مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “الجمهورية”:
الواقع اللبناني على مفترق مصيري؛ حاضره قلقٌ وخوفٌ مستوطنان في نفوس اللبنانيين، ومستقبله غيوم سوداء، وأصل البلاء فيه سياسة قاحلة، واهلها اكلوا بهذا البلد، وشلّوه وسدّوا أفقه، وأفقدوه حتّى الحدّ الأدنى من مناعة تقيه من مصائب وأهوال بركان النار الذي يتحرّك تحت المنطقة بأسرها.
في هذا الواقع المشتّت، لا وجود لخبر يثلجُ قلوب اللبنانيين، بل إفلاس على كلّ المستويات، واما الفضيحة الكبرى فتتبدّى في مكوّنات السياسة القاحلة، التي نحّتها تطورات المنطقة وركنتها في زاوية حجمها الطبيعي، وجهلها بما يجري حول هذا البلد، وما يُحضّر للمنطقة ولبنان. وتغطي إفلاسها بالتلطّي بمقولة “انا اتكلم اذن انا موجود”، تطلق من خلالها كلاماً مستهلكاً غير قابل للصرف، سوى على منابر التوتير الداخلي والسجالات الفارغة.
في هذا الواقع، باتت كل الايام متشابهة، والوقائع تستنسخ نفسها، بل تدور حول نفسها في المتاهة ذاتها. ولا باب مفتوحاً امام اي انفراج على اي مستوى. في هذا الواقع المقفل والعاجز سياسياً، بات المسلّم به أنّ الفرج، إنْ كان سيأتي، فمن الخارج، ولكن أيّ خارج مستعد فعلاً لأن يلتفت الى واقع لبنان، فيما بركان المنطقة يتحرّك؟
لا شيء في الأفق
برغم كلّ ما يُقال عن مساعٍ ومبادرات خارجية حول لبنان لمساعدته في إنجاز ملفاته الداخلية وفي مقدّمها الملف الرئاسي، فلا شيء في الأفق حتى الآن، وما استخلصته “الجمهورية” من الأوساط السياسية المعنية، يؤكّد أنّ تلك الملفّات لا مكان لها في أجندة أولويات الدول في الوقت الراهن، فالأولوية هي لتطورات المنطقة وارتدادات الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة”.
وعلى ما يقول مسؤول كبير لـ”الجمهورية” رداً على سؤال عن المساعي والوساطات الخارجية لتحريك الملف الرئاسي: “لو كانت ثمّة مبادرات جدّية او كما سمعنا عاجلة، حول الملف الرئاسي، لكانت على الأقل ظهرت ملامحها او ممهداتها. وفي مطلق الاحوال، ليس علينا سوى ان ننتظر، ونحن جاهزون للتفاعل الإيجابي مع اي مبادرة اياً كان مصدرها”.
قراءة متشائمة
وتلفت في هذا السياق، قراءة متشائمة للصورة الرئاسية، حيث استبعد مصدر سياسي وسطي حصول انفراج رئاسي في المدى المنظور. وقال لـ”الجمهورية”: “أخشى أنّ الملف الرئاسي قد رُحِّل الى ما بعد الحرب، و”خلّي عباقرة التعطيل يفرحوا”.
وحول المبادرات الخارجية وما حُكي عن زيارة محتملة للموفد الفرنسي جان إيف لودريان قال: “انا اعرف السيد لودريان شخصياً، فهو شخص جدّي وصادق في مسعاه، وليس لديّ علم بأن كان سيأتي. ولكن الآن الأمر مختلف، حيث انّ كل الوقائع تؤكّد أنّ الخارج، كلّ الخارج بلا استثناء، لا فرق عنده الآن إنْ حُسم الملف الرئاسي أو لم يُحسم، وحتى ولو حصلت مبادرات جديدة تجاه لبنان، فإنّ كلّ ما يُراد من لبنان في هذا الوقت، هو تبريد الجبهة الجنوبية، وحمل “حزب الله” على وقف عمليّاته ضدّ الجيش الاسرائيلي على الحدود، خوفاً من اتساع دائرة الحرب. وهذا ما اكّد عليه كل الموفدين آموس هوكشتاين وغيره، الذين زاروا لبنان. هم خائفون بالدرجة الاولى على اسرائيل وعلى مصالحهم”.
واعرب المصدر عينه عن مخاوف كبيرة من اشتعال الجبهة الجنوبية، وقال: “أشعر أنّ الحرب قائمة وقد لا تتأخّر، ربما يعجّل بها خطأ في الحسابات او خطأ في صاروخ. ومن هنا، كنت وما زلت اؤكّد على “حزب الله” الانتباه من الإنجرار الى حرب”.
