الرئيسية / آخر الأخبار / تبادل اتهام يُهدد مفاوضات الدوحة… وهبة جزائرية للبنان تكشح العتمة

تبادل اتهام يُهدد مفاوضات الدوحة… وهبة جزائرية للبنان تكشح العتمة

مجلة وفاء wafaamagazine

إنفرجت كهربائياً بمبادرة جزائرية ستكشح العتمة عن لبنان بتزويده الوقود اللازم لتشغيل معامل توليد الطاقة الكهربائية المتوقفة عن العمل فيما اللبنانيون يكتوون بلهيب آب اللهاب وبالفواتير المرتفعة لاشتراكات المولدات، فيما تستمر البلاد مأزومة على مستوى استحقاقاتها الدستورية وتفاقم ازماتها الاقتصادية والمالية والمعيشية، فيما العيون متسمرة على الجنوب وغزة انتظاراً لنتائج المساعي والوساطات الجارية لوقف اطلاق النار على وقع استمرار التهديد الاسرائيلي بالاستمرار في الحرب حتى ولو تحولت حرباً شاملة.

بلينكن في إسرائيل

ينتظر ان تتركز الاهتمامات على مفاوضات الدوحة بين حركة حماس واسرائيل التي ستستأنف هذا الاسبوع برعاية الولايات المتحدة الاميركية ومصر وقطر فيما المؤشرات الى الان بين التفاؤل والتفاؤل الحذر والتشاؤم، في ظل حديث ان الادارة الاميركية ستمارس ضغوطا كبيرة على المعنيين لتحقيق اتفاق على وقف لاطلاق النار واطلاق الاسرى والمعتقلين.

وفي هذا الاطار، وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل امس وسيلتقي اليوم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين، قبل ان ينتقل غدا إلى القاهرة في إطار الجهود الديبلوماسية المكثفة التي تبذلها واشنطن للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة من شأنه أن ينهي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ 10 أشهر.

وتأتي زيارة بلينكن العاشرة الى المنطقة منذ بدء الحرب في تشرين الاول الماضي بعد أيام من طرح واشنطن مقترحات لحل الأزمة في غزة تعتقد هي والوسيطان قطر ومصر أنها ستؤدي إلى سد الفجوات بين الطرفين المتحاربين. كما تأتي هذه الزيارة تنفيذا لاعتقاد المسؤولين الأميركيين بوجود تفاؤل جديد بإمكانية إتمام الاتفاق، على رغم من تحذيرهم من أنه لا يزال هناك كثير من العمل الذي يجب القيام به.

اميركان ايرلاينز

وفي خطوة نادرة وربما غير مسبوقة لم تعرفها حركة الطيران بين الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، عن أن “الخطوط الجوية الأميركية الغت رسمياً كل رحلاتها من وإلى إسرائيل حتى نيسان 2025”. فيما قالت صحيفة “اسرائيل هيوم” “أن الشركة العملاقة ألغت رحلاتها إلى إسرائيل حتى نيسان 2025”.

وأضافت “لا يوجد حالياً أي رحلات مباشرة من إسرائيل واليها خلال فترة الشتاء المقبلة على موقع الشركة وفي مركز الحجز”.

أزمة إسرائيلية – بريطانية

وعلى هامش زيارة وزيري خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه والبريطاني ديفيد لامي المشتركة الاخيرة لاسرائيل، كشفت “القناة 13” العبرية عن فضيحة ديبلوماسية تجلت برفض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو استقبال الوزير البريطاني خلال عطلة نهاية الأسبوع اليهودي يوم الجمعة الماضي.

وأضافت القناة أن سبب قرار نتنياهو جاء “لعدم سحب لندن تحفظها عن أمر متوقع لاعتقاله”. وهو ما فسرته مراجع ديبلوماسية وقانونية لبنانية لـ “الجمهورية” بقولها “ان الحكومة البريطانية الجديدة برئاسة السيد كير ستارمر التي تسلمت مهماتها بعد الانتخابات الاخيرة لم تمضي في احالة طلب الحكومة البريطانية السابقة التي كان يرأسها ريشي سوناك التي شككت في صلاحية المحكمة الجنائية الدولية بإصدار قرار باعتقال نتنياهو المتهم بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية” في غزة ومعه وزير دفاعه يوآف غالانت”.

وأضافت هذه المراجع: على عكس ما فعله سوناك فقد اعتبرت الحكومة الجديدة برئاسة ستارمر ان من صلاحيات المحكمة الجنائية الدولية إصدار قرار بهذا الخصوص وهو ما ينطبق مع “موقفها الراسخ منذ وقت طويل بأن هذه مسألة يعود القرار فيها لهذه المحكمة”. وهو ما يؤدي الى “احتمال توقيف نتنياهو وغالانت ان وجدا على ارض او في اي منطقة تتمتع بالسيادة البريطانية”.

