مجلة وفاء wafaamagazine
الحساسية من البرد، أو ما يُعرف بـCold Urticaria، هي حالة مرضية تظهر فيها استجابة غير طبيعية للجسم عند التعرّض لعوامل باردة مثل الهواء أو الماء أو حتى الأطعمة الباردة. تنجم هذه الحالة عن اضطراب في جهاز المناعة يُحفّز إفراز الهيستامين والمواد الكيميائية الأخرى، ممّا يؤدّي إلى أعراض متفاوتة الشدة.
في هذا المقال، نعرض استراتيجيات حديثة للتعامل مع هذه الحالة بناءً على دراسات علمية حديثة.
التغذية المناسبة
تُعدّ من الوسائل الفعّالة لتعزيز المناعة ومواجهة الحساسية. توقيت تناول الطعام له أهمية كبرى؛ فمثلاً، تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة كالفواكه الحمضية أو التوت صباحاً يُعزّز المناعة، بينما يُسهم تناول الأسماك الدهنية مساءً في تقليل الالتهابات أثناء النوم.
كما أنّ تنسيق الأطعمة يُعزّز الفوائد الغذائية، مثل دمج الفلفل الغني بفيتامين C مع السبانخ لتحسين امتصاص الحديد، ممّا يساعد الجسم في مواجهة البرد.
الإجهاد والتوتر
يُفاقمان أعراض الحساسية؛ لذا يُنصح بتناول أطعمة غنية بالمغنيسيوم مثل اللوز، السبانخ، والأفوكادو، إذ تُسهم في تهدئة الجسم وتقليل التوتر.
كذلك تلعب صحة الأمعاء دوراً حيوياً في تعزيز المناعة؛ فتناول أطعمة تحتوي على البروبيوتيك كالزبادي والكفير يُحسّن توازن البكتيريا المفيدة، ممّا يُخفّف من حدّة الأعراض.
الأطعمة الدافئة مثل الحساء الساخن أو الزنجبيل تساعد في تخفيف الأعراض وتعزيز الدورة الدموية.
كما أنّ الأطعمة الغنية بالتوابل، مثل الكركم والفلفل الأسود، تقلّل من الالتهابات وتُسهم في تحسين تدفق الدم.
في المقابل، يُنصح بتجنّب الأطعمة المقلية أو الغنية بالسكّريات المكرّرة، لأنّها تُحفّز الالتهابات وتزيد الأعراض سوءاً.
الترطيب الجيد
يُعتبر ضرورياً للحفاظ على مرونة البشرة والأغشية المخاطية؛ فشرب كميات كافية من الماء يُقلّل من الجفاف المصاحب للبرد.
إلى جانب التغذية، يجب الإلتفات إلى عوامل أخرى مثل الحصول على نوم كافٍ، ممارسة الرياضة المعتدلة، واستخدام تقنيات الاسترخاء كاليوغا والتنفّس العميق لتقليل التوتر.
أظهرت دراسات حديثة دور البكتيريا المعوية في تعزيز المناعة، كما أثبتت الأبحاث فعالية العلاجات المناعية في تحسين الحالات المزمنة.
من هنا، يمكن للتغذية السليمة المتكاملة مع نمط حياة صحي، وخطة غذائية فردية مصمّمة خصيصاً للمريض، أن تُحدث فرقاً ملحوظاً في تقليل الأعراض وتحسين جودة الحياة.