مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “نداء الوطن”:
ما زال موعد ولادة الحكومة العتيدة غير مؤكد. ويترافق عدم تحديد هذا الموعد مع تصاعد التساؤلات حول النهج الجاري اعتماده لتشكيل الحكومة الجديدة. ويتصدر هذه التساؤلات مدى قدرة الحكومة الأولى للعهد على العمل من دون مؤازرة قوى سياسية يمكنها الاتكال عليها كي ينطلق قطار الحكم؟ وتعطي على سبيل المثال تجربة عهد الرئيس السابق ميشال عون. فقد اعتمد الأخير على كتلة نيابية وازنة كي يبدأ مساره بصرف النظر عما آل اليه هذا المسار بسبب سلوك العهد نفسه. كما مضى الرئيس سعد الحريري على الطريق نفسه بكتلة نيابية كبيرة عندما شرع بقيادة دفة السلطة التنفيذية في عهد الرئيس ميشال سليمان.
انطلاقاً مما سبق: على أي قوى سياسية وازنة تستند الحكومة لينطلق قطارها؟
بات واضحاً، أن الكتلة الوازنة هي المعارضة وفي مقدمها كتلة “القوات اللبنانية” صاحبة أوسع تمثيل مسيحي في البرلمان، فالمعارضة هي من حسمت خيار انتخاب العماد عون وتكليف القاضي سلام. ولكن في سياق العملية الجارية للتأليف تبدو الحكومة وكأنها ستخسر أهم رافعة نيابية وهي تكتل “الجمهورية القوية” الممثل لحزب “القوات اللبنانية”.
من جهة أخرى تؤكد مصادر المعارضة لـ”نداء الوطن” أنها تلقي بثقلها من أجل نجاح الرئيس المكلف في مهمته، وذلك من أجل دعم إقلاع قطار العهد. كما تؤكد المصادر عينها أن حرصها على نجاح الرئيس المكلف يوازي حرصها على أن تأتي التشكيلة الحكومية الجديدة على شاكلة التغيير الكبير الذي حصل في لبنان. لكن إذا لم تؤد جهود التشكيل إلى ما يتطلع إليه اللبنانيون قاطبة، فيجب عدم استبعاد خيار “القوات اللبنانية” عدم المشاركة في الحكومة الجديدة.
وسألت هذه المصادر، “هل يعقل أن ينتهي مشروع الممانعة الإقليمي وأن تبقى رواسبه في لبنان؟ وأبدت هذه المصادر شكوكها بقدرة “الطريقة التي يتم بها التأليف”، وتوزيع الأسماء والحقائب على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، ونزع السلاح في جنوب الليطاني وشماله. وأكدت هذه المصادر أن الدعم الدولي لإعادة الإعمار، ليس شيكاً على بياض، فله شروط وموجبات.
سلام: التشكيل يتقدم
في موازاة ذلك، أكد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام، أن تأليف الحكومة يتقدم إيجاباً وفق الاتجاه الإصلاحي الإنقاذي الذي تعهد به بالتفاهم مع رئيس الجمهورية ووفق المعايير التي سبق أن أعلنها.
وشدد على أن أي كلام عن أسماء وزارية تفرض عليه هو عار من الصحة. فهو من يختار الأسماء بعد التشاور مع مختلف الكتل النيابية، لإنجاز تشكيلة تنسجم مع رؤيته للحكومة التي يسعى إليها.
أضاف: “أن الغمز من قناة خلاف بينه وبين بعض القوى والأحزاب هو ايضاً غير دقيق كون التواصل الإيجابي قائم مع الجميع”.
وعلمت “نداء الوطن” أن بعبدا والرئيس المكلف انكبا على معالجة العقد المتبقية والتي تتمثل بعقدة تمثيل “القوات” والعقدة الشيعية وعقدة تمثيل تكتل “الاعتدال الوطني”.
الثنائي يعترض على اسم الوزير الخامس
وفي السياق وكما سبق أن أوردت “نداء الوطن” لم يوافق “الثنائي الشيعي” بعد على تسمية عون وسلام لمياء مبيض، لذلك تتم محاولة معالجة “الفيتو” الجديد، وإما البحث عن اسم آخر للوزير الشيعي الخامس الذي يفترض أن يكون خارج حصة الثنائي.
ويحاول عون وسلام حلحلة عقدة “القوات”، حيث تتمسك بمطلبها بالحصول على حقيبة سيادية إلى جانب ضمان حجمها الوزاري، لذلك ستبقى الحقائب المسيحية معلقة إلى حين حسم حصة “القوات” التي ترفع تدريجاً منسوب الاعتراض من باب التأكيد على “ثوابتها الحكومية” من جهة، وقرارها بضرورة نجاح عهد جوزاف عون من جهة أخرى. ورداً على سؤال حول إمكان عدم المشاركة بالحكومة وتالياً حجب الثقة، كان الجواب حازماً لجهة اعتماد هذا الخيار إذا لم تطرأ معطيات تعاكسه. وسألت في مسألة أخرى “هل أخذ الرئيس المكلّف تعهّداً من “حزب الله” عن السلاح وعن التدقيق الجنائي؟ وماذا عن المعايير؟
كرامي لم يعد معنياً؟
أما على صعيد الحصة السنية، فقد تراجعت أسهم توزير عامر البساط لوزارة الاقتصاد، وعلمت “نداء الوطن” أن سلام تواصل مع عضو تكتل الاعتدال وليد البعريني، وسيلتقيه اليوم للتشاور.
ولم يطرأ أي تبديل في الحصة الدرزية حيث بقيت وزارتا الأشغال والزراعة حتى هذه اللحظة من حصتهم. وأكّدت مصادر نيابيّة أن النائب فيصل كرامي أرسل الى الرّئيس المكلّف رسالةً مفادها أنّه لم يَعُدْ معنيّاً بالتشكيلِ الحكومي بعد الأجواء السلبيّة التي لمَسها من سلام خلال اللقاء الأخير الذي جَمَعَهُمَا.
وقالت المصادر إنّ كرامي لن يشاركَ في الحكومة، ومنح تكتّل “الوفاق الوطني” الثقةَ للحكومةِ أمرٌ قيد الدرس.
وعلى خط الموفدين، يصل مساء اليوم رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني ويستقبله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عند السابعة والنصف، كذلك من المنتظر أن تشمل زياراته عدداً من المسؤولين والشخصيات السياسية.