الرئيسية / آخر الأخبار / وفاء بيضون : تقاطع “الخماسية الدولية “يتفكك والتشاؤل سمة المرحلة ..

وفاء بيضون : تقاطع “الخماسية الدولية “يتفكك والتشاؤل سمة المرحلة ..

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت الاعلامية وفاء بيضون مؤسسة ورئيسة موقع مجلة وفاء

ليس من باب التبني لنظرية التشاؤل التي تخيم على المشهد اللبناني وتضعه في ممر رمادي بالكاد فصله عن تشاؤم بعيد أو تفاؤل قريب فيما خص رأس الازمة اللبنانية المتمثل بالملف الرئاسة الاولى وانهاء شغور مقعد قصر بعبدا .
ففي كل مرة تكاد الاوساط العاملة على خط الاستحقاق أن تلتقط انفاسها لتعود مجددا لخلط الأوراق أكثر فأكثر على خط وسط سيناريوهات وتكهنات متغيرة ، وغموض غير مجد في مواقف بعض القوى المؤثرة على الاستحقاق في الداخل والخارج، وهو ما ظهر بشكل جلى في اجتماع الدول الخمس المعنية بالشأن اللبناني، والذي عقد في نيويورك، وخلص إلى تسريبات حول انقسامات وتباينات واضحة ، حاول الفرنسيون التقليل من شأنها لاحقا، بالحديث عن اتفاق وتقاطع .
ليتثنى لكل متابع ان يدرك ما حصل في أسبوع واحد، من طي أكثر من صفحة في كتاب الاستحقاق الذي يقترب من إحياء ذكرى مرور عام كامل على شغور تسبب به عجز اللبنانيين عن انتخاب رئيس للجمهورية.

ولأن رمزية لبنان تتمثل بسدة الرئاسة الاولى
وتشكل مدخلا لحل العديد من الملفات المأزومة وعلى راسها رأب الصدع الاقتصادي والمالي ، أتت المبادرة الفرنسية قبل احد عشر شهرا وسرعان ما بات الحديث عنها في خبر كان ، ولو أن زيارة رابعة لا تزال مجدولة للموفد الرئاسي جان إيف لودريان ،الى بيروت . لتلقى نفس مصير الحوار لأيام سبعة الذي نعاه رئيس مجلس النواب نبيه بري، أو بالحد الأدنى قرر تجميده، كما يفضل البعض توصيف الأمر.
وفي وقت أصبح فيه الحديث يتمحور عن حراك قطري ينهي مبادرة باريس للذهاب إلى خيار ثالث، بقي الحديث عن جملة عقد تعترض هذه المبادرة واولها ما نقل عن فريق الاستطلاع القطري تمسك الثنائي الوطني أقله حتى هذه اللحظة بدعم ترشيح رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية .وسط غياب أي ملامح تشي ببديل يقود الثنائي إلى حرف البوصلة عن بنشعي ،ليترافق هذا التطور مع العودة إلى لغة التهديد بإجراءات قد تطال معطّلي الاستحقاق الرئاسي.
ليطرح مجددا السؤال حول ما يعنيه هذا الحديث، معطوفا على الكلام المتجدد عن خيار ثالث؟.
فهل نضجت ظروف الخيار الثالث أساسًا على المستوى الرئاسي؟.
و ما حقيقة التسريبات التي تشير إلى أنّ هذا الخيار ليس سوى قائد الجيش جوزيف عون، بوصفه المرشح الجدي غير المعلن للمجموعة الخماسيّة؟.
و هل اقتربت التسوية على انتخاب الأخير رئيسا للجمهورية ؟.رغم الفيتو في وجهه ، من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. وتلميح حزب الله برفضه. مع ان تسريبات اخرى تقول بان اي خيار ثالث أو رابع وخامس لا يحمل اسمي فرنجية وعون .
مصادر مطلعة تقول إن ما أصبح ثابتا في ضوء تطورات الأسبوع الأخير، بمعزل عن حقيقة الانقسام في صفوف المجموعة الخماسية بشأن لبنان، أنّ معادلات المرحلة السابقة التي أسس لها الفرنسيّون قبل غيرهم، انتهت عمليا، بدليل حديثهم المتأخر عن ضرورة الذهاب إلى خيار ثالث او اكثر ، ولو أنهم لم يسلموا بعد بـفشل مبادرتهم القائمة على مقايضة فرنجية بالسفير نواف سلام رغم الوقائع التي تؤكد أنّ الدوحة استلمت زمام المبادرة وهي تتهيأ للبدء في تسويقها بدء من الأسبوع الحالي .

من الصعب الاعتقاد بأن القطريين قادرون على تحقيق اختراقات سريعة عجزت عنها باريس في المرحلة الماضية، في ظل تشبث كل فريق بموقفه ، يقول المطلعون إن كلام الموفد الرئاسي الفرنسي الأخير أعطى دفعا للتسوية المنتظرة، بصورة أو بأخرى، ولو أنه حاول أن يحجز موقعًا له فيها، بدحضه كل ما قيل عن تباينات شهدها الاجتماع الأخير لـ الخماسية، ولو ثبتها عدم صدور أي بيان ختامي عنه.

من هنا لم يأتي تجميد رئيس مجلس النواب نبيه بري عن فراغ فقد جاء متزامنا ، وربما متناغما ، مع تلميحات لودريان. فرغم قرار الرئيس بري طي صفحة حوار الأيام السبعة ، يبدو أن المشهد الرئاسي مقبل على المزيد من التعقيدات وفق ما تقول مصادر متابعة على الخطوط الثلاثة . باريس – قطر – بيروت .

في هذا السياق، ثمّة من فهم كلام رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وهو المعارض الأشرس لوصول عون إلى قصر بعبدا، عن مقاربة بعض الأطراف للاستحقاق وفق قاعدة الإتيان بأكثر مرشح يضرنا، وليس أكثر مرشح يخدم البلد، على أنها إشارة ضمنية لعون، عطفا على تلويحه اللافت بالانتقال إلى المعارضة الكاملة، والتي فسرها البعض استشعارا باقتراب التسوية على انتخاب عون، ولو على حساب باسيل.

لكن ذلك لا يعني أبدا أن وصول العماد عون إلى بعبدا بات تحصيلا حاصلا، فقائد الجيش لا يزال ينفي أن يكون قد بحث أمر ترشيحه مع أحد، ولا تزال تواجهه بعض العقبات في طريقه نحو قصر بعبدا ، منها “فيتو” باسيل الذي لا يزال مشهرا في وجهه، بل ثمة من التقط في خطابه الاخير إشاراته الضمنية على أنها رسالة ضغط لا إذعان ، باتجاه حزب الله بالدرجة الأولى، والمعارضة بالدرجة الثانية، التي لا يزال متمسكا بـ تقاطعه معها.

ان التقاطع الذي يصفه البعض بانه سمة الموقف الخماسي اتجاه لبنان غير صحيح وان نقاط التعارض باتت اكثر في مداولات الود الخمسة بالشكل والمضمون ليرشح اجتهاد اخر يتحدث عن ثنائية اقطاب الاولى تمثلها الرياض وواشنطن والثانية تتمثل بطهران وحارة حريك فيما باريس خرجت بالمضمون وان بقيت بالشكل لذلك فالتشاؤل سيكون عنوان المرحلة المقبلة الا اذا شاء القيمون عكس ذلك .