مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة الديار
تتسارع التطورات المتصلة بحسم الخيارات في شأن الاستحقاق الرئاسي، في ظل الاجواء الخارجية الضاغطة لانتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن.
لكن هذه الضغوط، لاسيما بعد القمة العربية وما صدر عن السفير السعودي وليد البخاري وقبله عن باريس والتلويح بالعقوبات، لم تلق حتى الآن تجاوبا من الاطراف الداخلية، التي تتمترس وراء مواقف متشددة في كباش يصعب التكهن بنتائجه.
ورغم الحديث المتزايد عن اتفاق المعارضة و»التيار الوطني الحر» على اسم الوزير السابق جهاد ازعور، فان الطرفين يترددان في تظهير هذا الاتفاق لاسباب مختلفة لدى كل منهما.
وتقول المعلومات المتوافرة لـ «الديار» ان المفاوضات التي استؤنفت مؤخرا، خصوصا بعد عودة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل من باريس احرزت تقدما مهما باتجاه اعتماد ازعور كمرشح مشترك من بين ثلاثة او اربعة اسماء لمنافسة سليمان فرنجية. لكن بعض التفاصيل التي اشار اليها الطرفان تؤخر الاعلان عن الاتفاق.
«الوطني الحر» مع ازعور وامتعاض داخلي؟
وتضيف المعلومات ان «الوطني الحر» يرغب بأخذ بعض الوقت سعيا الى عدم الذهاب الى مواجهة غير مضمونة ولا تتطابق، كما تؤكد مصادره، مع الهدف الذي وضعه منذ البداية، وهو استنفاد كل السبل لعدم تحدي الفريق الآخر، والعمل لتفاهم على مرشح على حساب مرشح «الثنائي الشيعي» وطمأنته.
والى جانب ذلك، علمت «الديار»من خلال قنوات عديدة قريبة من التيار ان هناك نقاشا يدور داخله على المستوى الحزبي والنيابي حول اختيار اسم ازعور، والذهاب به كمرشح في معركة الرئاسة في الجلسة المرتقبة. وتضيف المعلومات ان هناك امتعاضا ملحوظا، يعبّر عنه نواب وقيادات في التيار من اختيار ازعور، نظرا للدور البارز الذي ساهم به في رسم السياسة المالية التي ادت الى الوضع المتردي الذي وصلنا اليه، ولدوره الاساسي في «الابراء المستحيل» عندما كان وزيرا للمال في حكومة السنيورة التي شارك التيار في معارضتها والتظاهر ضدها.
«القوات» تستعجل الحسم لمواجهة مرشح «الثنائي»
اما «القوات اللبنانية» فتؤكد مصادرها على وجوب حشد كل الطاقات وراء ازعور في وجه فرنجية، طالما ان هناك اتفاقا على رفضه. وتلوّح في الوقت نفسه بشكل صريح، كما عبّر النائب فادي كرم امس، باللجوء الى سلاح افقاد النصاب، اذا وجدت انها لن تتمكن من توفير نجاحه.
ومع ان الاتفاق لم يعلن بعد، فان اوساط المعارضة نشطت في عملية جمع الاصوات والاحصاءات مثلما يجري عند الفريق الآخر. ويتحدث كل فريق منهما بنوع من الثقة عن اجواء لصالحه في الاتجاه لتأمين اكثر من ٦٥ صوتا لصالح مرشحه. مع العلم ان مثل هذا العدد غير مضمون بعد لكلا الطرفين، خصوصا في ظل وجود قوة نيابية مرجحة لم تحسم امرها تتألف من كتلتي «اللقاء الديموقراطي» و»الاعتدال الوطني» وبعض «التغييريين» والمستقلين.
حركة غير معلنة لازعور ونتائج غير مشجعة
ومساء امس، قال مصدر نيابي مطلع لـ «الديار» ان باسيل وافق مبدئيا على ازعور من بين بضعة اسماء، وان التفاصيل الباقية تتعلق بعدة امور، منها الموقف من مرشح آخر في حال لم ينجحوا في تأمين الاصوات الكافية لازعور، واخذ بعض الوقت لتوسيع قاعدة تأييده، عدا عن اخذ الموافقة منه بشكل نهائي وحاسم، حيث لا يزال يحاذر ان يكون مرشح تحد او مواجهة، خصوصا انه لمس في لقاءات واتصالات غير معلنة في الايام الماضية، رفض «الثنائي الشيعي» تأييده او التخلي عن فرنجية.
وتقول المعلومات، ان ازعور اجرى لقاءات واتصالات مباشرة مع عدد من القيادات والنواب، واخرى بالواسطة مع آخرين، ولم ينته الى قرار حاسم بانتظار استكمال الاتصالات والمساعي. وفي المعلومات انه زار رئيس المجلس نبيه بري لشرح موقفه، وكرر انه لا يريد ان يكون مرشح تحد. وبحسب المعلومات ايضا، فقد اكد بري موقف «الثنائي» الداعم لفرنجية، ولا خيار آخر لديه.
