الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / فرنسا توسّع تحرّكها ودعوات لمرشّحين آخرين

فرنسا توسّع تحرّكها ودعوات لمرشّحين آخرين

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة ” النهار “

قد تتمثل اخر الخلاصات الأكثر تعبيرا عما آلت اليه “الوساطة” او المساعي او الجهود الفرنسية في ملف ازمة الاستحقاق الرئاسي في لبنان في المعلومات التي برزت في الساعات الأخيرة عن اتجاه باريس الى توسيع حلقة مساعيها بما يؤكد ان زيارة رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لباريس لم تنه ورقة ترشيحه، ولكنها لم تدفعها قدما، بل ان الحاجة الى توسيع الحلقة يعكس اتجاها مختلفا جديدا لدى الفرنسيين. ذلك ان مندوب “النهار” في باريس سمير تويني افاد بان العاصمة الفرنسية باتت في صدد توجيه دعوات جديدة إضافية الى شخصيات لبنانية مرشحة او يجري تداولها بجدية للترشح ل#رئاسة الجمهورية وعدم الاكتفاء بالدعوة التي وجهتها الى فرنجية والتي طلبت منه خلالها تقديم أفكاره والضمانات اللازمة في سياق المشاورات والاتصالات التي تتولاها باريس مع شركائها من الدول في صدد السعي الى انهاء ازمة الفراغ الرئاسي في لبنان. وإذ لم تعرف بعد الشخصيات التي يمكن ان تتلقى دعوات مماثلة لتلك التي تلقاها فرنجية، بدا من الواضح ان باريس تسعى الى اطلاق دينامية جديدة حيال الملف اللبناني الرئاسي بدليل ان تحريكها لهذا الملف دفع بالملف الرئاسي الى مقدم الأولويات مجددا واحتل صدارة المشهد الداخلي منذ نهاية الأسبوع الماضي. ومع ذلك بدا واضحا ان فرنجية وان لم يتبلغ مباشرة توقف الدعم الفرنسي لترشيحه، فان طلب الضمانات منه عكس مراوحة الاستحقاق الرئاسي مكانه وعدم تقدمه كما ان فرص فرنجية نفسها تراجعت ولم تتقدم رغم التلطيف الديبلوماسي الذي غلف التسريبات الفرنسية عن نتائج الزيارة .

 

أجواء باريس

 

ونقلت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين عن مصدر فرنسي رفيع قوله حول زيارة فرنجية انه قدم للمستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل الذي استقبله في الاليزيه بصحبة الوزير السابق روني عريجي الجمعة، الضمانات المطلوبة فرنسيا بالنسبة لعدم استخدام الثلث المعطل وتعطيل حكومة برئاسة رئيس حكومة اصلاحي يكون نواف سلام اوغيره على ان يتيح له ان ينفذ الاصلاحات والا يذهب الى دمشق اذا كانت مكونات كثيرة في البلد تعارض ذلك وان يسعى لمساعدة رئيس الحكومة على اخراج لبنان من ازمته ولا يعطل عمله. وقال المصدر ان الحوار كان مباشرا واصفا اياه بانه كان واضحا. واضاف ان هناك تقدما على خط التحاور مع السعودية بالنسبة لهذه الضمانات ولكن باريس لم تحصل بعد على رد سعودي نهائي وهي مستمرة في العمل .

 

وسألت “النهار” المصدر اذا كانت الرئاسة الفرنسية ستدعو مسؤولين مسيحيين غير فرنجية الى لقاءات أخرى فأوضح انه سبق لدوريل ان التقى معظمهم وهو سيستمر في لقائهم والتحاور معهم

“المردة”

 

اما مصادر “المردة” فقالت من جانبها لـ”النهار” بأن لا صحة لكل ما تردد على ألسنة كثيرين من ان باريس طلبت من فرنجية الاعتذار وعدم استكمال ترشحه. وكان التركيز من مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الادنى باتريك دوريل على الحصول على “جملة من الضمانات” من فرنجية في حال وصوله الى سدة الرئاسة من خلال مقاربته لأدارة الحكم وشكل مجلس الوزراء وتعاطية مع الوزراء وصولاً الى كيفية الخروج من الازمة الاقتصادية والمالية التي تهدد ما تبقى من البلد والمؤسسات. وكانت هناك جولة من الطرفين في قراءة مستقبل العلاقة مع  الذي اعلن مبكراً بأن كتلته النيابية ستقترع لفرنجية . وجرى حديث مستفيض في “الاستراتيجية الدفاعية” وسلاح . وأخذ موضوع العلاقات مع بلدان الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية مساحة كبيرة حيال كيفية فتح صفحة لبنانية جديدة معها.

