مجلة وفاء wafaamagazine
أحيا “حزب الله” الاحتفال التكريمي للشهيد عباس بديع ملحم (جهاد) في النادي الحسيني لبلدة مجدل سلم الجنوبية ،في حضور عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، إلى جانب عائلة الشهيد وجمع من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل شهداء، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.
فضل الله
الحفل افتتح بقراءة آيات من الذكر الحكيم وتخللته تلاوة للسيرة الحسينية، فيما ألقى النائب حسن فضل الله كلمة حزب الله فقدم “التهاني والتبريكات لعائلة الشهيد”، وأثنى على دور “المجاهدين المضحين والبيئة الحاضنة وقيادة المقاومة”، معتبرا “أن هناك تكاملا وتلاحما ورؤية موحدة وإخلاصا وإيمانا وصبرا وتحملا وشجاعة وحكمة بين هذه العناصر الثلاثة”.
وقال النائب فضل الله:” إن المقاومة من خلال قيادتها وأمام التطورات التي حصلت خلال الأسابيع القليلة الماضية، تواجه تصعيدا صهيونيا متماديا بين فترة وأخرى من خلال الاستهدافات سواء أكان في الجنوب أو البقاع وقبل ذلك في الضاحية الجنوبية، وإنها من خلال هذه القيادة التي تمتلك الشجاعة والجرأة والإقدام والبطولة والحكمة والدراية والتأمل والتأني وعدم التحرك بانفعال وتسرع، حددت مجموعة من الأهداف لمواجهة التطورات الأخيرة من تصعيد واعتداءات إضافة إلى أنها جبهة مساندة تعمل من أجل أن لا يتمكن هذا العدو من الانتصار وكي يهزم في الحرب”.
وأضاف النائب فضل الله:”حددت المقاومة من خلال قيادتها أهدافا واضحة، فهي تعمل من أجل فرض معادلات تمنع العدو من استسهال استهداف المدنيين والتمادي في اعتداءاته، والتزمت الرد على كل اعتداء، وهذه الردود ليست وفق تمنيات وتوقعات فلان وفلان وهي بيد قيادة شجاعة وحكيمة، لها ظروفها وحساباتها المرتبطة بالوصول إلى الهدف وليست لحسابات أخرى سوى صنع معادلة ردع، ومنع العدو من التمادي”.
وتابع النائب فضل الله:”وظيفتنا وتكليفنا اليوم هو أن نساند الشعب الفلسطيني كي يصمد وكي نخفف عنه الضغط ليصمد وصولاً إلى وقف العدوان، وفي الطريق نواجه تصعيداً، فعندما يعتدي العدو على البقاع هناك رد، وعندما يعتدي على المدنيين هناك رد، وعندما اعتدى على الضاحية هناك قرار بالرد”.
ولفت الى “أن كيفية تطبيق قرار الرد وأسلوبه وطريقته ووسيلته ومتى وكيف، يبقى عند صاحب القرار وهو قيادة المقاومة التي تتصرف وفق ما تراه من مصلحة بلدها وشعبها ومن تحقيق الهدف الذي ترمي إليه وهو معاقبة العدو كي لا يكرر مثل هذه الجرائم والاعتداءات، وكل التخمينات والتوقعات الأميركية والصهيونية باءت بالفشل لأنهم لا يستطيعون معرفة كيفية رد المقاومة وأسلوبها في المواجهة، وكيف ستكرس هذه المعادلة”.
وإذ أشار إلى “التهويل الذي يمارس على اللبنانيين بعنوان الحرب الواسعة والشاملة، والتهديد بأن الكيان الصهيوني يستعد ويجري المناورات ويتجهز، اعتبر “أن العدو ليس مطلق اليدين، وليس حرا في التصرف كيفما يشاء، ولو كان قادرا على خوض هذه الحرب لخاضها منذ اليوم الأول، فمنذ عشرة أشهر وهذا التهديد والتهويل قائم، والمقاومة تتعاطى معه بمستوى المسؤولية المطلوبة، وهي جاهزة وحاضرة ومستعدة لكل احتمال منذ عشرة أشهر”.
وعقب النائب فضل الله على كلام وزير حرب العدو “غالنت” الذي قدم في تشرين أول الماضي إلى مجلس الحرب الصهيوني اقتراحا بضربة استباقية ضد لبنان فلم يوافق، مؤكدا “أن قوة وقدرات وإمكانات المقاومة في لبنان هي التي منعته من ذلك”. وقال :””لم نتحدث يوما عن التوازن التسليحي بين إمكاناتنا وإمكانات العدو الصهيوني، فنحن نعلم ما يملك من إمكانات، والناس تعلم بأن لديه إمكانيات كبيرة، لكن بالتأكيد إرادتنا أقوى من إرادته، واستعدادنا للتضحية والصمود والقتال والثبات أكثر منه، وبناء عليه لا يمكن لا لشعبنا ولا لمقاومتنا ولا لبيئتنا الصلبة أن تزعزعها هذه التهديدات والتهويلات أو هذه الحرب النفسية”.
ولفت النائب فضل الله إلى “ثقة شعبنا بالله وبقيادة المقاومة، وبقدرة مجاهديها على حماية لبنان والتصدي لأي حرب واسعة ولأي عدوان إسرائيلي، في حين ان العدو هو المربك والخائف وهو الذي يضغط على لبنان كي تتوقف هذه الجبهة من أجل أن يتفرغ أكثر فأكثر لغزة”، مؤكدا “أن هذه الجبهة لن تتوقف إلا بوقف العدوان على غزة فلا يهوّلن علينا أحد لأننا نعرف ماذا نملك وكيف نواجه هذا العدو، ونعرف أن على العدو أن يفكر ألف مرة قبل أن يخوض حربا واسعة على بلدنا، وهو الذي يدرك تماماً ماذا تعني الحرب الواسعة على لبنان”.
وإذ أشار النائب فضل الله إلى ما يجري من مفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة، شدد على “أن القرار في ذلك تتخذه حركة “حماس” التي تتصدى لهذا الأمر من موقع درايتها بمصلحة الشعب الفلسطيني، وما توافق عليه سيوافق عليه كل محور المقاومة”، وقال:”ان هذا الأمر متروك لمساره ونحن لا نريد أن ندخل في تقييمات ولا في توقعات وتحليلات حوله، فما يعنينا هو أمر أساسي “أن تتوقف هذه الحرب على غزة، وأن نكون دائما الأقوياء والمستعدين والجاهزين”.