مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “النهار”:
تكاد “الإطلالات” المتتابعة منذ فترة لسفراء دول المجموعة الخماسية المعنية بالازمة الرئاسية في لبنان، الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، تتحول الى تحرك دوري منتظم محليا يهدف الى عدم ترك الازمة الرئاسية فريسة التغييب والتهميش ان بسبب العوامل التي حالت وتحول أساسا دون انتخاب رئيس للجمهورية او بسبب التطورات الميدانية والحربية في الجنوب الطاغية بخطورتها على مجمل الواقع اللبناني. ولعل الدلالات البارزة لآخر محطة من محطات تحرك السفراء الخمسة في زيارتهم امس للسرايا الحكومة بعد زيارتهم اخيرا لعين التينة انها شكلت واقعيا الاختراق الوحيد واليتيم للمناخ الحربي المثير للمخاوف الذي يعيش لبنان على وقع احداثه وتطوراته اليومية ولو ان تحرك سفراء المجموعة الخماسية لم يقترن بعد، ومن المستبعد ان يقترن قريبا، بتطور دراماتيكي لجهة الدفع بقوة نحو انجاز الاستحقاق الرئاسي العالق منذ سنة وخمسة اشهر وملء الفراغ الرئاسي. لكن اكثر ما بدا مثيرا للاهتمام هو الخلاصة الأساسية التي لاحظها مسؤولون معنيون برصد ومتابعة اجتماعات السفراء الخمسة وتحركهم في اتجاه المسؤولين الرسميين والسياسيين وما تسرب عن التنسيق الجاري بينهم وبين حكومات بلدانهم حيال لبنان ، وهي ان أعضاء المجموعة الخماسية يتوافقون على نقطة مهمة وأساسية هي ضرورة إظهار وحدة حال المجتمع الدولي الذي يتمثل عبرهم في اعتبار الاخطار التي تتهدد لبنان بالانزلاق الى حرب واسعة تملي بأسرع وقت ملء الفراغ الرئاسي والشروع في إعادة تكوين السلطة لان ذلك، في حال تنفيذه بأسرع وقت، يشكل العامل الأكثر حماية وتحصينا للاستقرار في لبنان والممر الأسرع لمعالجة الوضع المتفجر على الحدود الجنوبية بالمفاوضات.
وبدا واضحا ان الكثير من هذه الانطباعات طرحت في لقاء رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع سفراء السعودية وليد بخاري، وفرنسا هيرفيه ماغرو، وقطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن فيصل ثاني آل ثاني، ومصر علاء موسى، والولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون. وحرص ميقاتي على الإشادة بجهود اعضاء اللجنة “وشجعهم على المضي في العمل لتوحيد الرؤية والدفع باتجاه انتخاب رئيس جديد للبلاد، وأن يكون الرئيس راعيا للحوار وداعما للاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والركيزة الاساسية في تطبيق الدستور واتفاق الطائف”. وكرر السفير المصري علاء موسى “ثوابت” توجهات المجموعة “وهي ان الامر بات ملحا لسرعة انتخاب رئيس، والتأكيد مرة اخرى وحدة موقف الخماسية والتزامها بتقديم كل المساعدة والتسهيلات طالما شعرنا ان الالتزام والارادة موجودة بالفعل من جانب القوى السياسية، وهو ما لمسناه في الفترة الماضية. فهناك نفس جديد ورغبة قد تكون بدرجات متفاوتة وهذا ما سنعمل عليه في الفترة المقبلة للوصول الى موقف واحد وخارطة طريق لاستكمال الاستحقاق الخاص بانتخاب رئيس للجمهورية”. واعلن “حتى الان لا نزال متفائلين اما في ما يتعلق بالتوقيت فيجب ان ندرك ان العملية ليست بالسهولة ومعقدة وتخضع للظروف المحيطة بها”. ولاحظ “ان حراك القوى السياسية وما يدور حاليا نرى فيه حقا اصيلا للقوى السياسية والكتل النيابية ومجموعة النواب الذين يتحركون ، وجميعهم يهدفون الى تسهيل وخلق ارضية مشتركة يمكن للجميع العمل عليها من اجل تسهيل انتخاب الرئيس ومن الممكن ان نستكمل في الفترة المقبلة محادثاتنا ولقاءاتنا مع مختلف القوى السياسية للوصول الى موقف والتزام واحد تجاه الانتهاء من هذا الاستحقاق في اقرب وقت ممكن. وقال ” ليس بالضرورة ان يكون هنا ربط مباشر بين ما يحدث في غزة ولبنان، ما يحدث في غزة يؤثر ليس فقط على لبنان بل على كل المنطقة، ونحن نقو ل باهمية النظر الى الربط الايجابي بمعنى ان ما يحصل في غزة يجب ان يكون دافعا اكبر للبنان من اجل الانتهاء من عملية انتخاب رئيس ، لانه امر في غاية الأهمية والضرورة ليس الان فقط ، بل لاجل الايام المقبلة وما ستشهده المنطقة من تحديات والتزامات توجب ان يكون في لبنان رئيس يتحدث باسمه، وهذا امر بالغ الأهمية”.
