مجلة وفاء wafaamagazine
شدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين على أن حضور سوريا والرئيس بشار الأسد في قمة جدة، دليل واضح وفاضح أن كثيراً من الادعاءات لكثير من السياسيين هي خيال وسراب وأوهام ووعود انتهى مفعولها، ومن وعد هؤلاء بالوعود، فقد نسيها، وهناك بعض اللبنانيين لا يريدون أن ينسونها، لأن الحقد ما زال يعمي قلوبهم، علماً أنه بالأحقاد لا تبنى الأوطان، وإنما تبنى بالعقل والمنطق والتفاهم.
كلام السيد صفي الدين جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لفقيد الجهاد والمقاومة الحاج أحمد جميل خنافر (أبو علي) في حسينية بلدة عيناتا الجنوبية، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، عضو كتلة التنمية والتحرير أشرف بيضون على رأس وفد من حركة أمل، مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله الحاج عبد الله ناصر، مسؤول منطقة بيروت في حزب الله حسين فضل الله، مدير عام إذاعة النور يوسف الزين، مدير عام قناة المنار إبراهيم فرحات، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات والإعلاميين، وحشد من الأهالي.
وأكد السيد صفي الدين أننا لم ننتظر أحداً في السابق ولن ننتظر أحداً في المستقبل، ولا حتى مقولة تأتي من الخارج على الإطلاق، فحينما تكون مصلحتنا ومصلحة بلدنا في أن نذهب في تجاه معين، فإننا سنقول بأن هذا الاتجاه هو الصحيح، ومن اقتنع فأهلا وسهلاً به، ومن لم يقتنع، فبإمكانه أن يفكر عن خيارات أخرى، علماً أننا لا نفرض على أحد شيئاً، ولكن نتحدث بمنطق الحريص والتجربة والمعرفة والخبرة بهذا العالم وبمحيطنا وبمنطقتنا وبزعماء هذه المنطقة وهذا العالم.
وقال السيد صفي الدين حبذا لو يلتقط اللبنانيون الفرصة المتاحة اليوم بعد الأجواء والمناخات الإيجابية التي حصلت على أثر القمة العربية في جدة، التي عساها أن تكون البداية في تصويب المسارات العربية نحو العدو الواحد ألا وهو الإسرائيلي، ويا ليت تكون هذه القمة بداية جديدة للتفتيش عمّا يوحّد العرب والمسلمين والمضطهدين والمظلومين باتجاه خلاص فلسطين، وأن تبقى فلسطين والقدس هي محور السياسات العربية، فهذا الذي كنا نتمناه، وهذا الذي نتمناه الآن، وهذا الذي يجب أن يعمل عليه، وإذا عرف العرب دولاً أو حكومات أو جيوشاً أو شعوباً هذا الطريق والسبيل، فإن أعداءهم سوف يتلاشون أمامهم، ولن يتمكن من تهديدهم أي عدو، ولن تبقَ بعد إذن إسرائيل.
وأكد السيد صفي الدين أننا ومن موقع المنتصر والمقتدر، لا نريد أن نفرض شيئاً على أحد، لا في لبنان ولا في المنطقة، وكل الذي نريده أن يفهم الجميع أننا نعيش في عالم هو غابة، وأننا نعيش في عالم ما لم نكن أقوياء ونعتمد على أنفسنا، فسوف يسحقنا هذا العالم، ولن يهتم بنا أحد.
وأضاف السيد صفي الدين: نريد للبنانين أن يفهموا ويعرفوا أن التعويل على الخارج وانتظاره في الحلول لا يفيد، وما كنا نقوله قبل القمة العربية في جدة، نقوله بعدها، بأن الحل يكون بالتقاء اللبنانيين مع بعضهم البعض، والتعاون والتفاهم فيما بينهم، لا سيما وأن العالم الخارجي يهتم بنفسه ولا يبالي للبعض في لبنان، وهناك بعض اللبنانيين ما زالوا ينتظرون الإشارات والتعليمات، وبالتالي، على اللبنانيين أن يجتمعوا ويقرروا مصيرهم متكئين على مصالحهم ومنافعهم، وأن يفتشوا عن أفضل مستقبل لهم لكي يبقى لهم وطن، وإذا كان البعض خائفاً من توطين الفلسطيني أو من النزوح السوري، فإن الحل يكون بالعمل والفعل وليس بالتباكي الذي لا ينتج حلاً.
وختم السيد صفي الدين بالقول إن الوعود التي تحدثت عنها المقاومة، تتحقق وعداً بعد وعد، وأن القدرات التي اتكأت عليها المقاومة، يمكن لشعبنا أن يتكأ عليها في لبنان وفلسطين وسوريا وفي كل منطقة فيها مظلوم يواجه الهيمنة الأميركية، وإن هذه القدرات موجودة وقوية وبإمكانها أن تفعل فعلها في كل زمان ومعركة وجبهة.