مجلة وفاء wafaamagazine
عبّر المجتمع الدولي، بدعم مطلب لبنان التجديد دون أي تعديل لمهام اليونيفيل في الجنوب، ولمدة سنة عن التزامه بحماية الاستقرار في الجنوب امتداداً الى كل لبنان، وإسقاطاً للمزاعم الاسرائيلية ومحاولات الشغب والتشويش على التزام اعضاء مجلس الامن بتجديد انتداب اليونيفيل لمدة سنة كاملة في الجنوب.
ووصف مصدر دبلوماسي لبناني رفيع لـ«اللواء» القرار الاممي، بأنه استجابة لجهود الدبلوماسية اللبنانية وتقدير اممي لالتزام لبنان بالقرار 1701.
واعتبر المصدر ان قرار التمديد لقوات الامم المتحدة العاملة في الجنوب، على الرغم من التوترات والمواجهة بين اسرائيل وحزب الله منذ قرابة الـ11 شهراً، هو بمثابة رسالة بالغة الدلالة ان جرّ المنطقة بدءاً من لبنان الى حرب واسعة غير مسموح.
واعتبرت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن قرار التمديد لليونيفيل خطوة إيجابية في ما خص فتح الباب امام التهدئة وتعزيز التأكيد بالالتزام بالقرار ١٧٠١ والذي يعكس وجهة نظر الموقف اللبناني الرسمي.
ولاحظت هذه المصادر أن ارتياحا محليا يتوقع له يسود بعد هذا القرار الذي جاء وفقاً للمطلب اللبناني، وتشير إلى أن ما من أولويات جديدة سوى إعادة الأمور إلى التهدئة والالتفات نحو تحريك الاستحقاقات ولاسيما الإستحقاق الرئاسي، حتى لو لم يحن الوقت لذلك، مؤكدة ان لا شيء ملموسا على صعيد اللجنة الخماسية.
التمديد لليونيفيل
والخطوة الدبلوماسية الحدث تمثلت بتمديد مجلس الامن الدولي بالاجماع لقوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) سنة اضافية، متجاوزاً الخلافات التي تمكنت الاتصالات الدبلوماسية من تجاوزها، لا سيما لجهة التمديد ستة اشهر فقط، وصدرت الموافقة من دون اي تعديل، وراعت المطلب اللبناني وتجاهلت مطالب اسرائيل، التي كانت تضع شروطاً غير مقبولة.
ودعا مجلس الامن الدولي «بحزم كل الاطراف المعنية الى اتخاذ تدابير فورية، لخفض التصعيد، بما في ذلك بهدف ضبط النفس والاستقرار عند الخط الازرق، مطالباً باحترامه مع الوقت الكامل للعمليات القتالية.
وسارع الرئيس نجيب ميقاتي الى الترحيب بالخطوة، معتبراً انها استجابة الى المطلب اللبناني، مجدِّداً التزام لبنان بتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، لا سيما القرار 1701.
وقال: في هده المناسبة، أود أن اعرب عن امتنان لبنان العميق لأعضاء مجلس الأمن على جهودهم الدؤوبة في تجديد ولاية «اليونيفيل»، وأخص بالذكر دولة فرنسا حاملة القلم على كل ما بذلته من جهود في سبيل تأمين الاجماع على هذا الامر، وعلى كل ما تبذله من أجل لبنان والاستقرار فيه.
اضاف: كما نتوجه بالشكر الى الولايات المتحدة الاميركية على تفهمها الخصوصية اللبنانية التي لم تدخر جهدا في سبيل الحفاظ على مهام اليونيفيل لا سيما في هذا الظرف الدقيق. كما اشكر الدول الصديقة والشقيقة التي دعمت التمديد ولا سيما دولة الجزائر التي قادت حملة دعم قرار التمديد وتقف باستمرار الى جانب لبنان في كل المجالات.كما نشكر جميع أعضاء مجلس الامن الذين صوتوا مع التمديد . ولا بد ايضا من توجيه التحية الى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب على ما بذله في سبيل اصدار هذا القرار بما يتوافق مع المصلحة اللبنانية العليا.
