مجلة وفاء wafaamagazine
اتخذ التصعيد الميداني في الجنوب في اليومين الأخيرين بعدا مثيرا لمزيد من المخاوف من احتمال اتساع المواجهات في ظل العنف الواسع الذي طبع تبادل العمليات التي دفعت بالغارات الإسرائيلية الى ما بعد الحدود اللبنانية مع سوريا وتصاعد التهديدات الإسرائيلية ولو ان المراقبين المعنيين ربطوا هذا التصعيد بالغبار الذي يراد له ان يحجب تقدم المفاوضات الجوالة المستمرة حول تسوية جديدة لتبادل الاسرى والسجناء بين أسرائيل وحركة “حماس”في غزة قبل حلول شهر رمضان.
وتبعا لذلك، وبحسب ما كتبت” النهار”، من غير المستبعد ، في اعتقاد هؤلاء المراقبين، ان تكون الأيام العشرة الأولى من شهر آذار المقبل محفوفة بتصعيد ميداني متدحرج على الجبهة الجنوبية بما يعني انها قد تكون فترة حرجة للغاية، ولو ان ذلك لا يعني بالضرورة انها ستؤدي الى حرب واسعة لا تزال احتمالات اندلاعها من عدمها متوازية في ظل الضغط الأميركي الكبير على إسرائيل لمنعها من إشعالها والتزام”حزب الله”على خلفية موقف ايران أيضا عدم الانجرار نحو التسبب بحرب شاملة.
ووسط هذه المناخات لن تنقطع الضغوط الديبلوماسية لتجنب السيناريو الأسوأ في لبنان بحيث ينتظر ان تتحرك مجددا الديبلوماسيتان الفرنسية والأميركية في اتجاه محاولات تبريد الجبهة الجنوبية . وبدا لافتا في هذا السياق النفي الذي أوردته “هيئة الإعلام الإسرائيلية” امس للتقارير من ان يكون الموفد الأميركي آموس هوكشتاين قد أوقف الاتصالات من اجل حل ديبلوماسي في الشمال، في حين كان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يهدد “بأننا سنكثف اطلاق النار في الشمال حتى لو أبرمت هدنة في غزة الى ان ينسحب حزب الله انسحابا كاملا”.
و أشارت أوساط دبلوماسية لـ”البناء” الى أن “الاتصالات الدولية مستمرة مع الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية لاحتواء أي تصعيد أكبر على جبهة الجنوب يؤدي الى حرب شاملة”، لافتة الى أن “الإشارات التي تأتي من الجانبين اللبناني والإسرائيلي تعكس لا رغبة في توسيع الحرب لأنها ستكون مدمرة للطرفين ولن يخرج منها أي طرف منتصر”، مضيفة أن “الورقة الفرنسية وغيرها من الاقتراحات الدولية التي طرحت على الحكومة اللبنانية، تدعو الى ضبط الحدود وتطبيق القرار 1701 وإبعاد حزب الله عن الحدود لتجنب أي تصعيد إسرائيلي”.
واشارت مصادر مطلعة الى ان «هناك دفعا «اسرائيليا» لتفعيل العمليات العسكرية شمالي الاراضي المحتلة بوجه حزب الله» ، لافتة لـ «الديار» الى انه «وفي حال تم التوصل لهدنة تستمر شهرين، فذلك سيمكن العدو من توسيع الجبهات في لبنان للضغط على حزب الله عسكريا للتراجع الى شمالي الليطاني. لكن ما لا يدركه انه سيكون بذلك دفع بنفسه الى مستنقع لن يخرج منه حيا».
وأوضحت جهات مطلعة على الوضع الميداني لـ”البناء” أن “المقاومة تعمل على ردع العدو الإسرائيلي وتمنعه من فرض قواعد اشتباك جديدة وتغيير المعادلة القائمة على الحدود منذ 8 تشرين الأول الماضي، واستخدام لبنان ساحة للتعويض عن هزائم العدو التي مني بها في غزة واستعادة هيبة جيشه وقدرة الردع الإسرائيلية التي تكسرت في 7 تشرين الأول الماضي وخلال أشهر الحرب على الجبهتين الجنوبية والغزاوية، وذلك من خلال رد المقاومة على كل اعتداء إسرائيلي على المدنيين بالمثل، مع تفادي منح الإسرائيلي الذريعة لشن عدوان واسع على لبنان”.
وشدّدت الجهات على أن “المقاومة تملك الخطط لكافة السيناريوات ومن ضمنها توسيع رقعة العدوان الإسرائيلي الى كل الجنوب ولبنان، وهذا سيكون ردّه قاسياً وستنتقل المقاومة إلى مرحلة جديدة ستدفعها الى إخراج مفاجآت كبيرة لم تستخدم حتى الآن، واستهداف بنك أهداف يطال مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة لا سيما الساحل الفلسطيني”. ولفتت الجهات الى أن المقاومة لم تستخدم سوى نسبة ضئيلة من قوتها وقدراتها وفق ما يتطلبه الميدان في غزة، حيث إن المقاومة الفلسطينية لا زالت تتمتع بقدرة كبيرة على الصمود والمقاومة وتكبيد الاحتلال خسائر فادحة”. ولفتت الجهات الى أن ما يمنع الإسرائيلي من شن عدوان واسع على لبنان يحتاجه لتحقيق أهداف سياسية وأمنية تتعلق بمصالح حكومة الحرب لا سيما رئيسها بنيامين نتانياهو، هو قدرة الردع التي تمثلها المقاومة»