الرئيسية / آخر الأخبار / السباق الى بعبدا يدخل معركة النصاب وبري يفتح الابواب للمنافسة

السباق الى بعبدا يدخل معركة النصاب وبري يفتح الابواب للمنافسة

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة الديار

دخلت البلاد مرحلة جديدة في التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي بعد اعلان وتظهير الرئيس نبيه بري دعم ترشيح سليمان فرنجية ودعوته الآخرين الى حسم امر ترشيحاتهم الجدية للذهاب الى جلسة انتخاب حاسمة يجري فيها الاحتكام الى التنافس الديموقراطي؟

ومن المتوقع ان تشهد المرحلة المقبلة مزيدا من المواقف والتطورات المتصلة بالاستحقاق، لكن لا يمكن التكهن حتى الان بروزنامة الحسم وموعد انتخاب رئيس الجمهورية.

لقاء خماسي يسبق الحسم الرئاسي في ايار؟

وعلمت «الديار» من مصادر مطلعة استنادا الى معلومات وتقارير دبلوماسية ان الاسابيع المقبلة ستشهد تحركا خارجيا على غير محور تمهيدا للقاء خماسي ثان على مستوى وزراء الخارجية يجري العمل لعقده في باريس في النصف الثاني من نيسان او مطلع ايار المقبل .

وتضيف المعلومات انه من المتوقع ان تنخرط الادارة الاميركية في الاتصالات والمشاورات مع السعودية وقطر للبحث في مسار ومصير الاستحقاق الرئاسي اللبناني، بموازاة الجهود الفرنسية المتواصلة التي تركز بعد اللقاء الخماسي على اقناع السعودية بتطوير موقفها والمساعدة في انجاز هذا الاستحقاق .

ووفقا للمعلومات فانه من غير المستبعد ان ياتي الحسم في ايار المقبل، لا سيما ان تدحرج الوضع اللبناني الى الفوضى قد يؤدي الى نتائج وتداعيات تتجاوز حدود لبنان.

وتأخذ هذه التحركات بعين الاعتبار ان يترافق البحث في حسم الخيارات حول رئاسة الجمهورية مع ما يمكن وصفها سلّة المرحلة المقبلة التي تشمل رئيس الحكومة وبرنامج عملها .

لكن مصدرا سياسيا بارزا ابلغ «الديار» امس ان الحديث عن روزنامة زمنية محددة لحسم الاستحقاق الرئاسي سابق لاوانه وغير مبني على المعطيات المتوافرة حتى الان.

لكنه اضاف ان هناك جملة اسباب وعناصر تدفع الى الاعتقاد بحسم انتخاب الرئيس في الصيف المقبل، وقبل تموز موعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان، لافتا الى ان ما يجري من خطوات ترقيعية على الصعيدين النقدي والاقتصادي في ظل التدهور المستمر لا يمكن ان تستمر اكثر من بضعة اشهر، كما ان شغور منصب حاكم المصرف من دون وجود رئيس وحل هذا الموضوع ربما يؤدي الى تداعيات خطيرة .

مصدر مقرب من بري: مرحلة جدية الى الحسم
ويغض النظر عن روزنامة الحسم الرئاسي فان ما اعلنه الرئيس بري يشكل نقطة ومحطة فاصلة ومهمة بين المرحلة السابقة والمرحلة المقبلة .

وفي هذا المجال قال مصدر مقرب من الرئيس بري لـ «الديار» امس «من الواضح انه بعد كلام دولة الرئيس اننا بتنا في مرحلة جديدة اكثر جدية في اتجاه حسم الامر . ومما لا شك في اننا دخلنا في مرحلة اعلان الترشيحات، وعلى الآخرين ملاقاة موقفه بحسم ترشيحاتهم».

وردا على سؤال حول الفترة المتوقعة لانتخاب الرئيس، اجاب «انشالله ما تطوّل». وكل ما نتمناه ان يحصل اليوم قبل الغد ، لافتا الى «ان الاوضاع التي يعاني منها لبنان واللبنانيون لم تعد تحتمل ترف الوقت والانتظار، وتستوجب انتخاب الرئيس باسرع وقت».

واضاف « دخلنا مسارا جديدا وجديا في شان الاستحقاق الرئاسي. نحن نريد انتخاب رئيس الجمهورية واعلنا مرشحنا، وعلى الآخرين ان يحذوا حذونا للذهاب الى جلسة انتخاب غير تلك الجلسات السابقة».

ووفقا لمصدر نيابي في كتلة التنمية والتحرير فان مسار الاستحقاق الرئاسي بعد موقف الرئيس بري الاخير دخل في المقاربة التي كان يسعى اليها منذ دعوته مرتين للحوار، اي ايجاد نوع من التوافق او حصر المنافسة بين مرشحين او ثلاثة جديين للذهاب الى جلسة انتخاب والاحتكام الى منافسة ديمقراطية ولينجح من ينجح .

بري جاهز وينتظر
ونقل المصدر عن الرئيس بري تاكيده مجددا انه جاهز للدعوة الى جلسة حين يحصل هذا الامر ، وانه مستعد في ضوء ذلك لعقد جلسة وجلستين وثلاث في الاسبوع اذا اقتضى الامر لانتخاب رئيس الجمهورية.

ووفقا لمصدر نيابي بارز في كتلة مسيحية لـ «الديار» ان ابرز ما جاء في كلام الرئيس بري دعوته للذهاب الى جلسة انتخاب والاحتكام الى المنافسة .

