مجلة وفاء wafaamagazine
دعا الحبر الاعظم الى الصلاة من اجل ان تنبت في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وفي أفريقيا بأسرها بذور ملكوت المحبة والعدالة والسلام”، واعتبر في مقابلته العامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس في الفاتيكان، أن “هناك العديد من الدول التي تعرف بالمتحضرة والتي تقدم المساعدة الى جنوب السودان، وتتكون من الاسلحة لاثارة الحرب، أنه امر مخجل”، وقال: “زرت الأسبوع الماضي بلدين أفريقيين: جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان. أشكر الله الذي سمح لي بالقيام بهذه الرحلة التي طال انتظارها. حلمان: زيارة الشعب الكونغولي، الأوصياء على بلد شاسع، الرئة الخضراء لأفريقيا. أرض غنية بالموارد أدمتها حرب لا تنتهي لأن هناك دائمًا من يغذي النار. وزيارة شعب جنوب السودان، في حجِّ سلام مع رئيس أساقفة كانتربري جوستين ويلبي والمُنسِّق العام لكنيسة اسكتلندا، إيان غرينشيلدز: لقد ذهبنا معًا لكي نشهد أنه من الممكن والضروري أن نتعاون في التنوع، لاسيما إذا كنا نتشارك الإيمان بالمسيح”.
تابع: “كنت في الأيام الثلاثة الأولى في كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية. أجدد امتناني للرئيس والسلطات الأخرى في البلاد على الاستقبال الذي حفظوه لي. فور وصولي في القصر الرئاسي، تمكنت من أن أوجِّه الرسالة إلى الأمة: الكونغو مثل الماسة، بطبيعته، بموارده، ولاسيما بشعبه؛ لكن هذه الماسة أصبحت سبب خلاف وعنف وللمفارقة لإفقار الشعب. إنها ديناميكية نجدها أيضًا في مناطق أفريقية أخرى، وهي صالحة بشكل عام لتلك القارة: قارة مستعمرة، مستغلة ومنهوبة. وإزاء كل هذا قلت كلمتين: الأولى سلبية: كفى!، كفى استغلالاً لإفريقيا! والثانية إيجابية: معًا، معًا بكرامة واحترام متبادل، معًا باسم المسيح، رجاءنا. وباسم المسيح اجتمعنا في الاحتفال الإفخارستي الكبير”.
أضاف: ” ثم عُقدت في كينشاسا أيضًا اللقاءات الأخرى. أولاً اللقاء مع ضحايا العنف في شرق البلاد، المنطقة التي تمزقها منذ سنوات الحرب بين الجماعات المسلحة التي تتلاعب بها المصالح الاقتصادية والسياسية. يعيش الناس في خوف وانعدام الأمن، ويتم التضحية بهم على مذبح الأعمال غير المشروعة. لقد استمعت إلى الشهادات المروعة لبعض الضحايا، ولاسيما النساء، اللواتي وضعنَ أسلحة وأدوات موت أخرى عند أقدام الصليب. معهنّ قلت “لا” للعنف والاستسلام، و “نعم” للمصالحة والرجاء. ثم التقيت بعدها بممثلي الأعمال الخيرية المختلفة الموجودة في البلاد، لكي أشكرهم وأشجعهم. إن عملهم مع الفقراء ومن أجل الفقراء لا يحدث أي ضجيج، ولكنه يجعل الخير العام ينمو يومًا بعد يوم. وفي إطار التعزيز بشكل خاص على مبادرات المحبّة أن تكون على الدوام تعزيزية، أي ألا تساعد وحسب بل أن تعزز وتنمّي”.
وقال: “القسم الثاني من الزيارة في جوبا، عاصمة جنوب السودان، وهي دولة ولدت في العام 2011. وكان لهذه الزيارة ميزة خاصة جدًا، تم التعبير عنها بالشعار الذي يستعيد كلمات يسوع: “أصلي لكي يكونوا بأجمعهم واحدًا”. لقد كان في الواقع حج مسكوني من أجل السلام، قمنا به مع رئيسي كنيستين حاضرتين تاريخياً في تلك الأرض: الشركة الأنغليكانية وكنيسة اسكتلندا. لقد كان نقطة وصول المسيرة التي بدأت قبل بضع سنوات، والتي شهدت لقاءنا في روما في عام 2019، مع سلطات جنوب السودان، من أجل الالتزام بالتغلب على الصراع وبناء السلام. لسوء الحظ، لم تتقدم عملية المصالحة وأصبح جنوب السودان الحديث الولادة ضحية للمنطق القديم للقوة والتنافس، الذي يولِّد الحرب والعنف واللاجئين والنازحين الداخليين. أشكر لرئيس الجمهورية الاستقبال الذي حفظه لنا والطريقة التي يسعى بها إلى إدارة هذا الطريق غير السهل لكي يقول “لا” للفساد وتهريب الأسلحة و”نعم” للقاء والحوار. إنّه أمر مخز: هناك العديد من الدول التي تُعرف بالمتحضرة والتي تقدم المساعدة لجنوب السودان، وتتكون المساعدة من الأسلحة لإثارة الحرب. إنّه أمر مخجل. وبالتالي علينا أن نمضي قدمًا بالقول “لا” للفساد وتهريب الأسلحة و”نعم” للقاء والحوار. بهذه الطريقة فقط يمكن أن تكون هناك تنمية، ويمكن للناس أن يعملوا بسلام، وللمرضى أن يتلقوا العلاج، وللأطفال أن يذهبوا إلى المدرسة. يبلغ عدد سكان جنوب السودان حوالي 11 مليون نسمة، نزح مليونان منهم داخلياً بسبب النزاعات المسلحة وفر العدد عينه إلى البلدان المجاورة. لهذا السبب أردت أن أقابل مجموعة كبيرة من النازحين الداخليين، وأن أستمع إليهم وأجعلهم يشعرون بقرب الكنيسة. في الواقع، تقف الكنائس والمنظمات ذات الإلهام المسيحي في الصفوف الأماميّة إلى جانب هؤلاء الفقراء، الذين يعيشون منذ سنوات في مخيمات للنازحين. لقد توجّهتُ بشكل خاص، إلى النساء، اللواتي يمثلن القوة التي يمكنها أن تغير البلاد. وشجعت الجميع لكي يكونوا بذور جنوب السودان الجديد، بدون عنف، ومصالح وسلميّ”.
وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي: “لنصلّ لكي تنبت في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وفي أفريقيا بأسرها بذور ملكوت المحبة والعدالة والسلام”.