الرئيسية / آخر الأخبار / أهمّية السمك الدهني لصحّة الدماغ

أهمّية السمك الدهني لصحّة الدماغ

مجلة وفاء wafaamagazine

تشتهر البروتينات بقدرتها على دعم بناء العضلات الصحّية، غير أنّ فوائدها لا تُحصى، وتُطاول كافة أعضاء الجسم بلا استثناء! في الواقع، تلعب البروتينات دوراً مهمّاً في صحّة الدماغ، حيث أنّ الحصول على الأنواع الصحيحة منها وبجرعات كافية يحافظ على وظائفه مع التقدّم في العمر.

إنّ البروتينات موجودة في كل خلية من الجسم بما في ذلك الدماغ، لذلك من المهمّ تناول كميات جيّدة منها. ومع ذلك، تبيّن أنّ مصادر بروتينية معيّنة قد تُفيد الدماغ أكثر من غيرها.

 

وفي هذا السِياق، كشفت اختصاصية الأمراض العصبية الطبيبة، شارون ستول، أنّ «إضافة المزيد من السمك الدهني إلى الغذاء اليومي، مثل السلمون والسردين والهارينغ والماكريل، تدعم الأداء المعرفي على مرّ السنين. على سبيل المِثال، تحتوي 6 أونصات من فيليه السلمون المطبوخ على 43,2 غ من البروتينات و246 في المئة من القيمة اليومية للأوميغا 3».

وعرضت في ما يلي أبرز الطرق التي يمكن من خلالها للسمك الدهني التأثير إيجاباً في صحّة الدماغ:

 

– غنيّ بالـ«DHA»

يتكوّن الدماغ من نحو 60 في المئة من الدهون، لذلك تُعتبر هذه العناصر الغذائية مهمّة لأداء الدماغ. غير أنّ بعض أشكالها قد يكون أفضل من الآخر. وبشكلٍ أدقّ، رُبط الـ«DHA»، الذي هو نوع من أحماض أوميغا 3 الدهنية، بتحسين أداء الدماغ ودعم صحّة الجهاز العصبي.

 

يُعتبر السمك مصدراً ممتازاً للـ«DHA»، خصوصاً النوع الدهني كالسلمون والتونة. إستناداً إلى «Harvard T.H. Chan School of Public Health»، إنّ الـ«DHA» مهمّ خصوصاً لنمو الدماغ في مرحلة الطفولة المُبكرة. وبالنسبة إلى البالغين، فقد رُبطت مستويات «DHA» المنخفضة بارتفاع خطر الإصابة بمشكلات الدماغ مثل الألزهايمر.

 

– يدعم التدفُّق الصحّي للدم

يتكوّن الجسم من أنظمة معقّدة لا تعمل بشكلٍ مستقلّ عن بعضها. على سبيل المِثال، يمكن أن يؤثر عمل نظام القلب والأوعية الدموية في صحّة الدماغ. يستطيع القلب الصحّي خفض احتمال تعرّض العقل لمشكلات مثل السكتات الدماغية والخرف.

 

عندما تُتلف الأوعية الدموية، يمكن أن يواجه الدماغ عواقب وخيمة. وللحفاظ على صحّة هذا الأخير، يجب أن تكون الأوعية الدموية مفتوحة قدر الإمكان، وهنا تأتي أهمّية المأكولات المغذية مثل السمك الدهني الغنيّ بالبروتينات المُفيدة للقلب والفقير بالدهون المشبّعة المضرّة. فضلاً عن أنّه يتضمّن جرعات هائلة من أحماض أوميغا 3 الدهنية التي قد تحسّن وظيفة بطانة الأوعية الدموية، وتُعزّز توسّع الأوعية، وتقلّل من تصلّب جدار الشرايين. وبالتالي، فإنّ الحفاظ على قلبٍ صحّي يُترجم إلى تحسين تدفق الدم نحو العقل.

 

– يخفّض التريغليسريد

يبدو أنّ مستويات التريغليسريد العالية تلعب دوراً في تحفيز خطر الإصابة بالألزهايمر. إنّ تناول السمك الدهني مهمّ لصحّة الدماغ للسبب ذاته الذي يجعله مهمّاً للقلب، وهو ارتباطه بخفض مستويات التريغليسريد.

 

تُعتبر هذه الأخيرة جزءاً مما يسدّ الأوعية في الدماغ وجميع أنحاء الجسم، وبالتالي التسبّب بالسكتات الدماغية وأمراض القلب. هناك دليل قويّ على أنّ الأوميغا 3 قد تساعد في خفض معدلات التريغليسريد المرتفعة، وفق «Mayo Clinic».

 

– يقلّل من خطر التدهور العقلي

إنّ معدلات التشخيص بالخرف والألزهايمر إلى ارتفاع متواصل عند كبار السنّ الذين تخطّوا 65 عاماً. وبحسب دراسة نُشرت عام 2022 في «Nutrients»، رُبط الحصول على مزيدٍ من الـ»DHA» بانخفاض التعرّض لهذه الأمراض. في حين أنّ تدنّي مستوياته قد رُبط أيضاً بمخاطر أعلى.

 

وصحيحٌ أنّ الأبحاث غير حاسمة، لكن ما هو مؤكّد أنّ العناصر الغذائية مثل الأوميغا 3 قد تساعد في حماية الدماغ بمرور الوقت، وإبطاء تطور الأمراض التي تُهدّده.