في الجنوب
اما في المشهد الميداني جنوبا، فلم يتبدل المنحى التصعيدي اذ تواصلت الغارات الإسرائيلية مقترنة بقصف مدفعي كثيف على العديد من المناطق الحدودية. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على بلدة عيتا الشعب وغارتين على اطراف جبل بلاط لجهة شيحين وراميا واطراف مروحين. وافيد ان فرق الإسعاف واصلت البحث عن مفقودين في الغارة الإسرائيلية على راميا وان خمس ضحايا سقطوا في الغارة هم حسن عيسى ومحمد برجي وعلي حميد ومحمد غبريس وعلي شلهوب . كما استهدف قصف مدفعي اسرائيلي بلدتي حولا والوزاني – قضاء مرجعيون. وكانت دوّت صفارات الإنذار في منطقة المطلة وسهل الحولة ومزارع شبعا وقرية الغجر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.وبعد الظهر اعلن #الجيش الإسرائيلي ان طائراته الحربية قصفت منشأة عسكرية ل”#حزب الله” في عيتا الشعب وبنى تحتية في جبل بلاط جنوبي لبنان.
في المقابل، أعلن “حزب الله”انه اسقط منتصف ليل الجمعة مُحلّقة للجيش الإسرائيلي في وادي العزية . ثم اعلن استهدافه لتجمع للجنود الاسرائيليين في محيط ثكنة راميم كما إستهدف موقع البغدادي. واعلن لاحقا انه “بعد رصد مجموعة من جنود الاحتلال الصهيوني كانت تستعد للتموضع في مستوطنة معيان باروخ، قام بعد ظهر يوم الجمعة، بإطلاق مسيرة هجومية إنقضاضية في اتجاهها وإصابتها إصابة مباشرة”.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي بأن “طائراتنا الحربية قصفت منشأة عسكرية لحزب الله في عيتا الشعب وبنى تحتية في جبل بلاط جنوبي لبنان”.
الى ذلك استوقف موقف جديد لوزير الخارجية عبدالله بو حبيب الأوساط المواكبة لمجريات المواجهات في الجنوب اذ اعلن ان “الحكومة تتشاور مع حزب الله والتشاور ملزم ولا يعني وجود قرار نهائي”. وأكد في حديث لـ “الجزيرة” ان “مندوبين دوليين نقلوا لنا تهديد إسرائيل وردنا كان هو الانسحاب من أراضينا”.وتابع: “أي هجوم إسرائيلي على أراضينا لن يكون نزهة وسيؤدي لحرب إقليمية”، لافتا الى “اننا نريد سلاما على الحدود ونحن مستعدون للحرب إذا فرضت علينا” ، مؤكدا أننا “نريد حلا كاملا مع إسرائيل على موضوع الحدود بيننا”.وختم: “الفرنسيون طرحوا أفكارا جيدة ندرسها وسنرد عليها الأسبوع المقبل”.
حي السلم
وليس بعيدا من الأجواء المشدودة وعلى اثر حادثة حي السلم حيث احتجز “حزب الله” مجموعة من قوة “#اليونيفيل” ضلت طريقها الى بيروت أعلنت نائب مدير مكتب “اليونيفيل” الاعلامي كانديس ارديل أن “آلية تابعة لبعثة حفظ السلام كانت في رحلة لوجستية روتينية إلى بيروت الليلة الماضية انتهى بها الأمر أن وصلت الى طريق غير مخطط له”. وأضافت: “تم إيقاف السيارة واحتجاز حفظة السلام من قبل أفراد محليين، وتم إطلاق سراحهم في ما بعد”.وأكدت آرديل ان “بالإضافة إلى حرية الحركة داخل منطقة عمليات اليونيفيل، يتمتع حفظة السلام بالحرية والتفويض من الحكومة اللبنانية للتنقل في جميع أنحاء لبنان لأسباب إدارية ولوجستية. وحرية الحركة هذه ضرورية لتنفيذ #القرار 1701”.
عون في إيطاليا
في مجال آخر، غادر قائد الجيش العماد جوزف عون لبنان امس إلى إيطاليا، بدعوة من قائد الجيش الإيطالي للمشاركة في اجتماع تنظّمه السلطات الإيطالية للبحث في سبل دعم المؤسسة العسكرية لمواجهة الظروف الاستثنائية الراهنة، وذلك بمشاركة قادة جيوش إسبانيا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا. وشارك في الاجتماع وعرض وضع الجيش والتحديات التي يواجهها على مختلف الصعد، وجرى البحث في سبل دعمه وتعزيز قدراته. وأثنى المشاركون على دور الجيش في حماية الأمن والاستقرار، وأهمية دعمه ومساندته لتجاوز الصعوبات الاستثنائية في المرحلة الراهنة. كما التقى العماد عون وزير الدفاع الإيطالي بحضور قائد الجيش الإيطالي، ثم وزير الخارجية الإيطالي ومدير المخابرات الخارجية .