ميقاتي ولامي

وكانت عطلة نهاية الأسبوع قد شهدت اتصالا بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ولامي أثناء وجوده في اسرائيل مع نظيره الفرنسي ، تم خلاله البحث في التطورات الامنية المستجدة في الجنوب وضرورة تكثيف الجهود لوقف دورة العنف. وشدد ميقاتي”على ضرورة الضغط على العدو الاسرائيلي لوقف استهدافه المباشر للبلدات والقرى الجنوبية ما يؤدي الى سقوط شهداء وجرحى ودمار شديد”. وابدى خشيته “من أن دورة العنف الحالية قد تتسبب بتصعيد لا تحمد عقباه”.

بدوره أكد لامي انه سيكثف اتصالاته الديبلوماسية “لوقف التصعيد ومنع تفلت الأمور على نطاق أوسع”.

وكان لامي وسيجورنيه كتبا مقالا نشرته صحيفة “أوبزرفر”، يشيران فيه إلى “كيف يمكن أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى إحراز تقدم تجاه حل للدولتين – والذي هو السبيل الوحيد لإحلال الأمان والأمن على المدى الطويل”. واعتبرا ان “لم يفُت وقت السلام. واندلاع حرب شاملة في أنحاء المنطقة ليس في مصلحة أحد. يجب على جميع الأطراف إبداء ضبط النفس واستثمار جهودهم في الدبلوماسية”. واكدا ” ان المملكة المتحدة وفرنسا ليستا وحدهما في التشديد على أهمية الدبلوماسية العاجلة تفاديا لمزيد من النزاع”. وقالا: “المفاوضون الأمريكيون والمصريون والقطريون يلعبون دورا هائلا في تنسيق المفاوضات للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن”.

نتنياهو

وفي غضون ذلك، قال نتنياهو خلال اجتماع حكومته الأسبوعي أن “إسرائيل مستعدة لمواجهة أي تهديد، في الدفاع وكذلك في الهجوم، ونحن مصرون على الدفاع عن أنفسنا، ومصرون أيضا على جباية ثمن باهظ جدا من أي عدو سيتجرأ على مهاجمتنا، من أي جبهة كانت”. وادعى أنه “في موازاة ذلك نجري مفاوضات من أجل تحرير الاسرى. وهذه مهمة أخلاقية وقومية من الدرجة الأولى. ونجري مفاوضات معقدة جدا فيما تتواجد في الجانب الآخر منظمة إرهابية دموية، بلا أعراف ورافضة للاتفاق”.

واوضح إنه “توجد أمور بإمكاننا أن نكون ليّنين بشأنها، وهناك أمور لا يمكننا أن نكون لينين بشأنها، ونحن نصر عليها وبإمكاننا أن نميز بينهما. ونحن نصر بشدة على المبادئ التي وضعناها، وهي مهمة من أجل أمن إسرائيل”. وكرر أن “هذه المبادئ مطابقة لمقترح وقف إطلاق نار وتبادل أسرى الإسرائيلي الذي حظي بتأييد أميركي”. وقال أن “حماس تتمسك برفضها حتى الآن، وحتى أنها لم ترسل مندوبا إلى المحادثات في الدوحة، ولذلك ينبغي توجيه الضغط إلى حماس والسنوار. والضغط العسكري الشديد، والضغط السياسي الشديد، هو السبيل لتحقيق تحرير مخطوفينا”.

حماس

وفي المقابل، حملت حركة “حماس” في بيان اصدرته مساء امس نتنياهو “المسؤولية عن إحباط جهود الوسطاء” وتعطيل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وقالت “بعد أن استمعنا للوسطاء عمّا جرى في جولة المحادثات الأخيرة في الدوحة، تأكد لنا مرة أخرى أن نتنياهو لا يزال يضع العراقيل أمام التوصل لاتفاق، ويضع شروطاً ومطالب جديدة، بهدف إفشال جهود الوسطاء وإطالة أمد الحرب.

واضافـت: إن المقترح الجديد يستجيب لشروط نتنياهو ويتماهى معها، وخصوصا رفضه لوقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الشامل من قطاع غزة، وإصراره على مواصلة احتلال مفترق نتساريم ومعبر رفح وممر فيلادلفيا، كما وضع شروطا جديدة في ملف تبادل الأسرى، وتراجع عن بنود أخرى، مما يحول دون إنجاز صفقة التبادل”.

وقالت الحركة ان نتنياهو ” يتحمل المسؤولية الكاملة عن إحباط جهود الوسطاء، وتعطيل التوصل لاتفاق، والمسؤولية الكاملة عن حياة أسراه الذين يتعرضون للخطر نفسه الذي يتعرض له شعبنا، جراء مواصلة عدوانه واستهدافه الممنهج لكل مظاهر الحياة في قطاع غزة”. وكررت “التزامنا بما وافقنا عليه في 2 يوليو والمبني على إعلان بايدن وقرار مجلس الأمن، وندعو الوسطاء لتحمل مسؤولياتهم وإلزام الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه”.

