مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “نداء الوطن”:
على طريقة «البلاغ الرقم واحد»، أعلنت حركة «حماس» أمس أنّ جنوب لبنان أصبح مداها الأمني مثل غزة. ففي بيانها الذي حمل عنوان «كتائب القسام»، ورد أنّ «قصف ثكنة ليمان العسكرية في الجليل الغربي برشقة صاروخية من 20 صاروخاً، انطلاقاً من جنوب لبنان»، كان للردّ على ما يحصل في القطاع ضد المدنيين واغتيال صالح العاروري ورفاقه في الضاحية الجنوبية.
وأتى هذا التطور الميداني لكي يعيد تكرار مشهد الانفلاش الفلسطيني المسلح في سبعينات القرن الماضي، ما أدّى الى الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. علماً أنّ الأوضاع في الجنوب وتدحرجها يومياً من سيئ الى أسوأ تنذر بتكرار هذا التاريخ المظلم في تاريخ لبنان. ومن نذر الحاضر، ما أعلنه أمس رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، وجاء فيه: «نعمل على رفع الجاهزية للحرب في لبنان، ولدينا الكثير من العبر من الحرب في غزة، والعديد منها ملائم أيضاً للقتال في لبنان، وأخرى يجب ملاءمتها». وأضاف خلال تفقده مناورة عسكرية على الحدود مع الجنوب: «في لبنان نريد تحقيق هدف واضح يتمثل بإعادة السكان إلى الشمال – كل بلدات الشمال».
وخلص الى القول: «لا أعرف توقيت الحرب في الشمال، لكنني أستطيع أن أقول إنّ احتمال نشوبها في الأشهر المقبلة أكبر مما كان عليه في الماضي».
وبدا الموقف الرسمي الذي يعبّر عنه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في وادٍ آخر، مقابل هذه الأخطار التي تلوح جنوباً. وفي جديد مواقفه التي أدلى بها إبان مشاركته في منتدى دافوس في سويسرا، أنّ الجيش اللبناني ليس جاهزاً للقيام بما يقع على عاتقه لتنفيذ القرار 1701. ففي مقابلة أجرتها معه أمس قناة «فرانس 24 «، قال: «القرار 1701 يطلب 15 الف جندي لبناني للمشاركة مع القوات الدولية «اليونيفيل» بينما نحن لدينا الآن 4 آلاف عنصر. إننا في حاجة الى ما بين 8 و10 آلاف عنصر آخرين. وليس بإمكاننا إرسال هذا العدد. نقول للمجتمع الدولي: تعالَ نتكلم سوية لتغذية الجيش اللبناني من كل النواحي بالآليات والمحروقات والسلاح».
وعندما سئل ميقاتي: هل يضمن امتثال «حزب الله» لتنفيذ القرار الدولي؟ أجاب بلازمته المتكررة المماثلة لموقف «الحزب»، فقال: «بعد انتهاء حرب غزة».
في التطورات السياسية، علمت «نداء الوطن» من أوساط ديبلوماسية، أنّ فرنسا بدأت تقارب الاستحقاق الرئاسي من زاوية ما أنجز الشهر الماضي من تمديد للقادة العسكريين والأمنيين، وفي مقدمهم قائد الجيش العماد جوزاف عون. ورأت أنّ هذا التمديد يمكن البناء عليه للوصول الى إنجاز مماثل يؤدي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.