الرئيسية / آخر الأخبار / حرب ابادة بشرية تشنها الولايات المتحدة و«اسرائيل» على الشعب الفلسطيني في غزة

حرب ابادة بشرية تشنها الولايات المتحدة و«اسرائيل» على الشعب الفلسطيني في غزة

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة “الديار”:

حتى كتابة هذه الاسطر في ليل يوم الجمعة ـ السبت، بدأ عدوان بري (محدود حتى الان) من قبل جيش العدو الاسرائيلي وجيش الولايات المتحدة الاميركية والذي يعتبر حرب ابادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وفي مخالفة للولايات المتحدة التي وقعت سنة 1961 في جنيف في سويسرا على اتفاق عدم قصف المدنيين في اي حرب تنشأ. فان الجيش الاميركي يدعم جيش العدو الاسرائيلي بكل الوسائل، حيث يتم قتل المدنيين من النساء والاطفال والعائلات بقصف جوي غير مسبوق وغير مقبول، وفي حرب اقل ما يمكن تسميتها حرب ابادة ضد المدنيين.

 

بعد انقطاع الاتصال مع قطاع غزة هنالك وسيلة واحدة لم يتم استعمالها للاسف، وهي ما قام به صاحب موقع اكس وشركة ستارلينك باعطاء السماح عبر الاقمار الصناعية لكتابة معلومات على هذا الموقع، كما فعل ايلون ماسك في اوكرانيا. واستطاعت وسائل الاعلام كلها بث الاخبار عن الحرب الاوكرانية رغم ما حصل من قطع اتصالات، سواء من قبل قوات الحلف الاطلسي او الجيش الاميركي، كذلك الجيش الروسي حيث قام الجميع بقطع الاتصالات عن اوكرانيا. لكن الانترنت التي يملكها ماسك عمل على استعمال الاقمار الصناعية لاعطاء الفرصة للجميع لنشر معلوماتهم والتواصل عبر الانترنت.

على كل حال سيأتي الصباح وستظهر المعلومات، حيث ان المقاومة في قطاع غزة لديها القدرة الكبيرة بشجاعتها وايمان المقاومين فيها على صد العدوان الاميركي والاسرائيلي. ووفق المعلومات التي كانت سائدة سابقا، فان جيش العدو الاسرائيلي قد حشد حوالى 250 الف ضابط وجندي لاقتحام قطاع غزة برا وبحرا، اضافة الى قصف جوي بواسطة كامل سلاح الجو العدو الاسرائيلي، اضافة الى الطائرات التي تنطلق من حاملات الطائرات الاميركية، وهي حاملة طائرات جيرالد فورد وحاملة طائرات ايزنهاور. ومع ان وسائل اعلام انقطعت عن اعطاء المعلومات من داخل قطاع غزة، فان الصورايخ ما زالت تنهمر على تل ابيب والمستوطنات الفلسطينىة، اضافة الى انقطاع العمل في مطار بن غوريون وتوقف الطيران المدني في اكبر مطار مدني في الكيان الصهيوني.

لقد دخلت المنطقة من الشرق الاوسط مرحلة جديدة هي اخطر ما يمكن من حروب 1948 وحتى عام 2023. فيبدو ان قوات المقاومة في العراق تحركت، وهي تقصف قاعدتين اميركيتين في العراق. كذلك قصفت المقاومة في العراق قاعدة جوية حربية كبيرة في اقليم كردستان قرب العاصمة اربيل. كما ان هنالك استنفارا عسكريا في منطقة اليمن حيث يوجد الحوثيون، ولديهم صواريخ بعيدة المدى. اما الغليان في الضفة الغربية من رام الله الى نابلس الى الخليل وكامل الضفة الغربية، فهذا الغليان يشتعل بقوة. ويبدو ان هنالك مقاومين يقومون بعمليات ضد جيش الاحتلال، لكن جيش الاحتلال الاسرائيلي لا يعلن عنها. اما بالنسبة للجنوب اللبناني، فكل الانظار تترقب ما الذي سيحصل، لكن قيادة حزب الله التي لديها غرفة عمليات مشتركة مع حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي وقيادة حزب الله تتابع الوضع عن كثب، وهي التي تتخذ القرار ما اذا كان يجب التدخل في الحرب الدائرة ام ان مقاومة حماس والجهاد الاسلامي سيبلغان قيادة حزب الله عن التطورات. وما داموا صامدين في وجه الحرب الوحشية الاميركية الاسرائيلية، فلا احد يعرف موقف قيادة حزب الله، لان تلك الساعة التي سيتقرر فيها الدخول في حرب ضد الكيان الصهيوني ستكون ساعة الانتظار التي يقررها حزب الله وقيادته وكامل المقاومين الذين في صفوفه، وهم بمئات الالاف. والمعروف ان حزب الله لا يتخذ قرارات انفعالية او عاطفية، بل ان الحرب عنده هي حرب انتصار بكل معنى الكلمة، وهو قرار حرب لنجدة اهالي قطاع غزة والشعب الفلسطيني.