لا اتفاق

وكانت صحيفة “يديعوت أحرنوت” قد نقلت عن مصادر في وزارة الحرب قولها إنه لا يوجد أي مؤشرات على إمكانية التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس حول وقف إطلاق النار في غزة أو ابرام صفقة لتبادل الأسرى.

لكن القناة 13 الإسرائيلية قالت أن “المفاوضات “تتقدم خطوة، وان نتنياهو “يجري نقاشا قبل مغادرة الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة”. فيما اكد وزير الطاقة إيلي كوهين، “اننا لن نغادر غزة حتى يتم إطلاق سراح آخر الاسرى”، لافتا الى أن “ستكون لنا سيطرة أمنية على قطاع غزة وقدرة على الدخول في أي وقت وتنفيذ عمليات”. واعتبر أنه “يجب أن يبقى محور فيلادلفيا تحت السيطرة الإسرائيلية”.

وافاد موقع “واللا” أن “الجيش في حالة تأهب قصوى خوفا من هجوم مفاجئ من إيران أو حزب الله”، لانهما لم يتراجعا عن رغبتهما في الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنية، والقائد العسكري في الحزب فؤاد شكر”. واشار الى “ان الجهاز الأمني الإسرائيلي يصر على الاحتفاظ بإمكانية العودة الى قتال حماس وعدم وقف الحرب، وان مجلس الوزراء الإسرائيلي أصدر تعليماته للجيش بزيادة حدة القتال في غزة لتحسين موقف إسرائيل في المحادثات”.

مسيرة ترصد نتنياهو

وافادت وسائل اعلام اسرائيلية، بأنه تم رصد طائرة بدون طيار بواسطة رادار سفينة صواريخ تابعة للبحرية الاسرائيلية كانت متمركزة أمام البحر في قيسارية، مشيرة الى انه ” التفسير كان بأنها طائرة تصوير بدون طيار أطلقها حزب الله بهدف تصوير منزل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يقع بالقرب من الشاطئ”. اشارت الى انه “تم رصد الطائرة بواسطة الرادار الفولاذي، لكن لم يتم رصد أي إشارة لها في أنظمة التحكم الأخرى. وبعد التنبيه، أُرسلت طائرات مقاتلة إلى المنطقة، لكنها لم تتمكن أيضًا من تحديد موقع الطائرة بدون طيار.

بعد ذلك، يقول الجيش الإسرائيلي إنه على الأرجح إنذار كاذب وأن أنظمة الرادار تعطي تنبيهات في بعض الأحيان حتى عندما يتعلق الأمر بسرب من الطيور أو عوامل أخرى. ولفتت الى ان “الجيش والقوات الجوية لا يستبعدان تماما احتمال أن تكون طائرة بدون طيار صغيرة تم إطلاقها من لبنان”، مشيرة الى أن نتنياهو لم يكن في المجمع في ذلك الوقت.

هبة جزائرية

من جهة ثانية وبعد ساعات على دخول لبنان في العتمة الشاملة وتوقف آخر معامل إنتاج الطاقة في معمل الزهراني لفقدان الفيول تلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا من رئيس وزراء الجزائر السيد نذير العرباوي الذي عبر خلال الاتصال عن دعم بلاده للبنان ووقوفها الى جانبه. وابلغ الى ميقاتي، انه بتوجيه من الرئيس الجزائري عبد المجيد تَبُّون، سيتم تزويد لبنان فورا كميات من النفط لمساعدته على تجاوز الازمة الحالية في قطاع الكهرباء.

وشكر ميقاتي الرئيس الجزائري على هذه المبادرة. كما شكر لنظيره الجزائري على وقوف الجزائر المستمر الى جانب لبنان في المجالات كافة”.

وعلى الأثر تلقى وزير الطاقة وليد فياض اتصالاً من نظيره الجزائري عبّر خلاله عن رغبة بلاده بمساندة لبنان في تأمين الوقود لتخطي أزمته من خلال تزويده هبة من الغاز أويل تُحدد كميتها وفقًا للمحادثات التي سيستكملها الطرفان.

وعلمت “الجمهورية” ان لبنان تعهد باستعجال الإجراءات القضائية لوقف سير الدعوى اللبنانية المرفوعة رسميا ضد شركة “سوناطراك” الجزائرية، التي بقيت المورد الأساسي للفيول إلى لبنان قبل ان تتعثر المفاوضات الناجمة عن خلافات مالية بين الدولة والشركة الجزائرية الوطنية التي تمتلكها الدولة الجزائرية.

الجمهورية