مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “الديار” تقول:
دعم دولي وعربي غير مسبوق للبنان وللعهد الجديد، وتفاهم اميركي _ فرنسي نادر على دعم عهد الرئيس جوزيف عون والرئيس المكلف نواف سلام بغطاء سعودي يشبه مرحلة ولادة الطائف. والمفارقة، ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون استقبله اللبنانيون بتظاهرات الفرح في الجميزة وتقديم «الفطائر» والقهوة، و اعلن من بعبدا عن تنظيم مؤتمر دولي لحشد التمويل لاعادة اعمار لبنان، وسيتم ذلك خلال زيارة الرئيس عون الى فرنسا بعد اسابيع، وشدد على البدء بتنفيذ الاصلاحات في مجالات عديدة وأوحى بعدم وصول المساعدات دون الإصلاحات، فيما تمنى رئيس الجمهورية على ماكرون اعطاء القرار باعادة شركة توتال للتنقيب عن النفط في «البلوكات» اللبنانية.
فيوم امس كان مفصليا في تاريخ لبنان، مع الإشارات عن تبديد كل الخلافات لولادة الحكومة بشكل سريع وخلال اسبوع او 10 ايام لاول مرة في تاريخ ولادة الحكومات في لبنان. وحسب المطلعين على الاتصالات، فان الاجواء الداخلية ايجابية جدا، والتقى الرئيس المكلف نواف سلام أصدقاء مشتركين بينه وبين حزب الله، والرسائل كانت ودية واشادة من الحزب بتاريخ سلام القومي والوطني ضد إسرائيل في مراحل شبابه في الجنوب وفي المحافل الدولية، والقضية ليست شخصية في ظل هواجس كبيرة تنتاب الثنائي، وتحديدا حزب الله، بعد التراجع عن الضمانات التي أعطتها أطراف عدة في ملفات متنوعة، لكن حزب الله كان مرتاحا جدا لإعطاء الرئيسين الاولوية لاعمار الضاحية والجنوب والبقاع قبل اي ملف اخر…
وحسب المطللعين على الاتصالات، فان الرئيس جوزيف عون تمنى على الرئيس المكلف عدم وضعه في حصيلة الاستشارات النيابية التي أجراها لتشكيل الحكومة وزيارة بعبدا كما تقتضي الاعراف، قبل اللقاء مع الرئيس نبيه بري ومعرفة موقف الثنائي ليتم بعد ذلك جوجلة كل المواقف ورسم الصورة العامة في ظل حرص الرئيس عون على مشاركة الجميع في الحكومة وعدم عزل اي طرف. وعلم ان سلام على الموجة نفسها مع الرئيس عون، وزار عين التينة والتقى الرئيس نبيه بري وكانت الاجواء ايجابية جدا وواعدة ويبنى عليها، ولم يتم التطرق في الاجتماع الى الاسماء وشكل الحكومة، وانحصر بمناقشة الهواجس والضمانات التي يريدها الثنائي امل وحزب الله. وجدد سلام تأكيده على مشاركة الجميع واعادة الاعمار. ورد الرئيس بري بالاجواء الايجابية نفسها التي طرحها سلام لجهة تسهيل ولادة
الحكومة وانطلاقة العهد، لكن موضوع مشاركة الثنائي لن تعلن بشكل رسمي قبل استكمال الاجتماعات بين بري وسلام اليوم وغدا والاطلاع على التشكيلة. واشار الرئيس بري لعدد من الاعلاميين: «الاجواء جيدة» والامور نحو الحل، شكل الحكومة من مهمة الرئيس المكلف، لا اتدخل بالاسماء، وعندما يعرض علينا اسماء الوزراء الشيعة نحدد موقفنا، اذا كان الاسم كفوءا نوافق عليه واذا لم يكن كفوءا نرفضه، «لو كان خيي».
وعلم، ان الخلوة التي جمعت ماكرون وبري كانت ايجابية وتطرقت الى الموضوع الحكومي وحرص فرنسا على التنوع فيها ومشاركة الجميع، كما تم التطرق الى موضوع الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب واعادة الاعمار، واشاد ماكرون بدور بري في التوصل الى اتفاق وقف النار. وفي المعلومات، ان الحكومة لن تكون حزبية ومن 24 وزيرا، والتأليف سيكون ضمن معايير: فصل النيابة عن الوزارة، لا تكنوقراط من الحزبيين، الوزارات يتولاها اختصاصيون وكل في مجال عمله، الداخلية أمني، الدفاع عسكري، الشباب والرياضة رياضي، الإعلام اعلامي، الصحة طبيب ولم يتم الدخول بالاسماء حتى الان وتوزيع الحقائب، لكن هناك مسار في التأليف مختلف عن الحكومات السابقة، والدعم الدولي والعربي سيؤمنان الثقة للحكومة، وما جرى في غزة من اتفاق عاجل لوقف النار بعد ضغط مباشر من ترامب يؤكد ان المنطقة متجهة نحو هدوء وتسويات على كل الملفات ومن ضمنها لبنان.
