مجلة وفاء wafaamagazine
احيت بلدة شعت البقاعية ذكرى عاشوراء، بحضور وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس الحاج حسن وحشد من العلماء و اهالي وفاعليات البلدة.
والقى الحاج حسن كلمة اكد فيها “اننا نعيش ايام عاشوراء، ايام الاحزان ومراسم العزاء، نعيشها بكل جوارحنا، بكل تعلقنا بالحسين لاننا نؤمن ان الثورة الحسينية المباركة هي مداد وجودنا واستمرار الخط المحمدي الاصيل، بعيدا عن التحريف الذي ارادته بنو امية ومن قبلهم الشجرة الخبيثة المتمثلة بال ابي سيفيان”.
أضاف: “الثورة الحسينيه هي التي انجزت على مر التاريخ وصولا الى قيام صاحب العصر والزمان، انجزت ثورات تلو ثورات على الظلم والظالمين، ونحن في لبنان ما انتصرنا على العدو الاسرائيلي الا لاننا نتمنطق بمنطق سيدنا ابي عبدالله الحسين واصحابه وال بيته وانتصرنا. اذا هي ثورة على الظلم والخنوع والخضوع بكل اشكاله، ثورة يتطلب الاقتداء بها الوعي والادراك والالتزام والثبات هي اركان اربعة بعدها يمكن ان نسير منهج ومسلكية الثورة الكربلائية المباركة” .
وتابع: “الوعي لان مولانا ابا عبد الله اصلاحي بامتياز، داعيا الى معرفة الله بالعقل والوعي الفردي والجماعي والمجتمعي لتتكون الارادة التي تنجز مشروع مواجهة الظلم والاستبداد . والادراك لانه السبيل مع الوعي لاكتمال صورة الكيفية والالية التي تتحقق من خلالها الاهداف المرجوة . فالامام في مسيرته المباركه كان يدعو الامه لادراك الرسالة عبر الوعي وصولا الى الالتزام والثبات على العقيدة المحمدية. والالتزام الذي انتصر به الحسين، وانتصر دمه الشريف على سيف الظلم والفسوق والفجور وارتفعت راية لا اله الا الله منذ ذاك التاريخ وسيبقى الى قيام يوم الدين، والالتزام والثبات على ما نعتقد والثبات رغم الصعوبات التي تعترضنا الثبات على المحن والصبر عليها والقبات على الولاية لانها تكليف اولا واخيرا “.
وقال: “بهذه العناوين الاربعة رسم الامام الحسين طريق الاصلاح والايمان المطلق، ورسم لنا طريق الوعي والادراك والالتزام والثبات، هي اقانيم مطالبون كمؤمنين حسينيين ان نلتزم بها كما علمنا الامام الصدر، يوم اطلق صرخة الحق المتمثلة بحركة المحرومين امل في لبنان، ليصل موجها ثورة مباركة فجرها في ايران الاسلام اية الله الامام الخميني قدس سره الشريف. فلا يمكن ان ننتصر بالحسين اذا لم نكن نملك الوعي في محبته وبادراك ننتمي اليه وبالتزام نقف على مواقفه وثبات نصبر على المحن ونصبر على النعم. نعم ايها الاخوة والاخوات علينا دائما ان نسأل انفسنا عندما ندخل الى الحسينيات ونلبس السواد ونقييم العزاء علينا ان نسال هل كربلاء تختصر بهذا فقط؟ ما هي الدروس بعد العشر الاوائل من محرم؟ ماذا نحمل من دروس ابي الفضل العباس في يومياتنا وماذا نحمل من مواقف من العقيلة وعلي الاكبر ؟ ماذا نحمل من مناقبية حبيب وتفاني واخلاص زهير ابن القين ؟هل نحملهم في وجداننا ويومياتنا وتفاعلنا مع الاخر وادائنا في اي موقع نحن فيه ام لا؟ وسأل الحاج حسن ان شبابنا هل خطهم هو منطق السيدة سيكينة والقاسم في هذا الزمن ومغرياته التي قد تكون اكثر صعوبة والاكثر دقة ام لا ؟ اذا هي مدرسة للايام والتاريخ للاصلاح المجتمعي والسياسي والانساني هي غذاء الروح التي بها ننتصر اولا وقبل كل شيء في جهاد النفس . فالانتماء الى اهل البيت والامام الحسين شرف لا ينال الا بالعمل والالتزام بمبادئ هذه الثورة المباركة. ونحن ان شاء الله نرى في كل المجالس التي تقام في هذا العالم، الوعي ونرى الشباب كيف يواكبون حركية وديناميكية الثورة الكربلائية. هي نعمة الانتماء الى الحسين، فهل من خسارة اكبر من ان نكون بعيدين عن ابي عبدالله وهل من ضياع اكبر من الابتعاد عن الخط المحمدي الاصيل” .
