الرئيسية / آخر الأخبار / صفقة الشيطان بين باسيل والثنائي الشيعي

صفقة الشيطان بين باسيل والثنائي الشيعي

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة “نداء الوطن” تقول:

بات جلياً على مسافة 5 أيام من جلسة الانتخابات الرئاسية، أن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل دبّر في ليل “صفقة الشيطان” مع “الثنائي الشيعي”. وستكون هذه الصفقة التي تصاعدت روائحها في الساعات الماضية بمثابة تأكيد المؤكد، ونوع من “تفاهم مار مخايل جديد” يعيد ربط لبنان بمحور الممانعة. وفي الوقت الذي وصل مساء أمس الموفد السعودي الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان، ثمة مؤشرات جدية إلى أن هذه الزيارة بحسب جهة مطلعة “مهمة ومفصلية ولا يقلل من مضامينها أن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان ليس هو الزائر”. وتوافرت معلومات لـ”نداء الوطن” أن الزيارة ستعيد خلط بعض الأوراق التي حاول البعض فرضها من خارج السياق الذي كان يدور بشأن رئيس يؤمن بالفعل بتطبيق القرار 1701 بكل تفاصيله ويؤمن بأن لبنان انتقل فعلاً لا قولاً و”تورية”، إلى مرحلة جديدة لا مكان فيها للتأثير الإيراني بأي شكل من الأشكال. هذا الكلام يمنح الزيارة أبعاداً سياسية مهمة خصوصاً بعدما توافرت معلومات لـ “نداء الوطن” أن حركة “أمل” و”حزب الله” اتفقا مع باسيل على تمرير مرشح رئاسي “تهريبة”.

 

وتلفت هذه الأوساط إلى أن باسيل حاول على امتداد المرحلة التي قاد فيها “حزب الله” لبنان إلى الهاوية، منذ فتح “جبهة إسناد” غزة، عدم رفع سقف الاعتراض على هذه الجبهة مكتفياً بكلام إعلامي خلط فيه تأييده للمقاومة بعدم تأييده إشعال “حزب الله” الحرب، أي قال الشيء ونقيضه، وطبعاً لم يتحرك سياسياً لا في الداخل ولا في المحافل العربية والدولية لشجب هذه المغامرة القاتلة.

 

لكن ما هو الأخطر بقرار باسيل عدم مغادرته مرحلة الهيمنة الإيرانية من خلال كلامه المتكرر عن “استراتيجية دفاعية”، والتي تعني ضمناً “ثلاثية جيش شعب ومقاومة”، في وقت دخل لبنان مرحلة مختلفة جذرياً، وتالياً ها هو ينضم إلى قافلة الذين يعيشون حال إنكار سياسي واستراتيجي كبير، محاولاً بشتى الطرق إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

أوساط مطلعة قالت بهذا الصدد “هذه المناورة كشفت عدم صدقية باسيل بحديثه عن احتمال تأييده رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع. فهو فضح نفسه بنفسه عندما ربط هذا التأييد بتوافق كتل أخرى. فهل اشترط جعجع عام 2016 عندما أيّد انتخاب ميشال عون شرطاً كهذا”؟

 

ومضت إلى القول “المهم عنده استبعاد العماد جوزيف عون ولو كان الثمن بقاء لبنان ضمن “وحدة الساحات” التي تريدها إيران وترفضها كل الدول المهمة في العالم العربي. وتساءلت هذه الأوساط “من المستغرب أن باسيل لا يتورع عن محاولات إحداث البلبلة ضمن “اللجنة الخماسية” حيث من الواضح أهمية الدورين السعودي والأميركي اللذين قد ينظران بعين الريبة إلى مرشح سيعتبر عند أطراف لبنانية وازنة نوعاً من “التهريبة”. باسيل يسعى إلى إهمال هذين الدورين محاولاً استجداء أطراف آخرين في اللجنة، علماً بأن هذه اللجنة اتفقت قبل أشهر على وحدة الموقف. ويراهن باسيل على أن “الخماسية” قد لا تكون على موقف واحد مما يحصل في سوريا ويريد استجلاب هذا التباين إلى لبنان. وحجز موطئ قدم لأطراف قد يشعرون بأن دورهم في سوريا سيكون محدوداً”. من هنا ترتدي زيارة الموفد السعودي الأمير يزيد الفرحان أهمية إضافية لمعالجة ما يريد باسيل والثنائي إفساده.

 

وربما “المقتل الباسيلي” الجديد تسخيره مرة أخرى تياره ليكون غطاء مسيحياً لـ”حزب الله” في وقت تنفض قوى لبنانية عديدة يدها منه، ويشعر أصحاب الصفقة أن 9 كانون الثاني الجاري فرصة أخيرة لن تعوض إذا تأجل الاستحقاق ولم يثمر عن انتخاب رئيس.

هذا الإصرار على تمرير الصفقة وصل إلى حد تكليف مَن يدور على النواب الرماديين نائباً نائباً لإقناعهم بمختلف المغريات بالتصويت لمرشح “التهريبة”.

 

في غضون ذلك، علمت “نداء الوطن” أن المعارضة تعي حجم أضرار صفقة يعمل “الثلاثي الجهنمي” من خلالها على فرض رئيس بعد كل المتغيرات التي حصلت، وبعدما استنشق اللبنانيون هواء مرحلة جديدة وواعدة. لا سيما أن من مخاطر هذه الصفقة أنها تتعامل بالفرض مع شريحة وازنة من اللبنانيين المسيحيين والمسلمين والدروز. وبحسب المعلومات يجري التصدي لذلك ومن شروط التصدي أن المعارضة لن تفصح عن موقف محدد إلا قبل 48 ساعة من الجلسة المقبلة.