الرئيسية / آخر الأخبار / مزيد من القتامة والتغييب وسط متغيرات المنطقة

مزيد من القتامة والتغييب وسط متغيرات المنطقة

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة “النهار”:

تزداد صورة الازمة في لبنان غموضا وقتامة على رغم كل ما تثيره معالم المتغيرات الإقليمية من امال في لبنان بانعكاسات إيجابية لهذه المتغيرات على لبنان بما يدفع نحو استعجال انتخاب رئيس للجمهورية يأتي انعكاسا لتسويات وليس تعميقا لازمات . وبدا لافتا في الأيام الأخيرة ان منسوب الرهانات على الانعكاسات الإيجابية المفترضة للاتفاق السعودي الإيراني الذي كان مرتفعا في الفترة السابقة قد بدأ بالانخفاض والتراجع بعدما استشعرت القوى اللبنانية بمعظمها ، ان رياح هذا الاتفاق لم تلفح لبنان بعد في ما يؤشر الى احد احتمالين : اما عدم طرح الملف اللبناني على طاولة المفاوضات والاتصالات الجارية بين الدولتين راهنا والتي يرجح ان تستنفد الخطوات الجارية في اليمن أولا قبل الانتقال الى ملفات إقليمية أخرى في مقدمها او من بينها لبنان . واما ان الفريقين اجريا مقاربة أولية للملف اللبناني بدءا من الازمة الرئاسية ولم تستكمل بعد خشية الاصطدام بخلاف بينهما لا يريد أي منهما تعريض الاتفاق بينهما لاهتزاز سريع ومبكر بسببه . وهو ما يرجح المراقبون انه كان السبب في التحفظ الشديد الذي ابداه وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان حيال الازمة الرئاسية واكتفائه بالتشديد على تكرار الدعوة الى “الاتفاق والتوافق” خلال زيارته الأخيرة للبنان .
كما ان طرح ازمة النازحين السوريين امس في اجتماع عمان الخماسي في غياب لبنان البلد المعني اكثر من سواه بهذه الازمة الخطيرة التي تهدده في العمق ترك الكثير من التساؤلات الى متى يستمر هذا الغياب القاتل للبنان عن مطابخ

الإقليم التي ترسم المصائر ؟
معادلة الانتظار التي تحكم وحدها المأزق الرئاسي والسياسي عموما في لبنان بدأت ترخي ذيول اخطار كثيفة إضافية على مجمل الوضع الداخلي ، سياسيا وماليا واقتصاديا ، بما بات معلوما معه ان الفترة الفاصلة عن تموز المقبل موعد نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تشكل مرحلة مفصلية حقيقية ولن يوقف اخطارها المحتمة ماليا واجتماعيا واقتصاديا سوى انتخاب رئيس الجمهورية العتيد لانه بات يبدو انه شبه مستحيل التوصل الى حل استباقي لنهاية ولاية سلامة بتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان رغم كل محاولات رئيس الحكومة الاستحصال على دراسات قانونية ودستورية تسوغ هذا التعيين . وعلى افتراض مرور مبدأ قانونية التعيين فان الصعوبة القصوى ستكمن في الاتفاق على الشخصية التي ستملأ هذا المنصب . تبعا لذلك ستتسم الأسابيع المقبلة بحماوة استثنائية في مقاربة الازمة من كل وجوهها اذ بدأ عامل الوقت يضغط بشدة على الجميع وسط تصاعد هاجس الانهيارات الكبرى الإضافية التي تتهدد اللبنانيين .
اما في التحركات السياسية الداخلية فقد اعلن امس ان رئيس  “القوات اللبنانية” سمير جعجع سيستقبل في معراب نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب عند الساعة السادسة من مساء اليوم الثلثاء . كما ذكر ان بو صعب سيزور بكركي . ومعلوم ان بو صعب باشر الأسبوع الماضي تحركا نحو جميع رؤساء الكتل النيابية سعيا الى كسر الجمود ومحاولة إيجاد تسوية للازمة الرئاسية .واستقبل بو صعب امس السفيرة الاميركية دوروثي شيا في منزله بالرابية، حيث بحث الطرفان في مجمل الأوضاع العامة. وافيد ان النقاش تطرق إلى آخر المستجدات على الساحة اللبنانية لجهة الإستحقاقات الراهنة، وفي مقدّمها الملف الرئاسي، حيث كان تشديد على ضرورة إيجاد مخارج للإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية.

وفي السياق الخارجي المتصل بأزمة الرئاسة أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني امس وبعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية الإيراني للبنان أن “إيران لا تريد التدخل في الشؤون اللبنانية، وهي مستعدة لمساعدة هذا البلد، لكن الضغوط الأميركية تعيق ذلك”. وقال كنعاني في مؤتمره الصحافي الأسبوعي إنه “في ما يتعلق بموضوع استئناف العلاقات الإيرانية السعودية وتأثيراتها على المنطقة ولبنان، فإن إيران لا تريد التدخل في في الشؤون اللبنانية، لكننا مستعدون لمساعدة هذا البلد للخروج من الانسداد وانتخاب رئيس الجمهورية”. وأكد أنه “اقتصاديا أيضا يمكننا أن نقدم ما بوسعنا للبنان، لكن هناك من يتبع السياسات الأميركية في الداخل اللبناني قد في ما يتعلق بالطاقة وغيرها”، مضيفا: “لا زالت الضغوط الأميركية السياسية والاقتصادية في لبنان تعيق هذا التعاون، لكن نحن نتعامل مع الدول على أساس مصلحة البلدين”.
على الصعيد الداخلي لم ينقطع اطلاق مواقف متفرقة من ازمة الاستحقاق الرئاسي . وفي هذا السياق اكد المكتب السياسي لـحركة “أمل” حرصه “على إنجاز عملية إنتخاب رئيس للجمهورية مع حكومة قادرة على إطلاق عجلة نهوض شامل يحتاجها لبنان” وشدد على “ضرورة إنجاز الدولة اللبنانية لملف النزوح السوري عبر التواصل والتعاون بين حكومتي لبنان وسوريا”. وأشار إلى أن “المصلحة الوطنية تقتضي التوقف أمام التطورات الاقليمية في المنطقة والتي يؤمل أن ترخي بظلالها الايجابية على لبنان” معتبرا أن “موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الداعي إلى الاستفادة من هذه التطورات هو تنبيه للنيام الغافلين عن الحقائق والوقائع” .وقال: “ننظر بإيجابية إلى الانفتاح على العلاقات السورية العربية مما يبشر بإعادة الروح إلى مشروع التضامن العربي”.
من جانبه أكد عضو “اللقاء الديموقراطي” فيصل الصايغ أن النشاط الإنتخابي والمسعى لإيجاد مخرج للرئاسة اللبنانية سيتصاعد وسيتفعل بشكل أفضل. وأشار إلى “أننا قادمون على إستحقاقات عدة هذا الشهر ولبنان ليس الأولوية إنما الرئاسة اللبنانية ستكون من ضمن جداول أعمال هذه اللقاءات كلها.” وأمل أن نشهد إختراقًا خلال هذين الشهرين قبل الوصول إلى المحظور وهو شهر تموز. ورأى الصايغ أن “المسؤولية الوطنية هي أن نتوافق جميعًا على رئيس، وكنا واضحين كلقاء ديموقراطي ووضعنا 4 حدود للمواصفات أو للرئاسة وهي:
1- قبول مسيحي واسع للرئيس .
2- ألا يكون رئيس تحد .
3- أن يكون مقبولًا عربيًا ولاسيما خليجيًا .
4- أن يكون إصلاحيًا.”
وقال: “أثبتت التجربة مؤخرًا أن مواقفنا تختلف مع الرئيس بري ، واليوم موقفنا غير متطابق في موضوع الإنتخابات الرئاسية، وهو ليس ضد بري ولا فرنجية إنما كلقاء ديمقراطي لا يمكننا تأييد رئاسة لا تكسب رضا القاعدة الأساسية المسيحية.”

بدوره اعتبر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم، أن “الثنائي الشيعي وضع سليمان فرنجية كأمر واقع ويقولون: هذا طرحنا وهذا مرشحنا ويجب أن تقبلوا به، أما نحن فكنا قد طرحنا مرشحنا النائب ميشال معوض وشاركنا في كل جلسات الانتخاب فيما هم هربوا وتسللوا إلى الخارج وحاولوا إقامة تسوية مع فرنسا لإقناع السعودية بفرنجية” محذرا من أن “هناك نية خبيثة لتفجير الوضع أمنيا”.
وقال: “مهما عقدوا تسويات خارجية فمرشحهم لرئاسة الجمهورية لن يمر داخليا، ونحن نضمن اللانصاب” مشيرا إلى أن “يريد أن تمر كل القضايا عبر إيران وأن نكون رهائن بيدهم” . وشدد على أن يريد موافقة السعودية على مرشحه إذ أنه يريد الدعم المالي لأن فرنسا لن تدعم” لافتا إلى أن “المواجهة اليوم لبناء الدولة عبر مرشحنا وهناك تطورات في صفوف المعارضة وعلى الرئيس نبيه بري الدعوة إلى جلسة قريبا”.

على الصعيد الحياتي والاجتماعي والمالي سجّل سعر صرف الدولار في السوق السوداء امس انخفاضا ملحوظا، حيث تراوح ما بين 95600 ليرة للمبيع و96100 ليرة للشراء. وكان قد سجلّ صباحا، 96800 ليرة للمبيع و97000 ليرة للشراء.
ولكن ذلك لم يحجب الازمات المتفاقمة اذ اعلن “تجمّع السائقين العموميين” في بيان عن بداية تحرك في الشارع اليوم من خلال “إعلان يوم الثلثاء الواقع فيه 02-05-2023 بداية لتحرّك غير مسبوق للمطالبة بتوقيف التعديات الحاصلة من قبل السيارات الخصوصية والدراجات النارية والتطبيقات غير الشرعية والتوك توك”.وطلب التجمع “المشاركة الكثيفة للضغط على المعنيين لقمع المخالفات والتعديات على القطاع.” وأضاف “على جميع السائقين إغلاق التطبيقات كما نطلب من أصحاب “غروبات الواتساب” التوقف عن العمل ومشاركة المطالب المحقة من الساعة الثانية من بعد الظهر. التجمّع عند الساعة الثانية من بعد الظهر في ساحة الشهداء لتحديد الخطوات المناسبة. ونعتذر مسبقًا من المواطنين الذين سيُحتجزون في سياراتهم ولكن لم يعد لدينا خيار آخر”.