الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / “أمر القبع” يطارد أهالي ضحايا المرفأ كلّنا وليام نون

“أمر القبع” يطارد أهالي ضحايا المرفأ كلّنا وليام نون

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة “نداء الوطن” :

“ولادنا راحو شقف، وهنّي بالسلطة خايفين على كم لوح قزاز”… بهذه العبارة المعبّرة من جهة عن عمق الجراح في قلوب أهالي ضحايا انفجار المرفأ، ومن جهة مقابلة عن قمّة العهر والوقاحة في أداء “منظومة النيترات” التي قتلت أبناءهم ودمّرت حياتهم وهدمت بيوت بيروت فوق رؤوس قاطنيها، أكّد الأهالي أنّ قضية اعتقال شقيق الشهيد جو نون، وليام، أمس من قبل جهاز أمن الدولة، شكّلت النقطة التي طفح بها كيلهم حيال تمادي السلطة في إجرامها، فانتفضوا وثاروا وتداعوا لتطويق مقر أمن الدولة في الرملة البيضاء رافعين شعار “كلنا وليام نون… يا بتفرجوا عنه يا بتحبسونا معه”.

فبعد مداهمة منزل عائلة نون وتفتيش غرفة شقيقه الشهيد ومعاينة أغراضه، وإثر استدراجه “واستغفاله” على حد تعبير عائلته بحجة الاستماع “10 دقائق” إلى إفادته كما أكدت والدته بشأن الإشكال الذي حصل أمام قصر العدل والمواقف التهديدية التي أطلقها عبر الإعلام، وجد وليام نفسه أمام “كمين قضائي – أمني محكم” حسبما شددت أوساط أهالي ضحايا انفجار 4 آب، فتمّ نقله إلى مقر الرملة البيضاء وتوقيفه بموجب إشارة المحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي زاهر حمادة، معتبرةً في ضوء ذلك أنّ “أمر القبع” لم يكتفِ بتكبيل المحقق العدلي في الجريمة القاضي طارق البيطار منعاً لكشف الحقيقة ومحاسبة المرتكبين، إنما بدأ اليوم بـ”مطاردة أهالي الضحايا بغية إسكاتهم وترهيبهم ودفعهم إلى الاستسلام والتسليم بسلطة الأمر الواقع، سواءً عبر اعتقال وليام نون أو من خلال استدعاء آباء الشهداء وأمهاتهم إلى التحقيق الاثنين المقبل”.

وإذ أثارت القضية غضباً عارماً في نفوس المواطنين الذين سارعوا إلى التضامن مع نون وعموم أهالي الضحايا في مواجهة قمع السلطة وأجهزتها، سرعان ما تقاطرت الحشود إلى محيط مقر توقيفه وحضر محامون متطوعون لمؤازرته في التحقيقات، بالتوازي مع سلسلة تحركات ميدانية في بيروت والمناطق للاعتصام في الشوارع حتى إطلاق سراحه، بينما شهدت مدينة جبيل صدامات عنيفة بين القوى العسكرية والمحتجين أسفرت عن سقوط جرحى نتيجة اعتداء العناصر على الناس لمنعهم من قطع الأوتستراد.

أما في المعطيات الأولية المتصلة بظروف توقيف نون، فكشفت مصادر واسعة الاطلاع أنّ “المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا كان يميل إلى إطلاق سراحه بعد الاستماع إلى إفادته، غير أنّ القاضي حمادة أبدى إصراراً حازماً على إبقائه قيد الاحتجاز، في حين أنّ النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات لا يمكنه التدخل في الملف ربطاً بتنحيه عن كل ما له صلة بقضية انفجار مرفأ بيروت لوجود مصاهرة بينه وبين أحد المدعى عليهم في القضية النائب غازي زعيتر”.

وأكدت المصادر أنه “كان هناك تأخير متعمّد في فتح محضر التحقيق الرسمي مع وليام نون حتى قرابة منتصف الليل لإطالة مدة توقيفه أطول مدة زمنية ممكنة قبل أن يعود القاضي حمادة إلى إصدار قرار بتوقيفه ليلاً”، مشددةً على أنّ “عملية توقيفه أريد لها أن تأتي ضمن مسار ترهيبي مقصود في رسالة واضحة هادفة إلى محاولة تدجين أهالي الضحايا”، غير أنّ نتيجتها أتت عكسية مع انتفاضة الأهالي وفي ضوء “الرسالة المضادة” التي عبّرت عنها والدة جو ووليام نون بقولها أمام مقر أمن الدولة: “مش رح نسكت، إذا سكّتوا وليام، في 100 وليام بيحكوا، ورح نضل نحكي ليتحاسبوا كل اللي قتلوا ولادنا”.

حكومياً، على ما يبدو يتجه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى التريث في دعوة مجلس الوزراء للانعقاد بعد “خربطة” جدول أعماله وحصره من قبل “حزب الله” ببند الكهرباء، ما اضطره إلى تأجيل الجلسة التي كان قد حددها الاثنين بضعة أيام ريثما تنتهي مشاوراته مع “الحزب” للاتفاق معه على جدول الأعمال.

أما على الضفة المقابلة، فلا تزال الموافقة المبدئية التي منحها “حزب الله” إلى ميقاتي لعقد جلسة جديدة لمجلس الوزراء تلقي بثقلها على العلاقة المتوترة بين “التيار الوطني الحر” و”الحزب”، إذ كشفت مصادر مطلعة على أجواء هذه العلاقة أنّ قيادة “التيار” تنتظر التأكد من “جدية حضور الحزب للجلسة الحكومية لتأخذ في ضوء ذلك موقفاً تصعيدياً غير مسبوق قد لن يعود من الممكن لملمة تداعياته وارتداداته السلبية على تفاهم مار مخايل”، موضحةً أنه “في حال حضور وزراء الحزب الجلسة، فإنّ من سيتصدى هذه المرة للطعنة الجديدة لن يكون النائب جبران باسيل إنما الرئيس ميشال عون شخصياً، خصوصاً وأنه نُقل عن عون مؤخرا كلاماً عالي اللهجة خلال لقاء شبابي رفع من خلاله التحدي في ما يتصل بالعلاقة مع “حزب الله”، خلاصته بحسب ما تردد على لسان أحد المشاركين في هذا اللقاء قوله: إذا عمد “حزب الله” إلى الامعان في خرق الدستور وعزل مكون أساسي، فأنا شخصياً الذي وقّعت تفاهم مار مخايل سأخرج إلى العلن لأمزق هذا التفاهم وأرميه في سلة المهملات”.