
مجلة وفاء wafaamagazine
احتفلت الطوائف المسيحية في منطقة البترون بعيد الفصح، حيث شارك المؤمنون في القداديس التي أقيمت في الكنائس والأديار، ورفعت الصلوات من أجل قيامة لبنان.
ترأس راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله قداس منتصف الليل في كاتدرائية مار اسطفان بمدينة البترون، بمشاركة الخوري بيار صعب والخوري فرانسوا حرب، وسط حضور أبناء الرعية والجوار. كما أقام المطران خيرالله قداس أحد القيامة في الكرسي الأسقفي بكفرحي، بحضور حشد من المؤمنين.
وفي عظته، قال المطران خيرالله: “في يوم الأحد جاءت مريم المجدلية إلى القبر عند الفجر، والظلام لم يزل مخيّمًا، فرأت الحجر قد أُزيل عن القبر. كانت الشاهدة الأولى على قيامة الرب يسوع، الذي قال لها: “اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني صاعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم” (يو 20:17)”.
وأضاف: “نحتفل اليوم بقيامة الرب يسوع بعد أكثر من ألفي سنة، ونقرع الأجراس معًا، معلنين: المسيح قام، حقًا قام! احتفالنا هذا العام مميز لأنه يحمل طعم الوحدة والرجاء والمحبة والسلام”.
وأكد المطران خيرالله “أهمية الاستفادة من مناسبة القيامة لتعزيز الوحدة الوطنية والمصالحة”، مشيرًا إلى أننا “في مسيرة حجٍّ نحو مستقبل الكنيسة والعالم، لنكون شهود رجاء للذين فقدوه، ورسل محبة وسلام في عالم مليء بالنزاعات”، وقال: “خمسون سنة مرّت ونحن واقفون أمام القبر نبكي وننتظر الخلاص. لكن يسوع كان ينادينا كما نادى مريم المجدلية، لكي نخرج من ظلام الخطيئة ونعيش بنور القيامة”.
وسأل: “كيف نحتفل بالقيامة إذًا في سنة الرجاء ؟ أيَّ موقف نتخذ لنشهد أمام شبابنا أننا أبناء القيامة والحياة ؟ هل سنبقى عند أقدام الصليب نبكي على مصير يسوع المصلوب وعلى مصيرنا يوم الجمعة العظيمة ؟ هل سنعبر إلى سبت النور لنختبر صمت الأموات ونقف أمام القبر منتظرين القيامة ؟ أم أننا سنسلك طريق الرجاء بعد أن التقينا المسيح القائم من بين الأموات، الذي يسير معنا ويكلّمنا ويعلّمنا فنتعرّف إليه، على مثال مريم وتلميذي عماوس؟ فلا يسعنا بعد ذلك أن نبقى قابعين في بيوتنا، بل نسرع للذهاب إلى أهلنا وشبيبتنا وإلى إخوتنا في الوطن لنعلن لهم أن المسيح قام من بين الأموات، وهو حاضر بيننا ومعنا إلى منتهى الدهر”.
وختم: “لنعلن لهم أنه حان الوقت لكي نتحرّر من الخوف ونطهّر قلوبنا من الحقد والكراهية والانتقام ونصبح صانعي سلام، فنتوحّد ونتصالح ونبني معًا دولة حديثة تليق بأولادنا وأجيالنا الطالعة ونعيد لهم بناء لبنان وطنًا رسالة يبنون فيه مستقبلهم ويعيشون فيه بحرية وكرامة. فيقولون معنا: المسيح قام، حقًا قام “.