وأعربت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، بعد تصويت مجلس الأمن الدولي بالإجماع على قرار تمديد ولاية «اليونيفيل» لسنة أخرى، عن «شكرها وتقديرها الكبيرين لكل الجهود التي بذلت في الأشهر الأخيرة لإقرار هذا التمديد. وأكدت «حرصها الدائم على دعم مهمة اليونيفيل والتعاون والتنسيق معها في سبيل تحقيق استقرار مستدام على الحدود الجنوبية للبنان، تكون ركيزته الأولى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١ وباقي القرارات الدولية ذات الصلة التي تدعم الحفاظ على سيادة لبنان ووحدة أراضيه، وتطالب إسرائيل بالانسحاب إلى ما وراء الحدود المعترف بها دوليا، ومن كل الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها، وبوقف اعتداءاتها وانتهاكاتها المستمرة للبنان» .
وقال القائم بأعمال البعثة اللبنانية في الامم المتحدة السفير هادي هاشم مساء: ان جولة المفاوضات كانت صعبة جدا لنصل الى التمديد لليونيفيل، لأن اسرائيل كانت تمارس ضغطاً كبيراً ليكون التمديد 4 او 6 اشهر فقط. وتمكنّا بإجماع مجلس الامن وبمساعدة اصدقاء لبنان للوصول الى التمديد سنة.
اضاف: ان استمرار ولاية اليونيفيل كان من اهم الاهداف التي سعينا اليها وهذا ما حققناه، وتم ادخال وقف الاعمال العدائية في نص القرار بطريقة مباشرة، وكذلك الدعوة لخفض التصعيد من كل الاطراف. والمسألة الاساسية التي تمكنّا من ادخالها في القرار هي الاشارة الى القانون الانساني والحفاظ على حياة المدنيين والاطفال.
واعتبر ان تصويت كامل الاعضاء الـ 15على القرار وفق ما اراده لبنان هو دليل ثقة بلبان ورسالة واضحة لإهتمام المجتمع الدولي بلبنان وامنه.
واوضح هاشم رداً على سؤال حول كيفية استفادة لبنان من اي مفاوضات مستقبلية بعد وقف الحرب في غزة، ان لبنان ينتظر استئناف وساطة الموفد الاميركي هوكشتاين بعد وقف الحرب لتطبيق القرار 1701 وانسحاب اسرائيل من كل الاراضي المحتلة بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وخراج بلدة الماري- الغجر، وحل الخلاف على النقاط المتنازع عليها، هنا يستفيد لبنان من وقف اطلاق النار.
كلمات الوفود
وقال ممثل الولايات المتحدة خلال جلسة مجلس الأمن الدولي: يجب إنشاء منطقة جنوب الليطاني خالية من الأسلحة إلاّ أسلحة الجيش اللبناني واليونيفل.
ورأى أن «أفعال حزب الله تهدد المدنيين في كل من إسرائيل ولبنان».
وأضاف لا يجب أن يكون لبنان منطلقًا لهجمات على إسرائيل. ومن حق إسرائيل الدفاع عن نفسها في ضوء هجمات حزب الله.
وتابع: الاستقرار والهدوء يعودان عند وجود آليات تنفيذ للقرار عند الخط الأزرق، ونسعى لعدم توسع الصراع في المنطقة.
من جهتها، حثّت ممثلة فرنسا في مجلس الأمن الدولي برود هيرست خلال الجلسة «كافة الأطراف لوقف كل الأعمال العدائية»،وقالت: أنه على إيران ومن يدعمها التوقف عن الأعمال الاستفزازية. وأضافت: على الأطراف التوقف عن انتهاك الخط الأزرق. ان خطر اندلاع الحرب جنوب لبنان كبير.
وحذّر ممثل بريطانيا في مجلس الأمن جيمس كاريوكي «من خطورة إنزلاق الأوضاع العسكرية في الجنوب، وسط الهجمات العسكرية المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل.وقال:«ان الوضع عند الخط الأزرق جنوب لبنان أخطر من أي وقت مضى. وحث «إيران على التراجع ولجم وكلائها».
وهاجم مندوب إسرائيل في مجلس الأمن خلال جلسة «حزب الله»، متهمًا إيّاه بأنّه خرق القرار 1701.وفي كلمة له قال: الأشهر السبعة الماضية أثبتت خرق «حزب الله» للقرار 1701.
