الرئيسية / آخر الأخبار / هل ينصاع لبنان لمنع هبوط الطيران الإيراني في بيروت نهائياً؟

هل ينصاع لبنان لمنع هبوط الطيران الإيراني في بيروت نهائياً؟

مجلة وفاء wafaamagazine

 كتبت صحيفة “الأخبار”:

لم يكُن عابراً، يومَ أمس، كلام رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو بعد مباحثاته التي أجراها مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في تل أبيب، حيث احتل لبنان حيزاً واسعاً من النقاش بينهما، حيث أكّد نتنياهو «على التناغم الإسرائيلي – الأميركي حول دولة لبنانية قوية قادرة على مواجهة حزب الله ونزع سلاحه». وبحسب مفهوم تل أبيب وواشنطن، فإن الدولة اللبنانية القوية، هي المجردة من أي قدرة على مقاومة الاحتلال، وهي دولة وظيفتها الوحيدة تحويل جيشها الرسمي، إلى عناصر حراسة داخليين من دون أن يكون له الحق في الدفاع عن حدوده. ولا غرابة في أن رسائل الدعم التي تلقّتها الحكومة للضرب بيد من حديد، من عواصم غربية وعربية، للحفاظ على سيادة لبنان واستقراره انحصرت في طريق المطار، بينما يستباح البلد بأكمله من جنوبه إلى شماله، من دون أن يخرج أصحاب السيادة لتسجيل ولو استنكار، كذلك الذي سجّلوه ضد من تظاهر بشكل سلمي رافضاً منطق الحصار والوصاية الأميركيَّيْن.

وتأتي المحادثات الأميركية – الإسرائيلية، بينما كانت الأجواء مع إيران على تأزمها بعدَ منع رحلة لـ«ماهان» من الهبوط في مطار بيروت الدولي، في خطوة عكست انصياع السلطة ممثّلة برئيسَي الجمهورية والحكومة للتهديدات الإسرائيلية باستهداف أي طائرة إيرانية تصل إلى لبنان، بحجة نقلها أموالاً وسلاحاً إلى حزب الله، بينما اضطر رئيس الحكومة نواف سلام إلى اختراع ذريعة الخوف من التعرض للعقوبات، للتغطية على الانصياع للأوامر الأميركية، علماً أن الطائرات الإيرانية تنزل في أغلب مطارات العالم.

وفي الوقت الذي مضى حزب الله في معركة المقاومة السياسية، وطالب الدولة بالتراجع عن قرارها ورفض التعدي على السيادة اللبنانية، وبينما انطلقت احتجاجات شعبية على موقف السلطة، ظهرت إلى السطح الكثير من علامات الاستفهام حول وجود تآمر داخلي على بيئة المقاومة، ما دفع برئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري إلى بذل المساعي مع الرئيس سلام وإيران وحزب الله للوصول إلى حل في ما يتعلق بالطائرة الإيرانية، تفادياً لانفجار الوضع، خصوصاً أن الأزمة آخذة في التصاعد، ووسط خشية أن يكون الهدف الإسرائيلي المباشر، منع قدوم إيرانيين من مستويات رسمية وشعبية إلى لبنان للمشاركة في تشييع الأمينين العامين السابقين لحزب الله الشهيدين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، تقول مصادر مطّلعة إن الرئيس بري يتصرف كطرف معني بهذه القضية وليس كوسيط، مشيرة إلى أن الساعات القادمة قد تحمل حلحلةً على صعيد منح شركة طيران الشرق الأوسط إذناً من السلطات الإيرانية لتسيير رحلتين إلى طهران من أجل نقل الزوار اللبنانيين العالقين هناك.

وبانتظار ما إذا كان لبنان سيُبلّغ بالموافقة الإيرانية الرسمية، يفترض أن يتناول مجلس الوزراء في اجتماعه اليوم أزمة الطيران الإيراني، ومناقشة الخيارات الممكنة. وعُلم أن من ضمن الحلول المطروحة في النقاشات الدائرة منذ يومين على المستوى الرسمي الداخلي، هو الذهاب نحو خيار «أن تحط الطائرات الإيرانية في مطار بغداد، الذي يخضع لسيطرة شركة أمن أميركية، تتولى عمليات التفتيش هناك، حيث يمكن للطائرات الإيرانية أن تخضع للتفتيش الدقيق، ومن ثم السماح لها بالتوجّه نحو لبنان».

بالتوازي، تؤكّد أوساط متابعة، أن «لا نيّة لدى رئيسَي الجمهورية والحكومة بمواجهة الإملاءات الأميركية – الإسرائيلية، حتى وإن كانت بطرح الالتزام بالتفتيش الدقيق داخل مطار بيروت»، وأنّ التوجّه هو نحو «قرارٍ بمنع الرحلات المباشرة بين طهران وبيروت». وكان لافتاً ما أشارت إليه مصادر معنيّة، من زعم المسؤولين اللبنانيين أنّهم فوجئوا بأنّ شركتَي «ماهان» و«الخطوط الجوية الإيرانية» الرسمية، مدرجتان على لوائح العقوبات الأوروبية، ربطاً باتهاماتٍ لهما بنقل السلاح إلى روسيا، وأنّ الأزمة الحالية كشفت لهم ذلك.

وفي الأيام الثلاثة الماضية، تولى الرئيسان عون وسلام ووزيرا الأشغال والخارجية، فايز رسامني وجوزيف رجّي، العمل على الملف، حيث تكفّل رجي بالتواصل مع وزير الخارجية الإيراني طالباً تسهيل عودة اللبنانيين كأولوية، على أن يبحث لبنان مع الإيرانيين من جهة ومع الجهات الدولية من جهة أخرى في حلٍّ لأزمة الطيران المستجدّة».