مجلة وفاء wafaamagazine
عندما تحالف حزب الله مع التيار الوطني الحر بعد حرب تموز، وطوال المسيرة التي شهدت دعماً كاملاً من الحزب للتيار في كافة الاستحقاقات السياسية، الانتخابية، والحكومية، وصولاً حتى رئاسة ميشال عون عام 2016، لم يكن يتخيل الحزب أن يصل الى المرحلة الحالية التي لا يستطيع فيها التواصل والتوصل الى تفاهمات مع التيار حول استحقاقات أساسية مثل التمديد لمدير عام الأمن العام، أو الإتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية.
هذه المرحلة الصعبة، ورغم أن الحزب كان واضحاً مراراً على لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله، بأنه لا يناقش علاقته بالتيار على شاشات التلفزة، أو في الخطابات العلنية، دفعت السيد نصر الله الى الحديث عن “احتضار” التفاهم بين الطرفين مباشرة على الهواء، والسبب بحسب مصادر متابعة هو المنحى الذي اتخذه باسيل لنفسه حيث لم يكتف فقط بالبحث عن مصالحه السياسية في مكان بعيد عن حزب الله وحسب، بل تصرفاته التي تهدف بالدرجة الأولى الى “الانتقام” من حزب الله وإفشال ما يسعى إليه.
في الحكومة معروف موقف باسيل الذي اتهم حزب الله بضرب الشراكة وحاول حشد الموقف المسيحي بوجه اجتماعها، أما في الملف الرئاسي، فيذهب باسيل الى كل الجهات داخلياً وخارجياً حتى التي تعتبر حزب الله “شبه عدوّ”، لأجل محاولة ضرب مرشح حزب الله، والاتيان بمرشح ثالث غير فرنجية وجوزاف عون، فهو قصد وليد جنبلاط الذي يعتبره باسيل من أبرز عناصر المنظومة الفاسدة بالبلد لتسويق بيار الضاهر، ويحاول كسب ود جعجع من جديد للغاية نفسها، ويحاول حشر بكركي في حوار مسيحي – مسيحي يوجه ضد باقي المكونات بالبلد وعلى رأسها الثنائي الشيعي، فهل لا يزال بإمكان حزب الله اعتبار باسيل في تفاهم معه ولو كان يمر بخضات أم أصبح باسيل في مكان مختلف تماما، بعيد عن الحزب؟
يحتضر التفاهم بين الحزب والتيار، حتى أن مسؤولاً حزبياً قال منذ أيام أن التفاهم الذي وقعه حزب الله مع ميشال عون انتهى يوم وصل ميشال عون الى قصر بعبدا لا يوم خرج منه، واليوم بين الحزب وباسيل لا اتفاق ولا تفاهم ولا حتى اتفاق نوايا حسنة.
الديار