مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت الأخبار:
تشهد الحدود اللبنانية – السورية عند نقطة المصنع ازدحاماً لم تعرفه منذ سنوات. في نقطة الأمن العام اللبناني مشهدان مستجدّان: الأول، تدفّق زوّار لبنانيين من البقاع والشمال وبيروت نحو الأراضي السورية، تقدّر مصادر أمنية حدودية عددهم بنحو 4000 لبناني يعبرون الحدود إلى سوريا يومياً ويعودون في اليوم نفسه. والثاني، طابور من الشاحنات وآليات النقل المحملة بأثاث ينقله نازحون سوريون حزموا أمتعتهم مغادرين لبنان إلى بلادهم بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
ويشهد طريق المصنع بدءاً من مفرق راشيا وصولاً إلى الطريق الدولي في المصنع ازدحاماً خانقاً، ويجهد عناصر الأمن العام لتسهيل حركة العابرين اللبنانيين والسوريين في الاتجاهين، في حين لا يزال يفرض إجراءات مشدّدة على دخول السوريين إلى لبنان.
وأدّت هذه الإجراءات إلى تراجع الحركة الاقتصادية في المؤسسات التجارية ومحلات السوبرماركت والصيدليات وغيرها في المدن والبلدات البقاعية الواقعة على الطريق الدولي، والتي اعتاد سائقو سيارات الأجرة السوريون على التسوق منها بعشرات آلاف الدولارات يومياً.
وأوضح مصدر أمني حدودي أن حركة التنقل بين لبنان وسوريا تبلغ ذروتها يومي الجمعة والأحد، مشيراً إلى أن الضغط على المعبر متواصل منذ نحو 15 يوماً. وقدّر عدد المغادرين السوريين إلى بلادهم منذ سقوط النظام السوري السابق في الثامن من الشهر الجاري بأكثر من 45 الفاً. علماً أن حركة العبور ناشطة في الاتجاهين بفعل استمرار توقّف مطار دمشق الدولي عن العمل.
وبحسب المصادر الحدودية، تُسجّل حركة مغادرة متصاعدة لسوريين ينقلون أثاث منازلهم بما يشير إلى مغادرتهم نهائياً، إضافة إلى حركة مغادرة ناشطة لسوريين يحملون إقامات قانونية في لبنان بهدف تفقّد أملاكهم ومنازلهم قبل العودة مجدداً.
وبحسب أرقام الأمن العام، يغادر يومياً أكثر من 1500 سوري عبر معبر المصنع، إضافة إلى عدد مماثل يغادرون بطريقة غير شرعية عبر معبر الزمراني في عرسال نحو القرى والبلدات السورية المجاورة للسلسلة الشرقية، و200 سوري يغادرون عبر معبر القاع باتجاه محافظة حمص. علماً أن هذا المعبر مفتوح أمام السوريين للمغادرة فقط، ولا يسمح بالدخول عبره إلى لبنان إلا للّبنانيين.
إلى ذلك، استعادت حركة التصدير البرية عبر المصنع أكثر من ٦٠% من نشاطها السابق لا سيما بعد فتح معبر نصيب على الحدود السورية – الأردنية. وأوضحت مصادر مواكبة ان حركة التصدير من لبنان باتجاه الاردن استعادت زخمها منذ ايام ما أشاع أجواء إيجابية لدى المصدّرين الزراعيين، خصوصاً ان الصادرات اللبنانية لا تخضع لأي ضريبة مالية. وتوقعت إعادة افتتاح الحدود العراقية – السورية في الايام المقبلة وعودة حركة التصدير والاستيراد في الاتجاهين الى سابق عهدها.