الرئيسية / آخر الأخبار / احتدام ميداني جنوباً وميقاتي يبدأ تحركاً وقائياً من قطر

احتدام ميداني جنوباً وميقاتي يبدأ تحركاً وقائياً من قطر

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة “النهار”:

لا يزال لبنان متأرجحا بين المخاوف من تطور المواجهات الميدانية الجارية عبر الحدود الجنوبية مع إسرائيل الى حرب شاملة، علما انها شهدت امس تصعيدا حادا ونوعيا، وتكثيف الجهود والمساعي الداخلية والخارجية لتجنب هذا الاحتمال. وواضح ان الأيام الأخيرة فاقمت المخاوف نظرا الى التفلت الجنوني للآلة الإسرائيلية في تدمير غزة واستهداف الفلسطينيين فيها بمجازر إضافية الامر الذي من شأنه رفع وتيرة الاحتقانات الى ذروتها والتهديد بانفجارات امنية وحربية يصعب للغاية التكهن بحجمها ومداها وتداعياتها. لذا تكتسب الديبلوماسية الوقائية المتصلة بالوضع عند الحدود اللبنانية – الإسرائيلية مزيدا من الدلالات والاهمية اذ تبدو في سباق تصاعدي مع ارتدادات حرب غزة والمجازر التي ترتكبها إسرائيل في القطاع على المواجهات الجارية بين إسرائيل و”حزب الله” عند الحدود الجنوبية. وإذ بدأ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي امس من قطر جولة تقوده الى بعض العواصم الخليجية والعربية بغية السعي الى تحصين الوضع اللبناني في مواجهة الاخطار التي تواجهه تشهد بيروت هذا الأسبوع تحركا اميركيا وفرنسيا بارزا على وقع تظاهرات الادانة للمجازر الإسرائيلية في غزة والتضامن مع الشعب الفلسطيني على غرار التظاهرة الحاشدة التي حصلت امس في وسط بيروت. اذ من المتوقع ان تزور مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربارا ليف بيروت في الأيام القليلة المقبلة كما ان مكتب وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو اعلن أن الوزير سيزور لبنان هذا الأسبوع ويزور ايضا قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب البلاد.
وأفاد مكتب لوكورنو بأنّ الزيارة تبدأ الأربعاء وتستمر حتى الجمعة وتهدف إلى “إعادة تأكيد تمسكنا باستقرار لبنان في أوج النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين”، موضحاً أنّ الوزير الفرنسي سيلتقي قادة لبنانيين بينهم رئيس الوزراء نجيب ميقاتي.
وفي مستهل جولته العربية زار الرئيس ميقاتي الدوحة امس حيث استقبله أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في حضوررئيس الحكومة القطرية وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني. وتم خلال اللقاء عرض آخر تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والمنطقة، إضافة إلى مناقشة العلاقات الثنائية بين لبنان وقطر وسبل تعزيزها وتطويرها. بعد ذلك عقد رئيس الحكومة اجتماعا مع رئيس الحكومة القطرية في حضور القائمة باعمال سفارة لبنان لدى دولة قطر السفيرة فرح بري. ثم عقدت خلوة بين الرئيسين ميقاتي والشيخ محمد بن عبد الرحمن.
وفي سياق المواقف الداخلية من تطورات غزة والجنوب كانت لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط مواقف جديدة شدد عبرها على عدم الاستدراج الى حرب مع إسرائيل . ومما قال خلال جولته في بيصور : “صحيح أن الشعب الفلسطيني جبار، لكن في لبنان لا نتمنى أن نستدرج الى الحرب. كنا وسنبقى الى جانب الشعب الفلسطيني، لكن أفضل الا نستدرج، وكما قلت لكم “مش عنا”، يعني عند بعض الفاعليات المحلية “وعم نوصلن خبر”. أما اذا استدرجنا الى الحرب في اطار الدفاع عن النفس كما فعلنا تاريخيا سنة 2006 يعني يجب ان نكون متضامنين مع الشعب الجنوبي، قلت الشعب الجنوبي بكل فئاته الذي قد يتعرض الى تهجير، الشعب الجنوبي وغير الشعب الجنوبي، لكن الشعب الجنوبي أكثر تعرضا للتهجير.”
بدوره ، وفي نهاية يوم انتخابي طويل انتخب فيه حزب “القوات اللبنانية” هيئته التنفيذية الجديدة وفق نظام انتخابي متطور في لبنان وبلدان الانتشار، اعلن رئيس الحزب سمير جعجع الذي جدد الحزب لرئاسته بالتزكية أن “هناك جهنم فتحت في غزة ونتضامن مع أهلها ونطلب من ربنا الوقوف إلى جانبهم ونتعب كل جهدنا لعدم جر لبنان إلى الحرب”. وتمنى على “الدولة اللبنانية أخذ العبرة من انتخاباتنا اليوم لتنظيمها الانتخابات الكترونياً نسبة لنجاحها”.
واستذكر جعجع “جميع شهداء القوات” قائلا لهم “نفذ الأمر والوزنة التي أعطت لنا جعلناها 15 و20 وسنجعلها 30 و40?. واعتبر أن “أرفع منصب في القوات ليس رئيس الحزب إنّما هو القواتي المناضل”. ولفت جعجع إلى أن “لبنان كله يكون في أمان إذا التزم حزب الله بالقرار 1701 وهذا سيكون أول مهام الهيئة التنفيذية”.

