مجلة وفاء wafaamagazine
أصبحت “فرح” التي حملت معها الثلوج الناصعة البياض إسماً على مسمّى، معيدةً لبنان إلى سكّته الشتوية الطبيعية مع بداية شهر شباط، بعدما سيطر الطقس الربيعي على “فحل الشتاء”، كانون الثاني.
في الذورة التي حققها أمس المنخفض الجوي الذي حطّ على لبنان، كلّلت الثلوج أعلى القمم ابتداءً من اتفاع 900م فـ”حلّت البركة” بعد طول انتظار مع هطول امطار غزيرة في المناطق الساحلية مترافقة مع برق ورعد، محدثة سيولاً حولت بعض الطرق الى برك وبحيرات.
وعلى الرغم من انحسار هذا المنخفض الجوي تدريجياً اليوم الخميس، إلا أن اللبنانيين على موعد مع تسرب كتل قطبية باردة مساء الجمعة تستمر حتى نهاية الاسبوع. إذ من المتوقع بحسب مصلحة الأرصاد الجوية أن تهطل اليوم أمطار متفرقة أحيانا خلال الفترات الصباحية والمسائية خصوصا في المناطق الشمالية والداخلية، مع ثلوج خفيفة على ارتفاع 900 متر وما فوق، على أن تحدث انفراجات واسعة خلال النهار لتنحسر الأمطار تدريجيا خلال الليل وتتشكل طبقات من الجليد على الطرق الجبلية والداخلية اعتبارا من ارتفاع 900 متر.
أما غداً الجمعة، فسيكون الطقس بحسب التوقعات العلمية قليل الغيوم الى غائم جزئيا مع ضباب محلي على المرتفعات وارتفاع طفيف في درجات الحرارة ،وتشكل للجليد على الطرق الجبلية والداخلية خلال ساعات الصباح الأولى والليل اعتبارا من ارتفاع 1000 متر، ويتوقع هطول أمطار خفيفة متفرقة اعتبارا من بعد الظهر بخاصة شمال البلاد، مع بعض الثلوج على ارتفاع 1000 متر وما فوق.
وفي حين تودّع “فرح” اللبنانيين اليوم، إلا الأحوال الجوية تنقلب نهاية الأسبوع مجدداً مع حلول منخفض جوي جديد السبت، فيصبح الطقس عاصفاً بامتياز يوم الاحد، إذ تضرب عاصفة ثلجية شديدة البرودة لبنان والجوار تستمر لأيام عديدة بحسب ما أشار إليه الأب ايلي خنيصر المتخصص في الأحوال الجوية.
وفي خضمّ العاصفة الهوجاء التي ضربت لبنان، شهدت قرى الجنوب تدني درجات الحرارة الى الصفر فجراً مع استمرار تساقط الثلوج من ارتفاع 1400وما فوق وقد تراوحت سماكة الثلوج في شبعا وكفرشوبا حوالي خمسة سنتمترات لتفوق سماكتها المتر على قمم جبل الشيخ.
كما خلّفت الرياح القوية أضرارا مادية في المزروعات والخيم البلاستيكية في حوض الحاصباني وسهول الماري كما الحقت اضرار جسيمة في الواح الطاقة اشمسية ولوحات الاعلانات على جانبي الطرقات.
وفي هذا الإطار، ينهمك أهالي الجنوب بجمع ما تيسر من حطب واخشاب استعدادا لما ستحملة الايام القادمة مع تجدد العاصفة وخاصة العائلات الفقيرة واصحاب الدخل المحدود لعدم قدرتها على شراء مادة المازوت.
وتعمل الجرافات على فتح الطرقات في محافظات عدّة تأثرت بشكل كبير بالعاصفة.