الرئيسية / آخر الأخبار / الراعي: لتنقية الدولة من الشوائب…

الراعي: لتنقية الدولة من الشوائب…

مجلة وفاء wafaamagazine

أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في عظته خلال القداس اليوم الأحد، أن “المسيحيّة هي حضارة المحبّة الحقيقيّة” في الشؤون الزمنيّة: الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة، كما في الحياة الزوجيّة والعائليّة، إنّها إعلان حقيقة حبّ المسيح في المجتمع. نحن بحاجة إلى نشر هذه الحضارة، وتجسيدها في الأفعال والمواقف والمبادرات.

 

وأشار الراعي إلى أن “هذه الحضارة لا تمتلكها الدولة، بل المجتمع الذي وُجد قبل الدولة، فلبنان قبل أن يكون دولة وكيانًا سنة ١٩٢٠، كان مجتمعًا، وهذا ما ساعد آباءنا وأجدادنا على الصمود قبل نشوء دولة لبنان الكبير وبعد نشوئها”.

 

وأضاف: “هو المجتمع، لا الدولة، أتاح للبنانيي الجبل مواجهة الاحتلالين المملوكي والعثماني. وهو المجتمع، لا الدولة، ما مكّن لبنانيي السيادة والاستقلال والتحرير من مواجهة الاحتلالين السوري والإسرائيلي. وهو المجتمع، لا الدولة، الذي حافظ سنة ١٩٧٥، وما بعدها، على لبنان رغم انقسام مؤسّسات الدولة الدستوريّة والأمنيّة والعسكريّة”.

 

 

وتابع الراعي: “كان مجتمعنا الوطني يملك قضية مثلثة: الأمن، والحرية والحضارة”.

 

وقال الراعي: “سنة ١٩٧٥، سقطت الدولة وبقي المجتمع، فصمدنا وانتصرنا معًا وأعدنا بناء الدولة”، موضحاً أنّ “ما يميز لبنان عن دول محيطه أنّه دولةٌ تدور حول المجتمع، بينما في المحيط دول تدور حول أنظمتها، ولم تكن التعددية يومًا عائقًا أمام وحدة المجتمع اللبناني، لأنّها كانت تعدّدية لبنانيّة الهويّة”.

 


وختم عظته قائلاً: “فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات الأحبّاء، من أجل المسؤولين في بلادنا، لكي يجعلوا من الدولة مجتمعًا شبيهًا بالمجتمع اللبنانيّ، مع تنقيته من شوائبه فيكون مجتمع حضارة المحبّة والحقيقة، ونرفع نشيد المجد والشكر للثالوث القدّوس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين”.