مجلة وفاء wafaamagazine
لم يتأخر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في اثبات نفسه على الساحة المحلية، ومهما كان الموقف منه (مؤيد او معارض)، لا يمكن نكران انه قادر على قيادة سفينة مسيرته السياسية في احلك الظروف، وايصالها الى شاطئ الامان. واليوم، لا يختلف الوضع عما كان عليه سابقاً، اذ كان باسيل في موقف لا يحسد عليه سياسياً، فذهب يميناً ثم يساراً والتفّ اكثر من مرة قبل ان يعود بقوة الى الواجهة.
ما تم اعلانه بالامس عن “إتفاق أولي مع حزب الله على مسار إسم توافقي وتسهيل الإسم مقابل مطالب وطنية”… ليس سوى تأكيد لما كان يسعى اليها باسيل، لجهة لعب دور “بيضة القبان” في المعادلة اللبنانية، ويرث النائب والوزير السابق وليد جنبلاط في هذا المجال، خصوصاً وان النائب تيمور لم يرق بعد الى مستوى والده في التعاطي مع اللعبة السياسية اللبنانية ومتطلباتها.
ما قاله باسيل بالامس، يعني ان الحزب سيؤمّن له الغطاء اللازم ليكون “بيضة القبّان” ولهذا السبب تحديداً قال باسيل ان ما يطالب به ليس للتيار بل لجميع اللبنانيين، ما يعني انه بات يفاوض باسم من “تقاطع” معهم سابقاً، واولئك الذين لا يتفاوضون مع الحزب او يتحدثون اليه، بغض النظر عن موقف هؤلاء من هذا الكلام وما اذا كانوا قد فوضوا رئيس التيار الوطني الحر التكلم باسمهم ام لا. واذا ما استطاع باسيل بالفعل تحقيق شيء ما بالحوار مع الحزب اولاً، ثم بالحوار الشامل المطروح برعاية دولية، فسيكون عندها بالفعل، لا بالقول فقط، قد اخذ مكان جنبلاط، واوجب ان يتم التعاطي معه وفق هذه المعادلة الجديدة. ولكن هناك عقبة حقيقية تقف امام هذه الخطوة الاخيرة، وهي قدرة الحزب على تلبية كل مطالب باسيل، والاهم انه سيكون قد ابقى على وعده لرئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة بايصاله الى قصر بعبدا، على الرغم من كل المعارضة التي شهدها ويشهدها هذا الترشيح.
وفق ما تقوله مصادر سياسية متابعة، فإنّه في ميزان الربح والخسارة، يكون باسيل قد ربح الكثير وخسر القليل. فمقابل وصول فرنجيّة الى القصر الجمهوري، سيضمن النائب الحالي حصته المحفوظة طوال سنوات العهد، وسيحصل على عدد كبير من المطالب التي سبق أن أعلن عنها، الا ان الخوف سيكون من “تمييع” المطالب التي لا قدرة للحزب على تطبيقها في ظلّ تعنت حليف الحزب رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقد يكون الحل عندها ظرفياً، لان برّي يرغب بالفعل في ان يصبح فرنجيّة رئيساً، وقد يوافق من حيث المبدأ على الشروط “الباسيلية”، ليعرقلها في وقت لاحق بأشكال قانونيّة وشعبية وغيرها، فتمضي ست سنوات وتطوى عندها صفحة المطالب، ومن يعرف بري جيداً، يدرك قدرته على مثل هذه الامور، وفق ما تراه المصادر تفسها.
ولكن، ما هو موقف القوى المعارضة للحزب والتي سبق ان تقاطع معها التيار الوطني الحر في دعم ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور؟ تجيب المصادر ان المسألة لا تحتاج الى الكثير من “التبصير” ويمكن استشراف الجواب من خلال متابعة ردود حزب “القوات اللبنانية” على باسيل والعودة الى انتقاده بعد فترة من “الهدنة” بدأت تسقط عندما عاد الحوار بينه وبين الحزب. ومن المعلوم، تقول المصادر، ان صعود نجم باسيل يعني حتماً تراجع نجم الآخرين والعكس صحيح، لذلك سيعود الخلاف السياسي الى اشدّه وبأقوى العبارات، بين “متقاطعي” الامس وبالتحديد مع القوات والكتائب، ولكن اذا ما سار قطار الحلّ، فإن هذا الخلاف سيبقى محصوراً وسنشهد تجاذباً سياسياً بتأثير محدود جداً، كالعادة، على الاوضاع بشكل عام.
النشرة