الرئيسية / آخر الأخبار / وزير الثقافة مكرمًا في مدرسة اكليريكية القديسة حنة في رياق…الأب الياس إبراهيم: يكبر القلب عندما نلتقي كبير من وطننا من عائلة مدرستنا

وزير الثقافة مكرمًا في مدرسة اكليريكية القديسة حنة في رياق…الأب الياس إبراهيم: يكبر القلب عندما نلتقي كبير من وطننا من عائلة مدرستنا

مجلة وفاء wafaamagazine

كرمت ادارة مدرسة اكليريكية القديسة حنة البطريركية في رياق بشخص رئيسها الاب الياس ابراهيم، وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة “الذي كان من متفوقي تلامذتها”.

وقال الاب ابراهيم في كلمة القاها : “يكبر القلب عندنا نلتقي بكبير من وطننا ونعرف انه من عائلة مدرستنا التاريخية العريقة وكان لها الأثر الاجمل في انطلاقته انسان برز وبرع في مجموعة مواهب جعلته يتفوق ويستنير اكثر فأكثر ، المكرم بيننا اليوم البروفيسور غسان سلامة الذي لمع في مجالات مختلفة في حياته وما زال حتى الساعة فاعلًا ونجمه ساطع ومعه نعرف ان الثقافة بخير والى المزيد من التقدم”، لافتًا الى انه و”منذ تسلمه ادارة المدرسة اخذ على عاتقه تطوير الفكر فيها والتعاون اكثر مع الاهل والمعلمين والسعي جاهدًا وراء الثقافة، ثقافة الانفتاح والتواصل والرؤيا واكتشاف المواهب”، املاً “دعم المسيرة لهذا الارث الذي ان شاءالله سيزهر جامعة في هذا الصرح”.

تكريم وزير الثقافة جرى داخل قاعة مسرح المدرسة حضره محافظ البقاع القاضي كمال ابو جودة ، المطران عصام يوحنا درويش ، المطران أنطونيوس الصوري ممثلا بالارشمندريت افرام حبتوت، وزيرا الثقافة السابقين عباس مرتضى وسليم وردة ، البروفسور انطوان جدعون، مدير عام الاثار المهندس سركيس الخوري ، المدير العام عدنان نصار ، رئيس بلدية تربل كابي فرح ، النقيب جان قسيس ، المستشار الدولي المعمار جاد تابت ، رئيس لجنة الاقتصاد في غرفة زحلة طوني طعمة وحشد كبير من الفعاليات التربوية والثقافية والاجتماعية .

الوزير سلامة وفي كلمة وجدانية استذكر فيها فترة زمنية من حياته امضاها في مدرسة وصفها ب”الاستثنائية”، قال :”عندما اتصل بي ابونا إلياس ليدعوني إلى هذا الحفل بلهجة الاستدعاء اكثر منه بلهجة الدعوة فهمت ان لا مجال أمامي الا القبول والركض إلى القديسة حنه ،لم ازر هذه المدرسة خلال اكثر من 55 عاما ، اكثر من نصف قرن تعلمت فيها بين 1961 – 1967 وبقيت ست سنوات في هذه المدينة الشديدة الحر صيفًا والشديدة القساوة بردًا في الشتاء. اتذكر القيظ كما اتذكر البرد. لكني اتذكر اكثر من ذلك اتذكر هذه الخشبة بالذات لأنه كان لي تمثيلية كل عام”.

واضاف سلامة: “كانت مدرسة القديسة حنه لا أقول نموذجية لكنها كانت استثنائية بكل معنى الكلمه. تصوروا مثلا انني تعملت في هذه المدرسة اللغات العربية والفرنسية والانكليزية واللاتينية والاغريقية القديمة. كنا نتعلم خمس لغات في هذه المدرسة في آن معا. تصوروا ان الآباء البيض انذاك كانوا شديدي الاسراف اذ لم يكن يكفيهم نجاح تلامذتهم ، النجاح كان لكل الناس ، كانوا يريدون من تلامذتهم ان يتميزوا ويتفوقوا ،النجاح لم يكن كافيًا ودون شك فإن ولدًا بين العاشرة والثالثة عشرة كان لا بد أن يتأثر كثيرا فانتقل طموح اساتذتنا بنا إلى طموح لنا فيما يخصنا ولذلك كان الطموح معدياً إلى حد كبير بين القيمين على هذا المعهد وبين الدارسين فيه ولكن هذه كلها ذكريات” .