تصعيد المواجهات
ومع مرور 22 يوما على المعارك في غزة شهد الجنوب اللبناني وتيرة عالية وتصعيدية من السخونة في ظل المواجهات الجارية بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” مع تسجيل دخول متجدد ل”حماس” و”الجماعة الإسلامية”مساء امس باطلاقهما صواريخ على شمال إسرائيل . وسجل تكثيف غارات الطيران الإسرائيلي الذي استهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب. كما أفيد عن ثلاث غارات في العرقوب، واثنتين في منطقة السدانة وواحدة بوادي شبعا، وغارة رابعة في مزرعة بسطرة.وجرح شخصان نتيجة إستهداف مسيرة إسرائيلية لدراجات نارية في ميس الجبل.
وفي المقابل كثف “حزب الله” هجماته المضادة فاعلن في سلسلة بيانات استهداف موقع السماقة في مزارع شبعا المحتلة بالأسلحة المناسبة، وأيقاع إصابات مباشرة فيه . كما اعلن انه “بعد متابعة ورصد دقيق، اكتشف مجاهدو المقاومة الإسلامية قوة مشاة إسرائيلية في موقع المالكية ومحيطه، فقاموا باستهدافها على الفور بالأسلحة المناسبة وأوقعوا فيها اصابات مؤكدة”. وعصرا تعرضت أطراف بلدات الضهيرة ، يارين والبستان لقصف مدفعي اسرا ئيلي مركز. وأفادت قناة 14 الإسرائيلية عن إطلاق عدد من قذائف الهاون من لبنان تجاه موقع للجيش الإسرائيلي في المالكية. وعصرًا أفيد عن إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى، فيما اشار اعلام إسرائيلي الى دوي صفارات الإنذار بعد رصد إطلاق 3 صواريخ من لبنان تجاه الجليل الأعلى.
ومساء اطلقت صواريخ من القطاع الغربي باتجاه شمال إسرائيل وقال الجيش الإسرائيلي ان عشرة صواريخ اطلقت من لبنان في اتجاه الشمال وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن ان فرق الإسعاف هرعت الى مكان سقوط الصواريخ في كريات شمونة . وتبنت “الجماعة الإسلامية” اطلاق الصواريخ نحو كريات شمونه. وفي وقت لاحق أعلنت حركة “حماس” انها قصفت من لبنان مستوطنة نهاريا ب16 صاروخا .
وفي تطور دخلت معه الصواريخ المضادة للطائرات ميدان المواجهات اعلن “حزب الله” انه استهدف مسيرة إسرائيلية فوق بلدة الخيام بصاروخ ارض- جو واصابها إصابة مباشرة “وشوهدت بالعين المجردة وهي تسقط داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة” . واعلن لاحقا استهداف وحدة مشاة في موقع بركة ريشا بالأسلحة الصاروخية وإيقاع إصابات مؤكدة فيها.
وليلا شنت طائرات حربية إسرائيلية غارات متلاحقة على اكثر من منطقة لاسيما عيترون وبليدا وطيرحرفا فيما اعلن الجيش الإسرائيلي انه استهدف ثلاث خلايا على الحدود مع لبنان وهدد بقتل كل من يقترب من الحدود مع إسرائيل .