واضاف ان هذه الدعوة الى الاحتكام للتنافس تاخذ بعين الاعتبار صعوبة واستحالة الذهاب الى جلسة بتوافق كامل او توافق محسومة نتائجه سلفا بسبب الانقسام والتشرذم الحاصل في المجلس الحالي . لذلك فان المخرج المتاح هو الذهاب الى المنافسة .

مواقف الكتل من تامين النصاب


والسؤال المطروح ، هل يمكن الذهاب الى مثل هذه الجلسة وتأمين نصابها؟

حتى الان من الصعب اعطاء جواب نهائي وحاسم، لكن قراءة المواقف المعلنة يؤشر الى الاتي:

– إعلان رئيس  القوات سمير جعجع منذ يومين المقاطعة والعمل على عدم تامين النصاب لجلسة ينتخب فيها سليمان فرنجية.

ويؤيد موقفه كتلة تجدد المكونة من اربعة نواب، وبالتالي فان عدد النواب المقاطعين وفق ما هو معلن حتى الان لا يتجاوز الـ ٢٣ نائبا.

– لم تحدد الكتل الاخرى موقفها، ولم تعلن اي منها مقاطعة الجلسة في مثل الحال الذي اعلن عنه جعجع. ويندرج في هذا الاطار موقف نواب تكتل لبنان القوي ونواب الكتائب ونواب التغيير ومستقلين.

اما الكتل الباقية فموقفها محسوم وستحضر الجلسة .

مصدر في التيار: مع المشاركة في الاستحقاق لا مع التعطيل
وسألت الـ « الديار» امس مصدرا نيابيا بارزا في التيار الوطني الحر عما اذا كان تكتل لبنان القوي ياخذ موقفا مماثلا لموقف جعجع، فاجاب «لم نبحث في هذا الموضوع، ولكن نحن مع المشاركة في الاستحقاق الرئاسي ولسنا مع تعطيله، ونحن مع كل كتلة او نائب ان يصوت للمرشح الذي يريده، ونحن لسنا مع منطق قطع الطريق على الغير».

وحول مرشح التيار، قال «لم نسم مرشحا معينا حتى الان، ونحن ما زلنا نفتح الابواب من اجل التفاهم مع اي طرف او كتلة على مرشح».

تحرك السفيرة الاميركية والموقف السعودي
من جهة اخرى علمت «الديار» من مصدر مطلع ان تحرك السفيرة الاميركية دوروثي شيا مؤخرا يندرج في اطار متابعة نتائج واجواء ما بعد اللقاء الخماسي الذي عقد في باريس.

واضاف «سبق للسفيرتين الاميركية والفرنسية ان قامتا بجولة لقاءات مع مسؤولين وسياسين لبنانيين بعد اللقاء الخماسي وجولة السفراء الخمسة، وهي تقوم منذ ايام بجولة ثانية للتاكيد بان الاهتمام مستمر ومتواصل بالوضع في لبنان . وقد ابلغت هذا الموقف للرئيس بري وقيادات اخرى، لافتة الى ان الدول الخمس لم تكتف باللقاء الذي حصل في باريس وانما مستمرة بمتابعة الوضع اللبناني وخصوصا تطورات الاستحقاق الرئاسي، مجددة الدعوة الى انتخاب الرئيس.

وعبرت مجددا ان أنتخاب رئيس الجمهوري هو شان يعود للبنانيين، وقالت «انتخبوا رئيس الجمهورية ونحن ليس لدينا مشكلة او اسما معينا»، لكنها شددت مجددا على المرحلة المقبلة وبرنامج عمل الحكومة المقبلة وتطبيق الاصلاحات .

وردا على سؤال قال المصدر «لم تتحدث او تتطرق السفيرة الاميركية الى مبادرة او افكار جديدة حول الاستحقاق الرئاسي، لكنها اكدت كما في السابق على حث اللبنانيين لحسم امرهم في انتخاب رئيسهم».

وقال المصدر ان السفيرة الاميركية كما الفرنسية تريدان التاكيد بان لبنان هو في دائرة الاهتمام ولن يترك .

وفي شان الموقف السعودي اوضح المصدر بناء للمعلومات التي تتوافر لديه ان ما يحكى عن فيتو سعودي على فرنجية لم يطرح مع مسؤولين او قيادات لبنانية، وان هذا الامر حتى الان هو مجرد «خبريات على الطريقة اللبنانية»، وان السعودي لم يخرج عن نطاق ما جرى في اللقاء الخماسي في باريس ولم يتحدث عن فيتوات واسماء، مركزا على نهج الرئيس وفقا للمواقف المعلنة سابقا .

وفي هذا الاطار لفت كلام عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله امس «ان الطرف السعودي لم يدخل في لعبة الاسماء، وهو لا يريد ان يكون لبنان منصة هجوم عليه . وانا من موقع ما امثل لا اسمح لاحد ولاية دولة ان يكون لديها فيتو على اي مرشح».

وياتي كلام عبدالله بعد ان نقلت احدى وسائل الاعلام ان النائب وائل ابو فاعور أبلغ رئيس  التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ان السعودية تضع فيتو على فرنجية.

وقال عبدالله ايضا «ان فرنجية مرشح جدي، اما امكانية انتخابه فامر يناقش مع رئاسة ، وسنقول كلمتنا بالجلسة عند تحديدها، ونحن منفتحون لمناقشة اية تسوية وطنية توافقية».