الرئيسية / آخر الأخبار / راوية المصري : “فقير من لا يملك سوى المال” .!

راوية المصري : “فقير من لا يملك سوى المال” .!

مجلة وفاء wafaamagazine


كتبت الروائية راوية المصري


أيها الفقر..الذي يتدلى على أذرع الأرواح المنهكة، كيف تجعل الحياة تتلوى على ذاتها في ألم لا يُطاق ،كلمة صغيرة تحمل في جوانبها الكثير من الألم واليأس والحزن.
كالجوهرة السوداء الثقيلة، تسحب الحياة إلى أعماق الظلام، وتكسر أمل الفقراء وتختبر صبرهم تحت وطأة البؤس القاتل.

كأنه قصة شتاء قاسٍ، تتجمد فيها الأحلام ويتراجع الأمل عند أبواب البيوت المتهالكة. كيف للفقر أن يجتاح بيوتنا وعقولنا ويسرق بريق الحياة منها…؟

ولكن ظاهرة الفقر الحقيقية ..ليس كما نراها عادة في عتمة البيوت المتهالكة والحاجة الملحة للمادة الأساسية فقط.
بل ينعكس على القلوب والأرواح الغنية بالثروة المادية. فعلى الرغم من أن الثراء المالي يمكن أن يعطي ضمانات للراحة والتنعم، إلا أن الفقر الحقيقي يكمن في تلك الأجسام، والقلوب التي تتجاهل قيمة الحب والرحمة والسعادة الحقيقية.

تتفاوت النظرة إلى الحياة بين الناس، وقد يشوب الفقر القلب والروح الكثيرين من الأغنياء الذين يمتلكون الثروة المادية الوفيرة.

رغم أنهم قد لا يعانون من نقص مادي محسوس، إلا أن نفوسهم تبدو جائعة وجافة. وبالتالي، يجد الأغنياء أنفسهم في سجن من صنعهم، فالثروة التي تملكونها تذوب أبدانهم وتجوب السحب الكئيبة في سمائهم الداخلية.

الحياة لا تكون مجرد تجميع للثروات واقتناء الممتلكات المادية. إنها رحلة فريدة من نوعها تتحدى الظروف والصعاب وتبحث عن السعادة الحقيقية والمعنى العميق للوجود. ولكن عندما يهيمن الطمع والانقطاع الروحي على القلب والروح، يتحول الثراء إلى سجن والفقر إلى حالة عادية.

يجب أن نتعلم أن نعيش بكل بساطة وتواضع ونقدر ما لدينا بدلاً من الوقوع في الفخ الذي يصف الثراء المادي بأنه معيار النجاح والسعادة.

يجب أن نحتضن اللحظة الحاضرة وندعو السلام والسكينة ليملأ قلوبنا وأرواحنا. بالقيام بذلك، نستطيع أن نحقق ثروة حقيقية تستدام، وتجعلنا نستمتع بالحياة بأبعادها المختلفة.

يجب ان نقاوم الجمود الروحي ونبحث عن الثروة الحقيقية في الروح والقلب. سنكون قادرين على العثور على السعادة النابعة من الداخل وملئ حياتنا بالأمل والتفاؤل، سواء كان لدينا الكثير من المال أم لا.