ويبقى اللافت التسريبات التي عممها البعض بعد ظهر امس، واثارت جدلا واسعا عن فيتو دولي وعربي بدعم داخلي على مشاركة حزب الله في الحكومة، والفيتو لا يشمل حركة امل والرئيس نبيه بري، لكن هذه الاجواء تم نفيها بشكل قاطع من الرئيسين عون وسلام وتاكيدهما رفض الاقصاء لاي طرف، وهذا ما شدد عليه ماكرون، وفي هذا الإطار، قال الرئيس نبيه بري: «لن نقبل عزل اي مكون سابقا ولن نقبله اليوم، ولا احد يقبل عزل حزب الله» وتابع: «طالما انه في الله بالسما، حزب الله على الارض».
اتفاق وقف النار
وحسب المطلعين، المشكلة ليست بالتاليف او بمواقف الاطراف الداخلية بل في اسرائيل، والانظار موجهة حاليا إلى الجنوب، وهل سيتم الانسحاب الاسرائيلي الشامل في 29 كانون الثاني ؟ هل سيترجم الدعم الاميركي وزيارة ماكرون وغوتيريش بدفع اسرائيل الى الانسحاب. وقد شدد الرئيس عون امام ضيفه الفرنسي على ضرورة انسحاب اسرائيل من كل مناطق الجنوب وضرورة الدعم الفرنسي والدولي لاعادة الاعمار، فيما أشار ماكرون الى لقائه رئيس لجنة مراقبة وقف النار الجنرال الاميركي جاسبر وممثل فرنسا في اللجنة في قصر الصنوبر، وانه يتابع موضوع الخروقات الاسرائيلية. وشدد على ضرورة انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان وحصرية السلاح بيد الدولة، ويتواصل مع واشنطن لتثبيت وقف النار، فيما اتهم الامين العام للامم المتحدة غوتيريش من الناقورة اسرائيل بخرق وقف النار، وان استمرار احتلال الجيش الاسرائيلي في منطقة عمليات اليونيفيل وتنفيذ عمليات عسكرية داخل الاراضي اللبنانية يمثلان انتهاكا للقرار 1701 ويجب ان يتوقف ذلك.
دعم عربي للمشاريع
وبالنسبة للاجواء العربية، فان المعلومات تؤكد، ان الرياض ستضع هبة مالية في المصرف المركزي لدعم الاقتصاد والليرة اللبنانية واعطاء ثقة للمستثمرين اللبنانيين والعرب بالعودة الى لبنان، فيما ستمول قطر صندوق الإسكان لتوسيع دائرة المستفيدين لشراء الشقق المنزلية، وستمول الامارات مشاريع مائية، لكن ذلك مرتبط بتنفيذ حزمة إصلاحات في كل ادارات الدولة.
الاستعدادات لتشييع السيد نصرالله اكتملت
اكتملت الاستعدادات لاقامة الاحتفال التاريخي لتشييع الامين العام السابق لحزب الله الشهيد حسن نصرالله في الضاحية الجنوبية، والاحتفال سيكون حدثا غير عادي في تاريخ لبنان وسيشكل محطة استثنائية للرد على كل الذين يشيعون عن نهاية حزب الله وتراجع دوره، والاحتفال سيكون خلال شهر شباط، واعلان الموعد النهائي سيكون بعد 29 كانون الثاني وتنفيذ وقف اطلاق النار ومدى الالتزام الاسرائيلي.
الحريري في لبنان في 14 شباط
اعلن تيار المستقبل عن بدء التحضيرات لاقامة مهرجان مركزي حاشد في الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط، وسيلقي الرئيس الحريري كلمة مباشرة امام الحشود الشعبية سيحدد قيها خطة عمل تيار المستقبل للمرحلة الجديدة وموقفه من العهد الجديد وتحالفاته والحكم الجديد في سورية، وبدأ تيار المستقبل الاستعداد للمهرجان الكبير امام نصب الشهيد رفيق الحريري في بيروت.