوبًا على أمره.


وفاء بيضون .. اعلامية لبنانية .