مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “الديار”:
حتى ساعة متأخرة من مساء يوم أمس الاحد، لم تنجح ما تُعرف بـ «القوى السيادية» بالتفاهم على اسم شخصية واحدة تخوض بها استحقاق تسمية رئيس للحكومة خلال الاستشارات النيابية الملزمة المقررة اليوم الاثنين.
وفي المعلومات، ان 31 نائباً اجتمعوا في دارة فؤاد مخزومي لاقناعه بالانسحاب لصالح السفير نواف سلام.
وقالت مصادر نيابية معارضة ان «كل الجهود انصبت طوال الساعات الماضية على محاولة التفاهم على تسمية السفير السابق نواف سلام، بمحاولة للتصدي لبقاء رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي في السراي الحكومي». واوضحت المصادر في تصريح لـ «الديار» ان «كل شيء يبقى واردا حتى موعد الاستشارات»، لافتة الى ان «ما أخّر الحسم هو عدم وصول جو سعودي بخصوص المرشح الذي تفضله الرياض، ما دفع عدد كبير من نواب السنة الى التروي، خاصة ان الحديث عن تفاهم مسبق على اسم ميقاتي مع «الثنائي الشيعي» ساهم بايصال العماد جوزاف عون الى سدة الرئاسة الاولى، لم يتم تأكيده من قبل اي من القوى المعنية».
هذا الجو عبّر عنه ايضا النائب إبراهيم منيمنة الذي وصف ترشحّه لرئاسة الحكومة بال «ضروري»، موضحًا أنّ «هناك قنوات مفتوحة مع المعارضة، ونحن على استعداد للوصول إلى حل مهم، ومنفتحون على الخيارات كلها».وقال منيمنة «سبق أن سمّينا نواف سلام وما زلنا داعمين له، وإذا حصل تلاقٍ حول هذا الاسم فسنبحث فيه طبعًا»، مشددًا على أنّ «الاتصالات قائمة ومكثفة وتحتاج لبعض الوقت، وموقفنا من ترشحي ثابت، وهناك ترقب لمواقف باقي الكتل»، وفي ساعة متأخرة من ليل أمس، أعلن منيمنة انسحابه لصالح نواف سلام.
تفاهم وإلا تشتت
واشارت المصادر الى انه اذا بقيت الامور على حالها، فان «القوى السيادية» تتجه مشتتة الى قصر بعبدا، ما يُرجح فوز ميقاتي. مع العلم ان «التيار الوطني الحر» ظل حتى ساعة متأخرة من مساء امس الاحد مترددا ، وسط وجود جو بامكانية توجهه للتصويت لميقاتي او لا أحد.
وفي الوقت الذي قال احد نواب «اللقاء الديموقراطي» لـ«الديار» انه تم تفويض رئيس اللقاء النائب تيمور جنبلاط التسمية غدا، استغرب عضو تكتل «الاعتدال الوطني» لنائب وليد البعريني كيف ان «المعارضة ومعها «القوات اللبنانيّة»، ورغم أنّها تملك الأغلبيّة المسيحية، لم تُرشح إلى رئاسة الجمهورية أحد نوابها أو قادتها»، وتساءل:»فكيف يمكن لهذه المجموعة التي لا تضمّ سوى عدد قليل من النواب السنة أن تبادر إلى طرح اسم اثنين من نوابها إلى رئاسة الحكومة، حتى من دون أي تشاور؟!».
انتظار اشارة سعودية
ولعل النائبين بلال الحشيمي واحمد الخير كانا الاصرح باقرارهما بانتظار قرار السعودية بخصوص التسمية. اذ قال الحشيمي ان قراره لتسمية رئيس للحكومة ينتظر الجو السعودي لما فيه من مصلحة للبنان.
فيما اشار عضو كتلة «الاعتدال الوطني» النائب أحمد الخير الى أنّ «توجهنا الأولي هو تسمية رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة الجديدة»، موضحًا أنّ «الاتصالات مستمرة محليًا وخارجيًا». واضاف»نحن مع ميقاتي خلف التوجه العربي، لا سيّما السعودي».
عون- الشرع
وفيما يزور الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط لبنان اليوم، لتهنئة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ولعقد لقاء مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أعلنت رئاسة الجمهورية يوم امس أنّ الرئيس عون تلقى اتصالًا هاتفيًا من قائد الادارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع ، هنأه فيه بانتخابه رئيسًا للجمهورية، متمنيًا له التوفيق في مسؤولياته الجديدة، ومؤكدًا على ما يجمع الشعبين السوري واللبناني من علاقات اخوية.
