الرئيسية / آخر الأخبار / الحكومة لبحث السلاح قريباً.. وإسرائيل توتّر الأجواء

الحكومة لبحث السلاح قريباً.. وإسرائيل توتّر الأجواء

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة “الجمهورية”:

لبنان في الإقامة الجبرية حالياً، وفي مربّع الانتظار والترقّب لما ستؤول إليه التطورات الخارجية المتسارعة، ولاسيما المفاوضات المرتقبة بعد غد السبت بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران حول الملف النووي الإيراني، وما قد يتفرّع عن هذا الملف من قضايا مشتركة، على اعتبار أنّ لبنان، وكما تجمع تقديرات الخبراء والمحللين، واحدة من الساحات التي ستتلقّى حتماً، ارتدادات نجاح تلك المفاوضات أو فشلها.

وبمعزل عن المدى الذي قد تستغرقه «مفاوضات اللدودين» التي لا أحد يقلّل من صعوبتها الكبرى، لكونها تجري بين طرفين تفصل بينهما فوارق رهيبة من التناقضات والخلافات والمواجهات، فإنّ لبنان بوضعه الراهن، وعلى ما يقول أحد كبار المسؤولين، «محكوم بالاستعداد للتعامل مع كلّ الاحتمالات، والتفرّغ الجدّي لمراكمة عناصر التحصين الداخلي بتسريع الإجراءات الآيلة الى تعزيز استقراره سياسياً، وإنهاضه إصلاحياً واقتصادياً، دون إغفال العامل الإسرائيلي وما قد يبدر منه من محاولات ومفاجآت ومخاطر عدوانيه».

إشارة إسرائيلية مقلقة

بالتزامن مع اعتداءاتها المتواصلة على المناطق اللبنانيّة، أطلقت إسرائيل في الساعات الأخيرة ما بدت أنّها «رواية حربية» على لسان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، اتهم فيها «حزب الله» بأنّه «يحاول إعمار موقع إنتاج في الضاحية الجنوبية، ويُخفي نشاطه عن آلية الرقابة ويكذب على اللبنانيين». متوعداً بأنّ «إسرائيل ستواصل العمل لإزالة اي تهديد لها».

وزعم أدرعي، أنّه « خلافًا لاتفاق وقف إطلاق النار، يكشف جيش الدفاع أنّ «حزب الله» يحاول خلال الأشهر الأخيرة إعادة اعمار موقع تحت الأرض لإنتاج وسائل قتالية في قلب حي الشويفات في الضاحية الجنوبية، والذي تمّ انشاؤه قرب مدرسة وتحت مبانٍ سكنية، وذلك بعد أن تمّ استهدافه في شهر تشرين الثاني 2024».

وأشار إلى انّه «قد تمّ نقل المعلومات عن هذه المحاولات في مطلع شهر كانون الثاني إلى آلية الرقابة، وبناءً عليه تقّرر إجراء تفتيش مفاجئ في الموقع، لكن الصور الجوية أظهرت أنّ «حزب الله»، الذي علم مسبقًا بموعد التفتيش، قام بإخلاء الآليات الهندسية التي كانت تعمل في الموقع في اليوم الذي أُجري فيه التفتيش، ثم أعادها بعد انتهائه».

واعتبر أنّ «هذا النشاط الخطير يُعتبر خرقًا سافرًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان ضمن اتفاق وقف إطلاق النار. وسيواصل العمل من أجل إزالة أي تهديد عن دولة إسرائيل ومنع أي محاولة تموضع من قبل حزب الله».

مقدمة لعدوان؟!

وما يثير الخشية من عدوان محتمل، هو أنّ الرواية الحربية الإسرائيلية ترافقت مع تغريدة لأحد المحللين الاسرائيليين قال فيها «هل يهاجم سلاح الجو بيروت مجدداً»؟. فيما كانت الأجواء اللبنانية مستباحة بشكل كلي من الطيران الحربي والمسيّر الاسرائيلي، ولاسيما في منطقة الجنوب وصولاً إلى إقليم الخروب». وخلال هذا التحليق استهدفت إحدى المسيّرات محيط مدرسة رامية بصاروخ، وأعلن الجيش الإسرائيلي عن سقوط مسيّرة إسرائيلية في الأجواء اللبنانية نتيجة خلل تقني.

وإزاء ذلك، أبدى مصدر رفيع تخوفه من أن تكون هذه الرواية الحربية الإسرائيلية «مقدّمة لعدوان»، وأدرجها في سياق الضغط على لبنان وإرباكه داخلياً، وقال لـ»الجمهورية»: «إنّ إسرائيل تمعن في تفلتها من اتفاق وقف إطلاق النار، وإبقاء لبنان ساحة مستباحة لاعتداءاتها وضغوطها لجرّه إلى مفاوضات عبر لجان التفاوض الثلاث التي رفضها».

