
مجلة وفاء wafaamagazine
ترأس رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام بعد ظهر اليوم في السرايا الحكومية، طاولة مستديرة خُصصت لإطلاق مشروع الدعم الطارئ للبنان (LEAP)، الهادف إلى إعادة تأهيل الخدمات الأساسية والبنية التحتية العامة المتضررة جراء العدوان الإسرائيلي الأخير.
شارك في الطاولة نائب رئيس الحكومة الدكتور طارق متري، ووزيرا المال ياسين جابر، والأشغال العامة والنقل فايز رسامني، إلى جانب سفراء وممثلين عن عدد من الدول والمنظمات الدولية، من أبرزها: السعودية، مصر، قطر، ألمانيا، إيطاليا، هولندا، النروج، البرازيل، إسبانيا، الدنمارك، بلجيكا، كندا، كوريا الجنوبية، الصين، بريطانيا، الإمارات، الكويت، فرنسا، الولايات المتحدة، أستراليا، واليونان. كما حضر ممثلون عن الأمم المتحدة، البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي.
الرئيس سلام: لبنان يقف عند مفترق طرق
وافتتح الرئيس سلام الاجتماع بكلمة أكد فيها أن لبنان يقف أمام مفترق حاسم بين الخسارة والأمل، مشيراً إلى أن الأضرار الواسعة الناتجة عن العدوان تتطلب استجابة شاملة وسريعة، وليس فقط تعاطفاً.
وأوضح أن الحكومة قدّرت حاجاتها لإعادة الإعمار بنحو 12 مليار دولار، في ظل انكماش الاقتصاد بنسبة 7.1% عام 2024، و40% منذ عام 2020. وأعلن عن إطلاق برنامج LEAP، الذي خصص له مليار دولار كمرحلة أولى، ويهدف إلى استعادة الخدمات والبنى التحتية وتهيئة الأرضية للتعافي المستدام.
وأكد أن تنفيذ البرنامج سيجري من خلال مجلس الإنماء والإعمار بصلاحيات موسعة وإجراءات مبسطة، قائلاً: “نعمل بطريقة مختلفة، وسنقيس التنفيذ بأسابيع لا سنوات”.
ودعا سلام الشركاء الدوليين إلى توحيد الجهود ضمن منصة شفافة بقيادة لبنانية، معتبراً الطاولة المستديرة “خطوة أولى نحو شراكة فعلية لإعادة بناء لبنان بطريقة أكثر شمولاً واستدامة”.
الوزير جابر: إصلاحات جذرية واستعادة الثقة
بدوره، استعرض وزير المال ياسين جابر الخطوات التي تتخذها الحكومة في إطار إصلاحات هيكلية مالية ومؤسساتية، تهدف إلى تعزيز الشفافية واستعادة الثقة.
وقال جابر إن لبنان يخرج من واحدة من أخطر الحروب في تاريخه، أدّت إلى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص وتشريد 1.2 مليون، مشيراً إلى أن تقديرات الإعمار الأولية تصل إلى 11 مليار دولار.
وأكد التزام الحكومة بمنع التمويل غير المُدرج في الموازنة، وإقرار قوانين إصلاحية في القطاع المالي، وتطوير النظام الضريبي، وتفعيل الرقمنة في وزارة المالية. كما أشار إلى تقدم ملحوظ في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي لدعم المشاريع الحيوية.
قباني: خطة بثلاث مراحل لتنفيذ المشاريع
من جهته، عرض رئيس مجلس الإنماء والإعمار محمد قباني أبرز ملامح مشروع LEAP، مشيراً إلى أنه يتضمن ثلاث مراحل: الاستجابة الفورية، استعادة الخدمات الأساسية، ووضع دراسات لإعادة الإعمار طويلة الأمد. وأوضح أن المشروع يتضمن قرضاً من البنك الدولي بقيمة 250 مليون دولار كجزء من تمويل المرحلة الأولى.
وشدد قباني على ضرورة مراجعة آليات تنفيذ المشاريع لتقليص البيروقراطية، وتعزيز الشفافية من خلال أدوات رقمية تفاعلية تتيح تتبّع سير الأعمال والمخصصات.
البنك الدولي: دعم بقيمة 250 مليون دولار كمرحلة أولى
وأكد المدير الإقليمي للبنك الدولي جان كريستوف كاريه أن المشروع يُعد من أبرز أطر العمل الحكومية في المنطقة، ويُنفذ على مرحلتين. وأشار إلى أن القرض المرتقب من البنك الدولي سيدعم تنفيذ مشاريع البنية التحتية والخدمات الأساسية، مشدداً على أهمية الإصلاحات التي أقرتها الحكومة لتسهيل التنفيذ وضمان الشفافية.
ويأمل لبنان من خلال هذا المؤتمر أن يفتح صفحة جديدة في استعادة البنية التحتية وتعزيز التنمية، مع الاعتماد على الدعم الدولي والشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص.