مجلة وفاء wafaamagazine
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطرانان سمير مظلوم وحنا علوان، أمين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان – حريصا الأب فادي تابت، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود على رأس وفد من أركان الوزارة وعدد من المعنيين في القطاع الزراعي، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، رابطة البترون الإنمائية والثقافية، لجنة التعليم المسيحي للشباب في راعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية، وحشد من الفعاليات والمؤمنين.
بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: “هوذا الزارع خرج ليزرع”، قال خلالها: “إن البطريركية والأبرشيات والرهبانيات في تنسيق دائم مع المدير العام للزراعة والكليات الزراعية والجمعيات والنقابات والتعاونيات من أجل إبقاء المزارع في أرضه، والحد من النزوح والهجرة وبيع الأراضي، ومن أجل خلق فرص عمل للشبيبة. إن ثلث سكان لبنان يعيش من القطاع الزراعي الذي يشمل النبات والحيوان الداجن وأسماك البحر. إننا نوجه معكم ثلاثة نداءات:
الأول، إلى الدولة اللبنانية لدعم هذا القطاع وجعله اساسيا في الاقتصاد الوطني واعادة النظر في الاتفاقيات لحماية المنتج الوطني وفتح الاسواق امام الانتاج الزراعي وتحسين سبل عيش المزارعين والمنتجين وزيادة القدرة الانتاجية وتعزيز كفاءة سلاسل الانتاج الزراعي والغذائي وقدرتها التنافسية، وتحسين التكيف مع التغير المناخي.
الثاني، إلى المنتشرين اللبنانيين لتسويق المنتوجات الزراعية اللبنانية والمونة والمطبخ اللبناني في بلدانهم.
الثالث، إلى المنظمات الدولية والهيئات المانحة لإحتضان القطاع الزراعي ولنهوض به وتأمين شبكة الامان الغذائي وتحويل النظام الزراعي والغذائي اللبناني إلى نظام اكثر صمودا وشمولية تنافسية واستدامة. وإننا نذكر بصلاتنا كل الذين تفانوا في تعزيز القطاع الزراعي وسبقونا إلى بيت الآب”.
وقال: “لا يستطيع نواب الأمة والمسؤولون السياسيون عندنا متابعة صم آذانهم عن سماع كلام الله، ومتابعة سماع أصوات مصالحهم الخاصة والفئوية، وأصوات الأحقاد والكيديات، على حساب هدم مؤسسات الدولة بدءا من عدم انتخاب رئيس للجمهورية من شأنه أن يوحي بالثقة في الداخل والخارج، وصولا إلى إفقاد المجلس النيابي صلاحية التشريع، وحرمان الحكومة من كامل صلاحياتها، وتعطيل التعيينات المستحقة وتفشي الفساد في الإدارات العامة. لو يسمعون كلام الله، لتسارعوا إلى إصلاح الهيكليات والمؤسسات، وإلى النهوض بالإقتصاد والحد من إفقار الشعب، ولأصلحوا الوضع المالي، وأوقفوا هجرة قوانا الحية، ولحزموا أمرهم ووحدوا كلمتهم وعمدوا إلى إجراء المفاوضات اللازمة مع سوريا والمجتمع الدولي من أجل عودة النازحين السوريين إلى بلادهم وقد اصبحوا خطرا متزايدا على بلادنا، مطالبين الأمم المتحدة بمساعدتهم على أرض وطنهم. ولسمعوا صرخة التجار المؤلمة التي عبرت عنها جمعية تجار جونية وكسروان الفتوح بكتاب مفتوح قدموه لنا بالأمس، لنضم صوتنا إلى صوتهم”.
وختم الراعي: “يا أيها النواب والمسؤولون السياسيون على رؤوسكم وضمائركم يقع كل هذا الخراب بسبب فشلكم وكبريائكم. والأدهى أن المنطقة في حالة تغيير وتسويات وحوارات وتهدئة. فأين أنتم من جرأة الحوار؟ وإلى أين تذهبون بلبنان جاعلينه أرضا سائبة؟ فهو ليس ملككم بل ملك الشعب الخير الذي حافظ عليه بالتضحيات وافتداه بدماء أبنائه الشهداء. يا رب، أنت قادر على مس ضمائرهم وزرع كلامك في قلوبهم فهو كسيف ذي حدين”.