وزعم أن «حزب الله يُخفي أسلحة وصواريخ جنوب الليطاني في ما يسميها ملكيات خاصة، قائلا: إن «نسبة كبيرة من صواريخ الحزب أُطلقت من مناطق مدنية على إسرائيل».
وقالت قيادة اليونيفيل على موقعها الرسمي: يؤكد القرار من جديد تفويض اليونيفيل بإجراء عملياتها بشكل مستقل مع الاستمرار في التنسيق مع الحكومة اللبنانية، فيما يتعلق بالسيادة اللبنانية. ويبقى الهدف النهائي للقرار 2695، كما هو حال القرار 1701، وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل طويل الأمد للنزاع.
وصدر عن اليونيفيل بعد التمديد بيان، قالت فيه أن «مجلس الامن الدولي اعتمد بالاجماع القرار 2749 (2024)، الذي يمدد ولاية البعثة حتى 31 آب 2025».
وتوقف البيان عند اطلاق النار اليومي وآثاره المدمرة على المدنيين على جانبي الخط الازرق، معتبراً ان مجلس الامن شدد على تنفيذ تدابير فورية نحو خفض التصعيد، كما دان القرار الجديد (حسب بيان اليونيفيل) الحوادث التي اثرت على قوات اليونيفيل ومراكزها، بما في ذلك اصابة العديد من جنود حفظ السلام.
قطع الحساب
مالياً، خُصّص الاجتماع الذي ترأسه رئيس الحكومة بمشاركة وزير المال يوسف خليل لموضوع قطع الحسابات بحضور رئيس ديوان المحاسبة القاضي محمد بدران والقاضية نيللي ابي يونس، الامين العام لمجلس الوزراء محمود مكية، المدير العام لوزارة المالية جورج المعراوي وعدد من المسؤولين في وزارة المالية. بعد الاجتماع قال الوزير الخليل «ان مشروع الموازنة سيسلم قريبا الى الوزراء تمهيدا لبحثه في مجلس الوزراء».
كنعان يفجِّر قنبلة في التيار
وعلى خلاف خروج نواب في الاطار التنظيمي للتيار الوطني، شكلت استقالة رئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب ابراهيم كنعان من «الاطار التنظيمي للتيار الوطني الحر» ما يشبه القنبلة، لأسباب متعددة ليس اقلها انضمامه الى زملائه النواب: الياس بو صعب، وآلان عون، وسيمون ابي رميا وغيرهم من الكادرات، ومن بينهم الوزير السابق رائد خوري، بل نظراً للموقع النيابي الذي يشغله، وبذلك يكون النائب جبران باسيل خسر تمثيله القوي داخل المجلس النيابي.
وجاءت استقالة كنعان، قبل 24 ساعة من لقائه مع النائب باسيل غداً، وبعد استدعائه الى «مجلس الحكماء» في التيار للاستماع اليه.
وجاء في كتاب كنعان: انسجاماً مع مسيرتي وقناعاتي، لم يبقَ أمامي سوى خيار الاستقالة من الإطار التنظيمي للتيار الوطني الحر، معاهداً المتنيِّين عموماً، والتياريين والعونيين والمناصرين والمؤيدين بالبقاء معهم على المبادىء التي نشأنا عليها أولاً لتبقى همومهم همومي، وتطلعاتهم تطلعاتي، ولتتواصل مسيرتنا التي بدأت منذ سنوات ستتواصل من أجل لبنان.
واكتفى رئيس التيار بالاعلان عن بيانات ومعلومات تفصيلية ستصدر لاحقاً.
الوضع الميداني
ميدانياً، امتدت مطاردة الطائرات الحربية الاسرائيلية الي طريق بيروت – دمشق، مما ادى الى سقوط 4 شهداء منذ ساعات الصباح الاولى من أمس.
كما استهدف الجيش الاسرائيلي اطراف بلدة عيترون، فضلاً عن تومات نيحا، واستهدفت المدفعية الاسرائيلية سهل مرجعيون.
وفي ردّ على استهداف البقاع، هاجمت مسيَّرة انقضاضية المقر المستحدث للواء الاسرائيلي جنوب مستعمرة يعرا.