 

جولة أميركية… أية اهداف؟

سياسيًا، تقوم مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى «باربرا ليف» بجولة صنّفها بيان الخارجية الأميركية الصادر منذ ثلاثة أيام، بجولة «التشاور مع الشركاء الإقليميين وتعزيز الجهود الرامية إلى منع انتشار الصراع فى الشرق الأوسط». وبحسب محلّلين سياسيين، تهدف هذه الجولة إلى إيصال رسالة واضحة من قبل الإدارة الأميركية إلى الداخل اللبناني تُحذّره فيها من الدخول في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، ولكن أيضًا لرصّ الصفوف مع بعض الدول العربية، خصوصًا أن ما يحصل في غزّة من جرائم بحاجة إلى «غطاء» من بعض الدول. الجدير ذكره أن كُلًا من فرنسا وإيطاليا وألمانيا وجّهت رسائل إلى لبنان عبر القنوات الرسمية تُحذّره فيها من الدخول في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وتُهدّد بعدم المساهمة في إعادة الإعمار في حال دمّرت «إسرائيل» بنى تحتية في لبنان.

على كلٍ، جرائم الكيان الصهيوني في غزّة لم تعد خفيّة على أحد في العالم. أكثر من ذلك، دان العديد من المشاهير في العالم هذه الجرائم، حتى ان المغرّدين على مواقع التواصل الاجتماعي أصبحوا يستخدمون تعبيرًا جديدًا «Israeled» وذلك للحديث عن شخص يسرق شيئا ليس من حقّه ويدّعي أحقيّته فيه بكل وقاحة.

 

الوضع الداخلي وتفعيل الحكومة

على الصعيد الداخلي، دعت الجماعة الإسلامية وحركة حماس إلى تظاهرة مركزية نهار غدٍ الأحد عند الثانية والنصف بعد الظهر، وذلك تحت شعار «طوفان الأقصى.. لبنان يلبّي» في ساحة العازرية وسط بيروت. وتتخوّف جهات أمنية من وجود طابور خامس قد يسعى خلال المظاهرة إلى نشر الفوضى في وسط بيروت.

وبعد وضع الحكومة لخطة طوارئ لمواجهة أي حرب محتملة، سألت «الديار» أستاذ الاقتصاد في الجامعة اللبنانية البروفسور جاسم عجاقة عن البعد الاقتصادي في هذه الخطّة وما إذا كانت صالحة لمواجهة مع العدو الإسرائيلي. يجيب عجاقة ان الدولة لا تملك المال ومؤسساتها تعمل بشكل جزئي، لذا فإن هذه الخطة محدودة الفعل، خصوصًا أنها تعتمد بشكلٍ كبير على الخارج الذي يُحذّر لبنان من الدخول في الصراع. أضف إلى ذلك، أن العدو الإسرائيلي سيقوم بضرب المنشآت الحيوية وطرق الإمدادات، وهو ما سيؤدّي إلى كارثة على صعيد الغذاء والأدوية والمحروقات – بحسب عجاقة. ويُضيف: انهيار مبنى في المنصورية، تطلّب أيامًا قبل رفع الضحايا، فكيف الحال إذا قام العدو بضرب مبانٍ على شكل واسع؟ وإذ شكّك عجاقة في فعّالية الخطّة، دعا إلى ضرورة إعادة تكوين السلطة التنفيذية لأخذ القرارات الاقتصادية والمالية والنقدية الملائمة لوضعنا، خصوصًا أن الحكومة معطّلة من قبل مكوناتها، وبالتالي هي غير قادرة على مواجهة تداعيات حرب.

أمّا في ما يخص خطّة مصرف لبنان لمواجهة الأحداث، فيقول عجاقة إن المصرف المركزي لا يملك مالًا خاصًا يكفي لمواجهة استحقاقات الدولة، وحتى الاحتياطي الإلزامي لا يمكنه المسّ به. لذلك، هناك اختلاف جوهري بين ما حصل من عدوان في العام 2006 وبين اليوم من ناحية ملاءة المصرف المركزي.

وعن ارتفاع الأسعار في هذه المرحلة يقول عجاقة، في غياب رقابة صارمة ومحاسبة متشدّدة، يمكن للتاجر أن يرفع الأسعار بألف حجّة وحجة. وإذ اعترف عجاقة أن قسمًا من الارتفاع آتٍ من ارتفاع أسعار النفط وأسعار التأمين، يُشدّد على ضرورة أن تعمد وزارة الاقتصاد والتجارة إلى زيادة الرقابة على السوبرماركات وعلى الصيدليات وذلك لردّعهم عن التلاعب بالأسعار.

إلى هذا، لا تزال المخاوف من حصول مواجهة مع العدو تُلقي بثقلها على الواقع الاقتصادي والمعيشي، حيث قامت شركة الطيران اللبنانية – ميدل إيست – بنقل قسم كبير من طائراتها إلى قبرص وتركيا وألغت العديد من الرحلات، مما سيؤدّي إلى خسائر مالية قد تصل إلى عشرات ملايين الدولارات إذا طال أمد التوتر. كذلك علّقت شركة «لوفتهانزا» الألمانية رحلاتها من وإلى بيروت، وذلك حتى نهاية تشرين الثاني المقبل بسبب الوضع الأمني، كما ورد في بيان الشركة.