وتابع سلامة:”عندما كنت اتجول بين هذه الابنية ايضا دمعت عيناي كما النقيب قسيس لأن هذا الصرح كان صرحاً عامراّ كنا نتجول به بالدراجة واحيانا تأخذنا الدراجة إلى تربل كنا نذهب احيانا حتى نيحا والفرزل على الدراجة ، وكانت هذه المدرسة تضم من الفاعليات الدائمة من مكتبة وصالة العاب ومسرح وما كان يشغلنا في كل ساعات النهار ، ومسبح طبعا وملعب رياضي كان ملعباً عظيمًا إلى الشرق من هذه القاعة لكن هذه كلها ذكرياتي الماضية”.

وفي سياق كلمته توجه إلى الشباب الصاعد والمتخرج من هذه المدرسة :”بأن يكون طموحًا وبان لا يفعل للنجاح وحسب بل إلى التفوق والتميز ، هكذا يشده الى الاعلى باستمرار طموح مشروع لكي يحقق ذاته افضل تحقيق .”

وختم وزير الثقافة، املاً:” ان تعود الحياة ويعود التألق الى هذه المدرسة ، وان لا تبقى ابنيتها على الشكل الذي نراه اليوم ولا تبقى اثار السجون التي عمرّها نظام وصي في مرحلة ما من تاريخ هذه البلاد، ان لا يبقى كل هذا بل ان تعود المدرسة إلى سابق رونقها وان تعود ايضا ربما بنشاط ابنائها ان تتحول الى جامعة مميزة يفخر بها ابنائها . انا اشكركم على هذا الاحتفال وعلى الحضور اليوم واتمنى لكم ولاولادكم النجاح في الحياة والتألق والتفوق والتميز”.

وردة

وألقى وردة كلمة بالمناسبة جاء فيها: “نجتمع اليوم في هذا الصرح الثقافي التربوي العريق -الآباء البيض-مدرسة القديسة حنة ، التي نسعى بجدية ومثابرة ان تصبح جامعة بتخصصات فريدة من نوعها في لبنان. نلتقي معًا على حب الوطن الذي نكرس له اعمارنا ، والحفاظ على الثقافة التي من سماتها انها تعلو على الشوائب ، تترفع عن كل ضيم ، تتكلم بلسان الانسانية ، تبني الجسور بين الناس وتبقى واحة لقاء راق بين المواطنين. فالثقافة ضمير لبنان الذي يحكم ولا يُحكم” .

وأضاف: “ماذا يقال عن غسان سلامة ،مندوب خاص لامين عام الامم المتحدة لحل النزاعات ،وزيرًا للثقافة مرتين ، رئيس الصندوق العربي للثقافة والفنون ، كاتب وباحث وناشر وفي هذا السياق لا بد من الاشارة الى احد كتبه Quand l’America refait le Monde الذي نرى اليوم مفاعيله الإقليمية والعالمية. الحائز على شهادات عدة واوسمة محلية وعالمية. وما لا نعرفه ، هنا ومن على خشبة هذا المسرح شارك ومثل في المسرحية الكوميدية Moliere(Les Fourberies de Scarpin) ونشأت محبة المسرح معه وصولًا الى استحصاله على

Doctorat en Literature Francasie-Ecole des Lettres

قسيس

بدوره، قال النقيب السابق جان قسيس الذي تخرج أيضا من المدرسة: “كرمنا اليوم معالي الوزير الدكتور غسان سلامة ، هو حبة من عقد جواهر تخرجت في هذه المدرسة العريقة ، تزاملنا على مسافة في مرحلة الدراسة ، كان هو في المرحلة الثانوية وكنت انا في المرحلة الابتدائية او المتوسطة ، وهو من قلة اتذكرها بين رفاقه مثل القاضي برنارد شويري وقريبه الراحل العميد في الأمن العام غطاس شويري واخرين”.

وأضاف: “غسان سلامة ، الشاب البهي الطلعة ، المتوثب ، البشوش ، المتطلع الى الحياة بطموح فذ، الانيس القريب ، المشع ذكاء ونجابة وأملًا. اتذكره جيدًا في حيويته ولطفه ودماثته وعطفه علينا نحن الصغار. مشهدان عالقان في البال ، قد يتذكرهما معاليه او لا ، بطلهما ذلك الشاب الطيب غسان سلامة” .

