مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت “نداء الوطن”
تصاعدت أمس التهديدات بين إيران وإسرائيل على خلفية مصرع سبعة من أفراد الحرس الثوري الإيراني، بينهم ضابطان كبيران، في قصف جوي اسرائيلي أدّى الى تدمير مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق الإثنين الماضي. وبدا من التهديدات أنّ هناك عملاً عسكرياً سيبادر اليه أحد الطرفين، فهل تكون إيران هي المبادرة الى توجيه ضربة الانتقام الى إسرائيل، أو أنّ إسرائيل ستأخذ مرة أخرى زمام المبادرة عسكرياً، فلا تترك لطهران وأذرعها فرصة توظيف حالة الانتظار لمصلحتها؟
في انتظار بلورة المشهد المتوتر في المنطقة، ردّد أمس الآلاف في طهران ومدن إيرانية أخرى هتافات مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل خلال إحيائهم الجمعة تزامناً مع «يوم القدس»، مراسم تشييع العسكريين السبعة. وجدّد القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي في كلمة خلال المراسم، التوعد بـ»معاقبة» إسرائيل.
أما في لبنان، فأكّد الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله أنّ الردّ الإيراني على استهداف القنصلية في دمشق «آتٍ لا محالة»، معتبراً أنّ هذه الضربة شكّلت «مفصلاً» في الأحداث منذ السابع من تشرين الأول الماضي. وقال عن الجبهة المفتوحة في الجنوب: «هذه الحرب هرب منها الإسرائيلي منذ اليوم الأول، لأن قيادة العدو تعرف ماذا يعني الذهاب إلى حرب مع لبنان. السلاح الأساسي بعد «ما طلّعناه». والقوات الأساسية بعد ما استخدمناها. وحجز قوات مش عاملين. مع ذلك محققين هذه الانجازات في الشمال، واسألوا الاسرائيليين عنها».
وعن «الحكي عن حرب شاملة على لبنان»، قال: «انت بغزة مش مخلّص. لكن نقول للعدو والصديق ولهؤلاء التافهين هذه المقاومة في لبنان لا تخشى حرباً».
وأعلن نصرالله أنّ «الحزب» سيقيم عند الرابعة عصر الإثنين المقبل «احتفالاً تكريمياً لشهداء العدوان على القنصلية».
في المقابل، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت: «إننا نوجه ضربات قوية ودقيقة جداً ضد العدو، والأذى اللاحق به صعب في كل المواقع، لذلك يبحث عن طرق للردّ، والتي من الممكن أن تصل من أي مكان، ونحن مستعدون لذلك».
وجاءت تصريحات غالانت خلال زيارته قاعدة سلاح الجو في معسكر «تال نوف» وسط إسرائيل، في ظل التأهب الإسرائيلي بعد قصف القنصلية. وأضاف: «نحن نهاجم في كل مكان تقرّره إسرائيل ضد العدو، من الممكن أن يكون ذلك في دمشق، وأيضاً في بيروت».
وتابع أنّ «إسرائيل تعتمد على الجيش والأخير يعتمد على سلاح الجو. نحن نعرف ذلك جيداً والعدو كذلك، لذلك سيحاول دائماً إيذاء سلاح الجو من أجل تعطيل هذه الآلة المسمّاة سلاح الجو».
واعتبر أنّ «الاستعداد يعني دفاعاً قوياً على الأرض، وكذلك في الجو. والدفاع والاستعداد والتأهب والجاهزية ليست كلمات مرادفة للخوف والذعر والفزع. نحن أكثر قوة واستعداداً، وسنعرف كيف ندافع عن أنفسنا، ونكون فعالين في المكان المناسب».
ميدانياً في الجنوب، سقط أمس ثلاثة عناصر لحركة «أمل» في مرجعيون التي تعرضت للمرة الأولى منذ بدء المواجهات في 8 تشرين الأول الماضي لغارة إسرائيلية، إذ شنّ الطيران الإسرائيلي غارة جوية بالصواريخ استهدفت منزلاً كان يقطنه سابقاً قائد «جيش لبنان الجنوبي» أنطوان لحد. ونعت الحركة العناصر الثلاثة، وهم: موسى عبد الكريم الموسوي من بلدة النبي شيت مواليد عام 1977، ومحمد علي وهبي من الخيام مواليد عام 1987 ومحمد داوود شيت من كفركلا مواليد عام 1992.
أما «حزب الله» فنعى عنصرين سقطا في غارة اسرائيلية على عيتا الشعب، وهما: بلال حيدر حلال «ساجد» مواليد عام 1996 من قانا، وعلي ناصر عبد علي «كفيل» مواليد عام 1998 من بلدة عيتيت .
من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي بـ»إصابة جندي جراء سقوط صاروخ أطلق من لبنان على مستوطنة المطلة». وفي عمليات «حزب الله» أيضاً، أنه استهدف «تحرّكاً لجنود وآليات العدو في موقع المالكية بقذائف المدفعية والأسلحة الصاروخية».