ولاحظ المصدر عينه «انّ الرواية الإسرائيلية تأتي في ظل غياب لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، التي علّقت اجتماعاتها منذ اسابيع بعد طرح تشكيل اللجان الثلاث حول الحدود والأسرى والنقاط الخمس، علماً انّ اتصالات جرت في الآونة الاخيرة لإعادة استئناف اجتماعات لجنة المراقبة، والفرنسيون وقوات «اليونيفيل» إيجابيون في هذا الأمر، وثمّة معلومات أولية غير مؤكّدة حتى الآن تفيد بأنّ الأمور سائرة في هذا الاتجاه».

ورداً على سؤال عمّا إذا كانت لجنة المراقبة قد قامت فعلاً بتفتيش المكان الذي تحدث عنه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قال المصدر الرفيع: «لا شيء لدينا يؤكّد هذا الإدعاء. ثم ما دخل الشويفات باتفاق وقف اطلاق النار في منطقة جنوب الليطاني، واضح انّ التركيز على هذه المنطقة لا يخفي سوى نوايا عدوانية».

وماذا عن الموقف اللبناني إزاء ذلك؟ قال: «إسرائيل تسعى إلى فرض وقائع جديدة، وتسعى في استفزازاتها واعتداءاتها المتتالية وتوسيع رقعتها إلى استدراج «حزب الله»، وهو ما لم يحصل ولن يحصل، وخصوصاً أنّ الحزب ورغم كل ذلك لم يبدر من ناحيته أيّ خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما اكّده بدوره رئيس مجلس النواب نبيه بري بقوله بصراحة ووضوح «انّ الحزب لم يطلق رصاصة واحدة منذ وقف إطلاق النار»، بل إنّ الحزب، أكّد أنّه خلف الدولة اللبنانية في ما تقوم به من جهود لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وإتمام الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس. وبديهي هنا القول بأنّ مسؤولية الحكومة وواجبها القيام بالدور المطلوب منها ضمن جهودها الديبلوماسية لمنع العدوان».

مورغان: السلاح

إلى ذلك، قالت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، لـ»سكاي نيوز عربية»: «إنّ الجيش اللبناني قادر على تنفيذ مهمّة نزع سلاح «حزب الله». وأعربت عن أملها أن يلتزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وقالت: «هناك فرصة ذهبيّة للبنان للخروج من أزمته.. والطريقة الوحيدة لذلك هي رفض أي دور لإيران وحلفائها». ولفتت إلى أنّ «لدى الولايات المتحدة توقعات متفائلة في دور رئيس مجلس النواب نبيه بري في المرحلة المقبلة»، وقالت: «أملنا هو المساعدة في إعادة إعمار جنوب لبنان، سيكون من الرائع أن نتوصل في نهاية المطاف إلى اتفاق، اتفاق حدودي يتقبّله الطرفان، وأن نتمكن أخيراً من التوصل إلى حل نهائي لقضايا مثل الحدود وغيرها من القضايا التي أزعجت لبنان واسرائيل».

سلام

وكان رئيس الحكومة نواف سلام قد اكّد بعد زيارته البطريرك الماروني مار بشارة الراعي أمس، «أنّ «حصر السلاح وبسط سلطة الدولة بقوتها الذاتية على كامل أراضيها سيُطرحان قريباً على طاولة مجلس الوزارء»، مشيراً إلى أنّ «النقاط الخمس المحتلة من قبل إسرائيل لا قيمة لها وعليها الانسحاب منها بأسرع وقت، وهذا ما أكّدناه لاورتاغوس». ولفت إلى انّه «إذا ما أردنا الوصول إلى نتيجة يريدها الجميع في شأن تحقيقات انفجار المرفأ فعلينا رفع الأيدي عن القضاء».

باسيل في قطر

على صعيد سياسي آخر، علمت «الجمهورية» أن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل التقى خلال زيارته قطر عدداً من المسؤولين القطريين بعيداً من الإعلام، حيث تمت مناقشة ملفات سياسية عدة.

وكان باسيل التقى ضمن زيارته الدوحة، الجالية اللبنانية في قطر في مقر سفارة لبنان بدعوة من السفيرة فرح بري. وقد تناول اللقاء ملفات الساعة وأبرزها دور المنتشرين وملف النزوح السوري والمشاريع الإنمائية في لبنان، إضافة إلى موقف «التيار» من المعارضة الإيجابية والبناءة. ودار حوار بين الحضور وباسيل الذي أجاب عن كل الأسئلة المطروحة.