وتابع: “الأول يوم نظمت لنا المدرسة مطلع الستينيات رحلة الى حريصا لزيارة مقام السيدة العذراء وكاتدرائية القديسين بطرس وبولس وكانت ما تزال قيد الانشاء وبتدبير من مرافقنا يومذاك الأب موريس سلامة وهو قريب معاليه ، عرّجنا على بلدتهما كفرذبيان الشامخة في اعالي كسرونا العاصية وكان العطش استبد بنا ، واستقبلتنا والدة معاليه بأباريق زجاجية مليئة بالليموناضة الباردة،وراح الشاب غسان يدور بها علينا وقد تملكه الغبطة والفخر .

اما المشهد الثاني ،فكان خلال مباراة في كرة القدم ، في الملعب الصغير وكان غسان الشاب يتفرج علينا متحمسًا ، ويصدف ان تصل الكرة الي ، فاستدرت لاسجل بها هدفًا ، ونجحت ولكنني اُصبت بشد عضلي ووقعت أرضًا ، فهرع الي وساعدني على النهوض والوصول الى مستوصف المدرسة عند مدموزيل Madeleine Geindre.

وأضاف :”واليوم اذا اقف في احتفال تكريمك معالي الوزير ، أقول لك شكرًا والشكر موصول للأب إلياس إبراهيم وجميع القيمين على اشراكي في هذا الاحتفال ندعو لك بكل الخير ، انت قدوة وبك نفتخر كما يفتخر الوطن الذي حملت لواءه وفيه أضأت شعلة الكفاءة اللبنانية التي كانت خير مثال لها اينما حللت في المحافل الدولية ولك منا كل المودة والتقدير.

مخول

وكانت مداخلة لرئيس مجلس قضاء زحلة الثقافي مارون مخول استهلها قائلًا: مرحبًا بكم معالي الوزير في البقاع المعطاء ، في رياق وفي مدرسة القديسة حنة في حضن التراث الذي احتضن بداياتكم وشهدت حجارته على نبوغ المبدعين امثالكم وفي رحاب المدرسة التي مهدت لعطائكم الفكري فاضحت مشاعلها اضواء تنير فسحات الوطن .

ليست زيارتكم اليوم يوما عابرًا في تقاويم الواجب بل هي احتفاء المكان بابنه البار الذي يعود اليه ليحتفي به ، فأنتم الانسان المثالي والوطني قبل ان تكونوا وزيرًا ، تحملون أخلاقًا سامية وروحًا صافية وتصممون على المضي في اهدافكم حتى النفس الاخير ، حضور معاليكم بيننا هو وقفة تأمل في حضرة الإنسانية والسمو الثقافي وانتم القائل :”الثقافة هي الحضن الاخير لهويتنا .”

فالبقاع اليوم يسطر في سجلاته شرف قدومكم بأنفاس الحب والتقدير

وتابع : اما زحلة ،قلب البقاع فهي الفكر الفلسفي العميق والشعر المحوري الهادف للخلاص تستقبلكم اليوم بهتاف الحب لنؤكد امامكم من خلال مجلس قضاء زحلة الثقافي ، مدى تعلقنا بروح الثقافة واحياء الفنون كي ينهضون بيننا جيل مثقف ، يقرأ ، يفكر ، ويصنع مستقبله.

وتوجه الى الوزير بالقول: أشدّ على ايديكم في زحزحة كابوس الدمار والشلل ، وفي رحلة البحث عن وطن تاه في ركام التناقضات ، ولكننا نستعيده بفضل امثالكم من الرجال الوطنيين الذين تلتئم بهم الهموم وبثقتنا برؤية فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون .

وختم مخول :”الثقافة هويتنا ، والكتابة ضمير الامة ، وحضوركم اليوم دلالة على نهوض الدولة ، وسعيها الى تطوير الآداب والعلوم ، ولمّ ما تبعثر من شمل المثقفين وطلاب المعرفة.

وكانت لفتة مميزة من إدارة المدرسة حيث قدم الأب الياس إبراهيم الى الوزير سلامة هدية رمزية عبارة عن كتاب للقديس يوحنا ذهبي الفم -مطبعة بيروت 1900 عربون تقدير واحترام .إضافةً الى ايقونات

ومن ثم توجه الجميع الى معرض الفن التشكيلي الذي تضمن رسومات متنوعة لطالبات وطلاب المدرسة.