بدوره، شكر الرئيس عون الشرع على تهنئته، مشددًا على أهمية التعاون لمعالجة كافة المسائل العالقة بين البلدين.
ويأتي هذا الاتصال بعد زيارة قام بها ميقاتي لدمشق حيث التقى الشرع. وقالت مصادر واكبت الزيارة لـ «الديار» ان نتائجها ستتظهر تباعا، ان كان على صعيد ضبط الحدود او ملف النازحين ، اضافة لكل الملفات الاخرى العالقة. واضافت المصادر:»الامور وُضعت على السكة الصحيحة، لكن تقدمها على الارجح لن يكون سريعا انما سيحصل بخطوات بطيئة، ولكن واثقة».
التطورات جنوباً
اما على خط التطورات جنوبا، واصل العدو «الاسرائيلي» خروقاته لاتفاق وقف النار، فشنت مسيرة معادية غارة على خراج بلدة جبال البطم، ما ادى إلى اندلاع حريق في المكان المستهدف، فيما أمعن بعمليات تفجير المنازل عند الحافة الحدودية وبخاصة في الضهيرة وعيتا الشعب وكفركلا. كما توغلت قوة عسكرية «اسرائيلية» من اطراف الضهيرة باتجاه وسط البلدة، حيث تموضعت عند الطريق العام واستقرت هناك، وبعد فترة زمنية قصيرة نفذ جيش العدو تفجيرا لآخر منازل بلدة الضهيرة». وبالتوازي تعرضت بلدة عيتا الشعب لعملية تمشيط بالرشاشات الثقيلة وقذائف الدبابات، في وقت نفذ جيش الاحتلال ايضا عمليات نسف وتفجير لمنازل في البلدة.
ايضاً، توغلت دبابة «ميركافا» وآليات عسكرية نحو منازل في اطراف مارون الراس لجهة مدينة بنت جبيل ، واطلاق عناصرها رشقات رشاشة بإتجاه المنازل المحيطة. وفي منطقة العرقوب سجلت تحركات «اسرائيلية» بإتجاه منطقة المجيدية ووادي خنسا.
وتزامن كل ذلك مع تحليق للطيران الحربي في أجواء معظم الجنوب، كما غطى الطيران المسير المعادي اجواء عدد من المناطق الجنوبية على مستويات منخفضة.
تحذيرات للاهالي
في هذا الوقت، تواصلت عمليات البحث عن جثامين الشهداء في عدد من البلدات ، التي انسحب منها جيش العدو ودخلها الجيش اللبناني، وافيد انه اذا لم تواصل قوات العدو مماطلتها في الانسحاب فإنه من المنتظر ان يبدأ الجيش بالتحرك غدا في إتجاه عدد من بلدات الحافة الأمامية مع اجراءات متخذة لضمان عدم دخول المدنيين قبل تنظيف المنطقة من الذخائر ومخلفات العدوان .
وأصدرت بلدية ميس الجبل بيانا نبهت اهالي البلدة من التوجه اليها. وأوضحت انه «في الأيام والساعات المقبلة، سيبدأ الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل بتنفيذ خطة الانتشار في بلدة ميس الجبل والقرى المجاورة، بناء على قرار وقف إطلاق النار وبنود تنفيذه». وقالت: «سيتخذ عناصر الجيش اللبناني تدابير استثنائية وخاصة تمنع بموجبها الدخول إلى البلدة، وذلك الى حين الانتهاء من عمليات الكشف والإنتشار حسب المدة الزمنية التي تحددها لجنة مراقبة تنفيذ القرار، فالطرقات مغلقة والأحياء مفخخة ويوجد الكثير من الذخائر غير المنفجرة وهي بحاجة للتعامل معها من قبل فرق الهندسة في الجيش اللبناني، كذلك ستتولى فرق الجيش اللبناني والفرق الصحية مهمة انتشال جثامين شهدائنا الابطال».
اما بلدية عيترون فأشارت في بيان الى انه «في اطار عودة الاهالي إلى بلداتنا تدريجاً، ستكون هناك جولة استطلاع ميدانية الاثنين بالتنسيق ومؤازرة من الجيش اللبناني، الذي سيعاود التمركز في موقعين له في البلدة في منطقتي البطم الشرقي والباط».
وأوضحت البلدية انه «بناء على ما تقدم وبحسب المجريات العملية على أرض الواقع، تحدد في الأيام المقبلة مسألة عودة الأهالي إلى البلدة بشكل دائم، مع الأخذ في الإعتبار ضرورة توخي الحذر لناحية التوجه إلى المناطق الحدودية وموضوع الذخائر غير المنفجرة الموجودة والأجسام المشبوهه».