ورداً على سؤال قال: “المنطقة دخلت في مرحلة تحولات خطيرة، وعملية 7 تشرين الاول فتحت على واقع جديد، واضح من التطورات العسكرية والسياسية التي تحصل انّه سيستغرق بعض الوقت، ولكن في النهاية ستتأثر به كل دول المنطقة؛ اسرائيل وغيرها”.
الخماسية في بيروت
في موازاة ذلك، وعشية ما تردّد عن اجتماع ستعقده مجموعة الدول الخماسية خلال الاسبوعين المقبلين، لإعادة اطلاق الحراك الرئاسي، علمت “الجمهورية” من مصادر ديبلوماسية موثوقة، “انّ السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو بصدد التحضير لإجتماع قريب لسفراء الخماسية في بيروت تمهيداً لإجتماع مندوبيها على مستوى اعلى في عاصمة من عواصم اللجنة، سواءً باريس او الرياض او الدوحة او القاهرة، يكون تمهيدياً لعودة الموفد لودريان حاملاً توجّهات اللجنة المركزية”.
واضافت المصادر: “انّ هذا الحراك المستجد يأتي لإعادة إحياء مسار الاستحقاق الرئاسي، بعدما طغى الوضع الاقليمي المتفجّر عليه، وعليه ستبني فرنسا حركتها بالتنسيق مع اركان الخماسية على محاولة فصل المسارين الرئاسي اللبناني عن الإقليمي، حتى لا تزداد تعقيدات الملفين اذا ما بقيا متصلين”.
واشارت الى انّ مندوبي الخماسية؛ السعودي نزار العلولا، القطري محمد الخليفي او جاسم بن فهد، والفرنسي جان ايف لودريان، يعرفون الملف اللبناني تفصيلاً، وهم جاهزون للتحرّك مجدداً نحو بيروت بعد انتهاء اجتماع الخماسية، الذي لم يُحدّد زمانه ولا مكانه بعد، بإنتظار جوجلة بعض الافكار التي يتولاها السفراء في بيروت.
تنسيق سعودي – مصري – فرنسي
وبالتزامن، برز تحرّك لافت لسفراء الخماسية في لبنان، حيث عُقد في دارة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري امس، لقاء بينه وبين السفير الفرنسي، وبحسب المعلومات الموزعة فإنّ “الجانبين بحثا في أبرز التطورات السياسية التي تشهدها الساحتين اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لإنجاز الإستحقاق الرئاسي بأسرع وقت، ليستطيع لبنان الخروج من أزماته المختلفة، في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة”.
كما عقد السفير البخاري في دارته في اليرزة لقاءً مع السفير المصري علاء موسى. وناقش الجانبان “آخر تطورات الأحداث الحاصلة في لبنان والمنطقة، والتطورات التي تعيشها الاراضي المحتلة، وضرورة إنجاز الإستحقاق الرئاسي في لبنان في أسرع وقت ممكن، في ظلّ المستجدات المتلاحقة الحاصلة في المنطقة، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك”.
مسعد: لا اسم مشتركاً
وفي سياق رئاسي متصل، ابلغ عضو “اللقاء النيابي المستقل” النائب شربل مسعد الى “الجمهورية” قوله: “انّ اللقاء يواصل لقاءاته اسبوعياً لبلورة تصور حول الاستحقاق الرئاسي عدا مناقشة القضايا التشريعية والقضايا النيابية المطروحة امام المجلس النيابي، بهدف التوصل الى قواسم مشتركة حول كل القضايا وفي طليعتها الاستحقاق الرئاسي. وفي الاسبوع المقبل، سيُعقد الاجتماع لدى النائب نعمة افرام لمتابعة البحث. والاتصالات يقوم بها النواب فرادى مع نواب آخرين لأنّ لكل نائب منا هامشاً للتحرك وخصوصيات”.
واضاف: “حتى الان، لا اسم مشتركاً بيننا، لكن هناك مواصفات مشتركة للرئيس العتيد، وإجماع على ضرورة عقد جلسات انتخاب مفتوحة لإنتخاب الرئيس وتطبيق الدستور، و”لبننة” الاستحقاق بدل انتظار المبادرات الخارجية التي لم تصل الى نتيجة حتى الآن. ولتأخذ اللعبة الديموقراطية الداخلية مجراها من دون انتظار إملاءات خارجية، في ظل المشكلات المعيشية والاقتصادية السياسية والاقليمية القائمة”.
