مجلة وفاء wafaamagazine
أقيم حفل تأبيني حاشد في ذكرى أسبوع مدير محطات الأيتام في الجنوب حسين أبو شز في قاعة مجمع الرضا في بلدة ميس الجبل، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والحزبية والبلدية والثقافية والعسكرية والاختيارية وحشد من أبناء المنطقة غصت بهم القاعة.
وقال العلامة السيد علي فضل الله: “عادت الظروف لتقسو علينا، وأخذت موجات الضغوط والحصار تتوالى علينا من كل حدب وصوب، ليساعدها في ذلك انقسامات ومحاصصات وسياسات فاسدة وإدارة عبثية، وتجارة جشعة، حتى تشعر كأن هناك من يريد إعادة لبنان وهذه المنطقة الكريمة بخاصة إلى الزنازين القديمة”.
ولفت إلى أن” بعض هذه القوى الضاغطة من خارجية أو داخلية يعرف ما يفعل، ويريد لهذا الوطن وفي القلب منه الجنوب أن يعود ليتسول الأمن والسلام من محتل لا يعيش إلا على العدوان والسيطرة، أو من قوى دولية كبرى لا يعنيها إلا تفوق هذا المحتل على كل دول المنطقة العربية والإسلامية، وبعضهم لا يعرف ما يفعل، وقد تكون عنده الأمور ملتبسة لكنه ينساق في السير بما يجري، وبعضهم لا يكف عن توظيف الأحداث ليحقق المكاسب والمغانم من خلال احتكار هنا أو تلاعب هناك وغير ذلك، والنتائج وخيمة… أما نحن فلا خيار لنا إلا البقاء في هذه الأرض وأعود هنا في هذه البلدة الكريمة لأكرر ما أقوله دائما ان الانقسام قد يطول وزمن الأزمة والضغوط قد يستمر”.
واعتبر ان “الدول الكبرى لا تبالي بنا، وإن أحاطت وطننا بقدر من الاهتمام فلأهداف خاصة ولحسابها، أما أغلب القوى السياسية في الداخل فغارقة في مصالحها الفئوية وحساباتها المصرفية لا يحركها مبدأ إنساني او التزام أخلاقي، تبحث عما يحقق لها غاياتها الخاصة، ولا يهمها أن تطول الأزمة أو تقصر، هي تستثمر الأزمة لتعزيز مواقعها، فلا يهمها أن يرتفع الدولار ولو بلغ المئة أو يقلقها غلاء أسعار الغذاء والدواء والمحروقات مهما بلغت”.
وتوجه إلى المواطنين ومن كل الطوائف، قائلا: “علينا أن نعيش التكافل في ما بيننا ان نقف معاً إلى جانب الحق، أن لا ننساق إلى ما يبيته لنا أعداء هذا الوطن من فتن داخلية، وهناك من يتحدث عن أن ثمة من يعمل على أن يفجر البلد من داخله إذا لم تنجح الضغوط القائمة في تحقيق أهدافه”.
وأضاف: “إنهم يسقطون الدولة ومعها الوطن بغبائهم، بحساباتهم القاصرة، بمصالحهم الفئوية، بعبث رهاناتهم الخارجية. في كل يوم يأتون بشرط جديد لانتخاب رئيس والحكومة معطلة والمجلس النيابي معطل. وبالأمس مزقوا القضاء حتى أن كل حصون الوطن تسقط ولم يبق لهذا الوطن من حصن رسمي إلا حصن الجيش وقوى الأمن. فهل يريدون القضاء على ما تبقى من وطن ودولة؟ ليس لنا إلا هذا الوطن، ومسؤوليتنا ان نصونه كما هو عهد هذا الجنوب الذي صانه وحماه، ومسؤوليتنا أن نحمي الوحدة الوطنية في هذا البلد فلا وطن من دون وحدة، ولا مستقبل لأي فئة أو طائفة بعيداً عن الوطن، ولو توهمت ذلك بعض الجهات”.
وختم كلامه بالقول: “لذا لا حصانة للوطن أمام المخاطر إلا بترسيخ انتمائنا الوطني والتزامنا الإيماني والأخلاقي فوطنيتنا هي حصننا “.