مجلة وفاء wafaamagazine
رأى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن “المجلس النيابي لا يقوم عمدًا بواجبه الأوّل والأساس وهو انتخاب رئيس للجمهورية، ويغيّب السلطة العليا في البلاد منذ سنة. فيتعثّر هذا المجلس ويفقد مسؤوليّته في التشريع والمحاسبة والمساءلة”.
واعتبر أن حكومة تصريف الأعمال منقسمة على ذاتها بسبب المقاطعين الدائمين، وبالتالي تتعثّر في موضوع صلاحيّاتها، لافتا الى أن الشعب يزداد فقرًا بسبب هذه الممارسات.
وقال: “لا يحقّ لكم، أيّها المعطّلون الإستمرار في عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة. لا يحقّ لكم أن تخلقوا أزمات وعقدًا جانبيّة بدلًا من المباشرة الفوريّة بانتخاب الرئيس فتحلّ عقدكم، وتكفّوا، إذا سلمت نواياكم عن سياسة المتاجرة الرخيصة. لا يحقّ لكم أن تتلاعبوا باستقرار المؤسّسات وعلى رأسها مؤسّسة الجيش، وبروح الكيديّة والحقد والإنتقام. إذهبوا إلى المجلس النيابي وانتخبوا رئيسًا للجمهوريّة، وأوقفوا المقامرة بالدولة واستقرارها وشعبها وكرامته. وهكذا تنحلّ جميع عقدكم المقصودة لغايات رخيصة”.
وأضاف: “إنّنا نؤكّد على نداء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان: في هذا الظرف الأمني الدقيق، والحرب دائرة على حدودنا الجنوبيّة، من الواجب عدم المسّ بقيادة الجيش العليا حتى انتخاب رئيس للجمهوريّة. ولا يجوز الاعتداد بما جرى في مؤسّسات أخرى تجّنبًا للفراغ فيها. فالموضوع هنا مرتبط بالحاجة إلى حماية شعبنا، وإلى حفظ الأمن على كامل الأراضي اللبنانيّة والحدود، ولا سيما في الجنوب، بموجب قرار مجلس الأمن 1701، فأي تغيير على مستوى القيادة العليا في مؤسّسة الجيش يحتاج إلى الحكمة والتروّي ولا يجب استغلاله لمآرب سياسيّة شخصيّة”.
كلام الراعي جاء خلال ترؤسه قداس الأحد في بكركي بمناسبة اليوم العالمي السابع للفقراء.
وقال: “جميع رعايانا تحتفل مع كهنتها ومطارنة الأبرشيات بهذا اليوم من الصلاة والتضامن وجمع المساعدات بمختلف المبادرات لإخوتنا الفقراء الذين يتزايد عددهم بسبب الأزمات السياسيّة والإقتصاديّة والأمنيّة، ولا سيما المتأثّرين من التوترات في جنوب لبنان، ونزوح العديدين من أهالي بلدات المنطقة الحدودية إلى بيروت والمتن وكسروان وجبيل”.
وأضاف: “بالأمس جاءنا وفد من بلدات الشريط الحدودي عين إبل، دبل، القوزح، رميش، علما الشعب، القليعة. وشرحوا لنا معاناتهم: 70% نزحوا إلى بيروت والمتن وكسروان وجبيل، وأُقفلت المدارس والقسط الأوّل لم يؤمّن، واستحقاقات المعلّمين والموظّفين موجبة عدالة وإنسانيّة. جاء الوفد يطلب مساعدات مدرسيّة واستشفائيّة وغذائيّة. وفوق ذلك يطالب بأمن المنطقة وتجنّب التوترات والمناوشات، وتأمين تحرّك السكان إلى عملهم. فالأمر يقتضي الكثير من ضبط النفس والحكمة، وتجنّب الحرب وويلاتها على الجميع”.
وأعلن الراعي أنه “من أجل الإحتفال باليوم العالميّ السابع للفقراء، قرّر مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان (المنعقد ما بين 6 و9 تشرين الثاني الحالي)، أن تتبرّع البطريركيّات والأبرشيّات والرهبانيّات، بمبالغ ماليّة، فضلًا عمّا تقدّم عادياً من المساعدات الماليّة والمادية؛ وقرر المجلس أن تخصّص صواني هذا الأحد وتُضمّ حصيلتها إلى المبالغ المُقدّمة من البطريركيات والمطرانيات والرهبانيات لمساعدة أهالي الجنوب المنكوبين ولمساعدة الفقراء”.