 

في غضون ذلك يبدأ الموفد القطري وزير الدولة بوزارة الخارجية محمد عبد العزيز الخليفي والوفد المرافق اليوم، زيارة رسمية الى لبنان تستمر ليومين، يلتقي خلالها نحو 12 شخصية تشمل رئيسي مجلس النواب والوزراء ووزير الخارجية ورؤساء  الممثلين في مجلس النواب، وسيكون لقاء للموفد  في حارة حريك ولم يعرف بعد من هي الشخصية التي سيلتقيها ا .

 

وعلم ان فرنجية استعجل العودة من فرنسا، وسارع الى وضع  الرئيس نبيه بري في أجواء محادثاته مع الجانب الفرنسي حتى تكون قيادة الثنائي الشيعي على بينة مما تبلغه فرنجية وما طرح معه حتى تبني على هذه المعطيات نقاشها مع الموفد القطري. كما علمت “النهار” ان “الموفد القطري خص قائد الجيش العماد جوزف عون بجدول مواعيده بحيث سيلتقيه غدا الثلثاء وهو المسؤول العسكري والامني الوحيد الذي سيجتمع به اثناء الزيارة .

 

تصعيد سياسي

 

وبدا المناخ السياسي عرضة لتصلب لافت في المواقف الأساسية على جانبي الصراع السياسي المرتبط بأزمة الفراغ الرئاسي وهو ما عكس بوضوح معطيات تستبعد أي حل قريب كما توهم البعض عقب دعوة فرنجية الى باريس . التصعيد السياسي تمثل في شكل أساسي في مواقف متشددة جديدة اطلقها رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع ، 

 

جعجع اعلن “ان ايَّ مرشّحٍ من محور الممانعة، مهما كان اسمه او هويته هو الفراغ بحد ذاته”، مشددا على “ان من يريد الدويلة والسلاح غير الشرعي يعمِلُهم عنده” واعتبر “ان هذه التركيبة تشكِّل بيئة حاضنة مثالية “لتْفَقِّس” وتستشري فيها أكثر كل انواع الأزمات والتحديات، مثلما نشهد في موضوع الفراغ الرئاسي ” وتوجه الى “من يبتزّنا ككل مرة، ويخيّرنا بين المرشّح التابع له او الفراغ”، بالقول: “روح بلّط البحر لأن اي مرشّح من محور الممانعة، مهما كان اسمه او هويته هو الفراغ بحد ذاته، ولن يكون عهده الا تتمة للجزء الأول من العهد السابق” .واشار الى ان “محور الممانعة تسلّم الرئاسة مرّة، ودمَّر البلد الف مرة ومرة، لذا حان الوقت كي يبتعد ويفسح المجال امام اللبنانيين الشُرَفاء الإِصلاحيين السياديين ليُخرجوا الشعب من هذا الآتون الذي تسبب به هذا المحور” مستشهدا بقول أهالي زحلة لجيش الأسد “ع زحلة ما بتفوتوا” ليردد:”هيك منقول لمحور الممانعة، عالقصر ما بتفوتوا”.

 

في المقابل بدا لافتا غداة زيارة مرشح “الثنائي الشيعي” لباريس قول النائب  ان “هناك خبرا نشر في احدى الصحف ولم يتطرق له البعض وهو أن الإدارة الأميركية غيّرت وجهة نظرها تجاه مرشّح الرئاسة في لبنان وهي لا تُفكّر بشخصيات ممن اعتاد عليها الجمهور اللبناني بل تفكّر بشخصية لها خلفية إقتصادية”. وسأل رعد: “ماذا يعني لديه خلفية إقتصادية؟ يعني أن البنك الدولي يستطيع أن يتفاهم معه، كما صندوق النقد الدولي، لمصلحة التعليمات والتوجيهات والسياسات التي يرسمها النافذون الإستكباريون للعالم من خلال هذه المؤسسات الإقتصادية الدولية”. ولكن عاد في موقف جديد امس الى دعوة كل القوى السياسية الى “التفاهم الوطني والتفكير الجدي بالمصلحة الوطنية من أجل إنقاذ البلد”. ولفت إلى “ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية من دون انتظار الاوامر الخارجية”. وقال “اننا منفتحون على الحوار مع الآخرين، لكن أين هو المرشح الآخر؟ حتى الآن الطرف الآخر لم يقدم ولم يدعم مرشحا له واضحا، هم يعطلون ويؤخرون هذا الإستحقاق ويراهنون على وصول كلمة سر من الخارج للبدء في هذا الإستحقاق، ونحن لا نراهن على الخارج بل نراهن على دعاء المخلصين من أبناء شعبنا