 

مواجهة اميركية – ايرانية مباشرة ومخازن «الحرس» الهدف

وفي تطور لافت يرفع من حدة التوتر في المنطقة، ومن منسوب احتمال اتساع الصراع، في ظل تهديد الرئيس الاميركي جو بايدن لطهران، تزامنا مع تنفيذ الجيش الاميركي ضربات مباشرة، استهدفت منشاتان للحرس الثوري شرقي سوريا، وسط تأكيد موسكو انها لن تنجر الى أي مواجهة على خلفية تلك الضربات.

صحيح انها ليست المرة الاولى التي قد تكون حصلت فيها هجمات المماثلة، الا انها من المرات القليلة التي تعلن فيها واشنطن عن قصفها لاهداف «ايرانية» في سوريا، خصوصا في ظل الحديث عن ان الغارات الاخيرة التي استهدفت سوريا نفذتها طائرات اميركية انطلقت من البحر.

 

في غضون ذلك، تابعت المقاومة العراقية استهدافها للقوات الأميركية في قاعدة عين الأسد غرب العراق بطائرة مسيرة وتحقيق إصابة مؤكدة، كما افيد بأنّ القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي شمال شرق دير الزور استُهدفت بـ6 صواريخ أُطلقت من البادية بين مدينتي الميادين والبوكمال.

فقد قال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن القوات والمنشآت الأميركية في سوريا تعرضت لهجمات صاروخية من جماعات مدعومة من إيران، وإن الجيش الأميركي نفذ ضربات مضادة دفاعا عن النفس. وأضاف- في مقابلة مع شبكة «إيه بي سي» الأميركية- أن الولايات المتحدة مستعدة للقيام بما يجب لحماية نفسها إذا قررت إيران الرد.

 

من جهتها، أفادت وزارة الدفاع الأميركية بأن الرئيس جو بايدن أمر بتوجيه ضربات على منشآت تابعة لإيران في سوريا، «ردا على سلسلة من الهجمات» استهدفت القوات المسلحة الأميركية. وجاء في بيان لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن: « بناءً على توجيهات الرئيس بايدن، نفذت القوات العسكرية الأميركية ضربات دفاع عن النفس على منشأتين في شرق سوريا يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة له». وأضاف أوستن «هذه الضربات الدقيقة للدفاع عن النفس هي رد على سلسلة من الهجمات المستمرة وغير الناجحة في معظمها ضد أفراد أميركيين في العراق وسوريا من قبل الميليشيات المدعومة من إيران والتي بدأت في 17 أكتوبر».

وأشار أوستن إلى أنه «نتيجة لهذه الهجمات، توفي متعاقد أميركي بسبب أزمة قلبية أثناء الاحتماء، وأصيب 21 فردًا أميركيًا بإصابات طفيفة، لكنهم عادوا جميعًا إلى الخدمة منذ ذلك الحين». وشدد وزير الدفاع الأميركي على أنه «ليس لدى الرئيس أولوية أعلى من سلامة الأفراد الأميركيين، وقد وجه بالتحرك اليوم لتوضيح أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع مثل هذه الهجمات وستدافع عن نفسها وأفرادها ومصالحها».

 

وأكد أوستن أنه «إذا استمرت هجمات وكلاء إيران ضد القوات الأميركية، فلن نتردد في اتخاذ المزيد من التدابير اللازمة لحماية شعبنا»، لافتا إلى أن بلاده «لا تسعى إلى الصراع وليس لديها نية أو رغبة في الانخراط في المزيد من الأعمال العدائية، لكن هذه الهجمات المدعومة من إيران ضد القوات الأميركية غير مقبولة ويجب أن تتوقف «. وأوضح أن هذه الضربات التي شنها الجيش الأميركي «منفصلة وغير مرتبطة بالصراع الدائر بين «إسرائيل» وحماس، ولا تشكل تحولاً في نهجنا تجاه الصراع بين «إسرائيل» وحماس».

ووقعت الضربات فجر الجمعة بالقرب من مدينة البوكمال السورية على الحدود مع العراق، ونفذتها طائرتان مقاتلتان من طراز «إف-16» باستخدام ذخائر دقيقة، استهدفت مخزنين للأسلحة والذخيرة.

في غضون ذلك، قال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن أوصل رسالة مباشرة إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي للتحذير من استهداف الجنود الأميركيين في المنطقة، وذلك بعد تعرض قوات أميركية للهجوم في العراق وسوريا. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي «نُقلت الرسالة مباشرة» لكنه لم يتطرق إلى مزيد من التفاصيل.

 

الى ذلك، أفادت المقاومة العراقية باستهداف القوات الأميركية في قاعدة «عين الأسد» غربي العراق بطائرة مسيرة، مؤكدة تحقيق إصابة مباشرة. وكشفت المصادر أنّ القاعدة استُهدفت بـ6 صواريخ أُطلقت من البادية بين مدينتي الميادين والبوكمال.

كما افيد بأنّ قصفاً بالصواريخ استهدف القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي شمال شرق دير الزور شرقي سوريا.