اسابيع حرجة
وفي وقت تواصلت فيه العمليّات الحربيّة على الجبهة الجنوبيّة، غلّبت تقديرات الخبراء والمحللين فرضية الحرب، وتقاطعت عند التحذير من اسابيع حرجة مفتوحة على كل الاحتمالات، ربطاً بالتهديدات الاسرائيلية، وآخرها ما صدر عن رئيس الأركان الاسرائيلي هرتسي هاليفي من “أنّ احتمال اندلاع حرب على الحدود الشمالية مع لبنان صار أعلى بكثير مما كان عليه في الماضي”.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر موثوقة لـ”الجمهورية”، انّ تحذيرات نقلها سفير دولة اوروبية كبرى الى جهات لبنانية رسمية، من انّ “الحرب تقترب من لبنان”، منبّهاً ممّا سماها “المخاوف المتزايدة” من خروج الامور عن السيطرة”.
وبحسب معلومات المصادر، فإنّ السفير المذكور، اشار الى “انّ المداخلات الاميركية والفرنسية حالت دون توسّع نطاق الحرب في اتجاه لبنان، فباريس بذلت جهوداً كبرى مع الجانبين اللبناني والإسرائيلي لمنع اندلاع مواجهة قاسية وواسعة بين اسرائيل و”حزب الله”، وواشنطن، وهذا ليس سراً، مارست ضغوطاً كبيرة على اسرائيل وألزمتها بعدم فتح الحرب مع لبنان. ووزير الخارجية انتوني بلينكن في زيارته الاخيرة الى تل ابيب، انتزع من رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو موافقته على عدم فتح الحرب، لكننا بدأنا نشهد تصاعداً خطيراً، وتهديدات واستعدادات للمواجهة من جانب “حزب الله” واسرائيل”.
الميدان العسكري
ميدانياً، عاشت منطقة الحدود الجنوبية يوماً شديد التوتر على امتداد الخط الحدودي، وسط غارات اسرائيلية مكثفة وقصف مدفعي مكثف على البلدات الجنوبية، فيما صعّد “حزب الله” من عملياته منّفذاً سلسلة من الهجومات على العديد من مواقع وتجمعات الجيش الاسرائيلي.
في الموازاة، توالت التهديدات الاسرائيلية، حيث قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنّه “لا يوجد حل كامل لما يحصل في قطاع غزة، وعلينا الاستعداد لتدهور الوضع الأمني على الحدود مع لبنان”.
وأضاف في تصريح: “لا نرغب في الوصول إلى حرب في الشمال ونريد إعادة مواطنينا إلى هناك بأمان”. وقال: “حزب الله ولبنان سيدفعان ثمناً باهظاً في حال تدهور الأوضاع”.
وفي سياق متصل، أفادت القناة 13 الإسرائيلية، أنّ إسرائيل تتحضّر لحرب مع “حزب الله”، مستدلة على ذلك بـ”طرود الغذاء”.
وقالت القناة: “إن الحكومة الإسرائيلية تعمل على تحضير طرود غذاء لتكون جاهزة لتوزيعها على سكان المناطق الشمالية، في حال اندلعت حرب مع “حزب الله”.
الى ذلك، عَكَس الاعلام الاسرائيلي ما سمّاها “حالة إحباط لدى الجيش والمستوطنين”. ونقل عن رئيس موشاف “مرجليوت” عند الحدود مع لبنان: “قبل ثلاثة أيام، قُتل اثنان من عائلة أيالون في موشاف “يوفال” بصواريخ “حزب الله”، لكن الجيش “الإسرائيلي” لم يقرّر بعد كيفية الردّ، إما أنّه لا يريد الردّ أو أنّه يخشى الردّ، لن نعود إلى الشمال الضعيف وعلى رأسه “حزب الله”.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية: “أنّ ضابطاً من الاحتياط في الجيش الإسرائيلي اختار البقاء في مركز اللواء بعد انتهاء خدمته عند الحدود مع غزة، ورفض العودة إلى مستوطنته “المطلة” لأنّه لا يوجد منزل للعودة إليه”.
اما رئيس رئيس مجلس مستوطنة المطلة عند الحدود مع لبنان، فقال: “بدلاً من أن يكون لدينا مزارعون وسُياح، يبدو أنّهم يريدون منا أن نعود ولن يكون هنا سوى الجيش الإسرائيلي، شعرنا بخيبة أمل كبيرة تجاه بنيامين نتنياهو”. اضاف: “عند الحدود مع لبنان، كل يوم نفقد البيوت في المطلة ولا أحد يفعل شيئاً، 7 عائلات إسرائيلية أخذت كل أغراضها وغادرت المستوطنة بشكل نهائي”.
كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية انّ الخسائر المالية في المجال الزراعي عند الحدود مع لبنان تقدّر بنحو 500 مليون شيكل بسبب المعارك هناك. وأي منطقة في الجليل مكشوفة ويراقبها الجانب اللبناني لا تتمّ زراعتها.