مصدر في «الثنائي»: نحن في الانتظار
وفي ظل هذه الاجواء والكلام عن قرب اعلان الاتفاق على ازعور، قال مصدر بارز في «الثنائي الشيعي» لـ «الديار» امس، « نحن في الانتظار، اننا نقرأ ونسمع عن تقدم او اتفاق بين المعارضة و»التيار الوطني الحر» على اسم ازعور، ونحن ننتظر مثل هذا الاتفاق ليبنى على الشيء مقتضاه «. وابدى المصدر ثقة ملحوظة برصيد فرنجية، مشيرا الى انه من غير الممكن بتكهن موقف «اللقاء الديموقراطي» او كتلة «الاعتدال الوطني» قبل تأكيد واعلان موقف المعارضة والتيار.
عبدالله لـ «الديار»: خياراتنا مفتوحة
«الديار» سألت النائب في الحزب «التقدمي الاشتراكي» بلال عبدالله عما يحكى عن الاتفاق بين المعارضة و«التيار الوطني الحر» على ازعور في وجه فرنجية، فاكتفى بالقول « مهم جدا اتفاق المعارضة على المرشح، والمهم اكثر الاتفاق مع الفريق الآخر».
وحول موقف كتلة «اللقاء الديموقراطي» من المعركة بين فرنجية وازعور قال: «لوقتها منحدد موقفنا، وكل خياراتنا مفتوحة».
البعريني لـ«الديار»: على مسافة واحدة من الجميع
من جهته، قال عضو كتلة «الاعتدال الوطني» النائب وليد البعريني لـ «الديار»: «ما زلنا ندور حول انفسنا، ولا شيء جديدا حتى الآن». وحول من ستؤيد الكتلة، قال: « نحدد موقفنا في جلسة الانتخاب».
وفي حال الذهاب الى الجلسة بمرشحين : ازعور وفرنجية، اجاب: «نحن على مسافة واحدة من الجميع، وسنحدد الموقف المناسب في الوقت المناسب».
كلام جعجع وانزعاج باسيل
ورغم الحديث عن قرب اعلان الاتفاق بين المعارضة والتيار على ازعور، اثار كلام رئيس حزب «القوات» سمير جعجع الاخير انزعاجا لدى باسيل، خصوصا في تناوله اسمه مباشرة وقوله « ان الضياع القائم على مستوى التيار الوطني الحر لا يزال يضيع المسألة في كليتها».
واستدعى هذا الكلام ان تعمم قيادة التيار بلسان « مصادر عليمة استغرابها لكلام جعجع، مضيفة «انه يحمل مغالطات عديدة ووقائع مغلوطة هو ادرى فيها من اي احد، وسوف يلجأ التيار الى توضيحها او تحديدها عندما يلزم ذلك».
وعلمت «الديار» ان باسيل لم يخف انزعاجه من حديث جعجع، وتردد ان التيار في صدد اصدار بيان مفصل لشرح موقفه مما اثاره رئيس «القوات»، لكن معلومات اخرى اشارت الى ان اتصالات جرت امس لتدارك هذا الامر والاستمرار في بحث البرنامج للرئيس المقبل، في اطار استكمال التفاصيل الباقية لحسم الاتفاق بين الطرفين.
الراعي للقاء ماكرون وتحرك فرنسي مرتقب
من جهة اخرى، تبرز الزيارة المرتقبة للبطريرك الماروني بشارة الراعي الى باريس يوم الثلاثاء المقبل ولقائه المقرر في اليوم نفسه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، كما ورد في بيان المكتب الاعلامي لبكركي، الذي اشار الى «ان الزيارة هي تلبية لدعوة رسمية من الرئيس ماكرون في اطار الجهود التي تبذلها فرنسا من اجل لبنان واللبنانيين «.
وعلمت «الديار» من مصادر مطلعة ان الزيارة كانت مقررة في ٢ حزيران المقبل، لكن موعدها قدم الى ٣٠ الجاري. وتضيف بان الراعي لا يحمل او سيطرح اسماء مرشحة للرئاسة، لكنه سيناقش الاستحقاق والجهود المبذولة للاسراع في انتخاب الرئيس، وما يمكن ان يساعد في هذا المجال.
وعشية هذه الزيارة قال مصدر نيابي مطلع لـ» الديار» ان فرنسا ما زالت على موقفها منذ ابداء دعمها لانتخاب فرنجية في اطار مبادرة متكاملة. واضاف ان المعلومات الاخيرة تفيد بان باريس لم توقف جهودها، لافتا الى انها تركز تحركها باتجاه السعودية وتحرص على استكمالها.
وتوقع ان تنشط حركتها بعد زيارة البطريرك الراعي، لكنه اضاف انه من السابق لاوانه معرفة اوجه هذا التحرك قبل معرفة نتائج الزيارة.
فضل الله : لم نغلق الابواب امام الآخرين
وامس، اكد النائب حسن فضل الله على خيار دعم فرنجية، وقال: « نحن مددنا يدنا لانجاز الاستحقاق الرئاسي ولم نغلق الابواب بوجه الآخرين، وابدينا كل الاستعداد للنقاش والحوار والتفاهم، وقلنا للافرقاء الآخرين اعطونا ما لديكم من اسماء، من دون ان تفرضوا خياراتكم على الآخرين لاننا نحن لا نفرض خيارنا على احد».
ولفت الى « ان هناك من يريد ان يفرض شروطه بما يتعلق باستحقاق رئاسة الجمهورية، ونحن قلنا ان الحوار يجب ان يكون من دون شروط مسبقة. ونحن نقوم بما يجب ان نقوم به في هذا المجال، وعلى الآخرين ان يبادروا وان لا يقفلوا الابواب، لان ذلك سيؤدي الى اطالة امد هذه الازمة».