وتابع: “ان منابر الحسين هي التي انتجت نصرنا، وهي الموجه لتلك القوافل التي انطلقت منذ سبعينيات القرن الماضي بوجه العدو الاسرائيلي . هذه القوافل كانت وما زالت ببركة المؤسس والقائد الامام المغيب السيد موسى الصدر حفيد الائمة”.
واشار الوزير الحاج حسن الى ان “الامام الصدر ادرك منذ اللحظة الاولى ان قتال اسرائيل هو طوق النجاة الوحيد للحفاظ على هذا الوطن لا بل على الامة. انها منابر الحسين دائما الموجهة والداعمة لحركة الامام الصدر المباركة ولشباب امل وشاباتها وانتصرنا وسنبقى منتصرين بالمقاومين الحسينيين الوطنيين، وعليه يجب الحفاظ على قدسية هذه المنابر التوعوية والارشادية، لانها تحفظ القيم وترتقي بالانسانية نحو الاسمى والافضل . وهذا دربنا ونهجنا في حركة امل، فنحن دعاة وحدة واعتدال وحوار مع الشريك الاخر في الوطن الذي نريده وللمرة الالف وطنا نهائيا لنا جميعا كما يؤكد دائما دولة الرئيس نبيه بري وكما اكد سماحة الامام الصدر اعاده الله ورفيقيه”.
وكشف الحاج حسن ان” الحوار الذي دعا اليه الاخ الرئيس للخروج من الازمة السياسية المركبة في البلاد كان الرؤية الاكثر صوابية وواقعية، وكان الطريق لانقاذ البلد بعيدا عن الحسابات الطائفية والفئوية، دعوة لم تلق اذانا صاغية، لان بعض الرؤوس الحامية تعتقد وتراهن خطأ ان هناك من سيساعدها لتحقق مشاريعها الشخصية الضيقة. واليوم نرى ان كل المبادرات وكل المساعي تنطلق من فكرة الحوار وتدعو اليه، ونحن نرحب بهذه الدعوة، خصوصا الحراك الفرنسي الذي تمثل بالجولة الاخيرة للمبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، على امل ان يحمل شهر ايلول القادم حلا او بداية حل للازمة”.
وتابع: “ان موقف الثنائي الوطني في حركة امل وحزب الله واضح لجهة الوقوف الى جانب المرشح الرئاسي الوزير سليمان فرنجية لانه يحمل من الصفات التي تمكنه من الحوار والانفتاح على مختلف القوى الداخلية والخارجية. وهذا الثنائي الوطني الذي قدم كل غال في سبيل استعادة الارض من العدو الاسرائيلي والانتصار على العدو التكفيري، وقدم قوافل الشهداء في طريق الحق، والتي كان لبلدتنا كوكبة من الشهداء انتصارا للحق في مواجهة الباطل”.
وقال: “اننا في حركة امل سنبقى نقدم كل ما يحتاجه الوطن ووحدته وعزته من اجل الوصول الى دولة المؤسسات وتنفيذ الاصلاحات التي نص عليها اتفاق الطائف، وصولا الى الغاء الطائفية السياسية وتحقيق العدالة والمساواة بين جميع اللبنانيين، وان الانتماء الى الحسين هو انتماء الى الانسانية والوطنية والى المطلق من المبادئ السامية”.
وختم الحاج حسن: “نسأل الله ان يكتبنا في طريق الحسين وفي خدمة الحسين وفي خدمة لراية الحسينية التي عنوانها هيهات منا الذلة فهذه هي مدرسة الاباء التي نفتخر وسنبقى ملتزمين بها”