الحزب يرفض افكاراً
في سياق متصل، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين لبنانيين قولهم، إنّ “حزب الله” رفض أفكارًا أولية من الولايات المتحدة الأميركية لتهدئة القتال الدائر مع إسرائيل عبر الحدود، تضمنت سحب مقاتليه بعيدًا من الحدود، لكن الحزب لا يزال منفتحًا على الدبلوماسية لتجنّب خوض حرب شاملة.
وقال مسؤول لبناني كبير مطلع على تفكير الحزب: “حزب الله مستعد للاستماع”، لكنه أكّد في الوقت نفسه أنّ الحزب اعتبر الأفكار التي قدّمها هوكشتاين خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي غير واقعية.
وعلى الرغم من الرفض ورشقات الصواريخ التي يطلقها “حزب الله” دعماً لغزة، قال مسؤول لبناني ومصدر أمني، إنّ انفتاح “حزب الله” على التواصل الدبلوماسي يشير إلى رغبته في تجنّب حرب أوسع..
وكشفت ثلاثة مصادر لبنانيّة ومسؤول أميركيّ “أنّ أحد الاقتراحات التي تمّ طرحها الأسبوع الماضي هو تقليص الأعمال القتالية عبر الحدود بالتزامن مع تحرك إسرائيل صوب تنفيذ عمليات أقل كثافة في قطاع غزة”. وقال اثنان من المسؤولين اللبنانيين الثلاثة إنّ اقتراحاً نُقل أيضاً لـ”حزب الله” بأن يبتعد مقاتلوه لمسافة 7 كيلومترات عن الحدود. ولفت المسؤولون اللبنانيون والدبلوماسي الى أنّ “حزب الله” رفض الفكرتين ووصفهما بأنّهما غير واقعيتين.
ورغم ذلك، كشف المسؤولون اللبنانيون الثلاثة، أنّ “حزب الله” ألمح إلى أنّه بمجرد انتهاء الحرب في غزة قد يكون منفتحاً على فكرة تفاوض لبنان على اتفاق عبر وسطاء بشأن المناطق الحدودية محل النزاع”.
وقال مسؤول كبير في “حزب الله” لـ”رويترز” طالباً عدم الكشف عن هويته: “بعد الحرب على غزة نحن مستعدون لدعم المفاوضين اللبنانيين لتحويل التهديد إلى فرصة”، لكنه لم يتطرّق إلى اقتراحات بعينها.
من جهته، قال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي ردّاً على سؤال من “رويترز”: إنّ هناك “فرصة دبلوماسية لا تزال سانحة” لدفع حزب الله بعيداً من الحدود.
ميقاتي يردّ
في جانب سياسي آخر، ردّ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، في بيان لمكتبه الاعلامي على “الحملة السياسية والإعلامية على الحكومة وعلى الرئيس ميقاتي، على خلفية الموقف الذي أعلنه في مجلس الوزراء، (حول غزة والجنوب والقرار 1701). وتراوحت الاتهامات كالعادة بين تجيير الخيار الاستراتيجي للدولة لأطراف داخلية وخارجية، أو الحديث عن انقلاب على اتفاق الطائف أو رهن لبنان لمحاور خارجية، وما شابه ذلك من اتهامات أيضا”.
وجاء في البيان: “انّ الرئيس ميقاتي إذ يستغرب الحملات المتجددة عليه وعلى الحكومة، يطالب الاطراف المعنية بهذه الحملة بتقديم حلول عملية لما يحصل بدل الاكتفاء بالانتقاد، والرهان على متغيّرات ما، أو رهانات خاطئة. كما يدعو كل القيادات اللبنانية إلى التضامن في هذه المرحلة الدقيقة والابتعاد عن الانقسامات والخلافات المزمنة التي لا طائل منها. ويدعو ايضاً من ينتقدون عمل الحكومة وسعيها الدؤوب لتسيير امور الدولة والمواطنين، رغم الظروف الصعبة، الى القيام بواجبهم الاساسي في انتخاب رئيس جديد للبلاد، ليكون انتخابه مدخلاً حقيقياً الى المعالجات الجذرية المطلوبة، وما عدا ذلك لا يعدو كونه حملات سياسية مكرّرة وممجوجة لن تغيّر في الواقع العملاني شيئا”.
واشار البيان الى انّ ميقاتي “يعتبر أنّ المزايدات المجانية في هذا الموضوع لا طائل منها، وهو ليس في حاجة الى شهادة حسن سلوك من أحد، فهو، من منطلق معرفته الدقيقة بالواقعين الداخلي والخارجي، يدعو على الدوام الى التفاهم والخيارات السلمية وانتهاج الوسطية قولاً وفعلاً. وأثبتت كل التجارب الماضية صوابية موقفه الداعي الى عدم رفع سقوف المواقف وانتهاج الحلول المنطقية والواقعية، بعيداً من المزايدات”.