
مجلة وفاء wafaamagazine
لا يزال الصراع الإسرائيلي – الإيراني في واجهة الأحداث التي تهيمن على الساحة الإقليمية والدولية، وسط ترقّب لمساره المتصاعد وتداعياته على المنطقة والعالم.
وقد شهدت الساعات الماضية جولات جديدة من القصف الصاروخي والجوّي المتبادل، استهدفت خلالها إسرائيل للمرة الأولى البنية التحتية لقطاع النفط والغاز الإيراني، في وقت يبدو أنّ الجانبين مصرّان على التصعيد، حيث هدّدت طهران بشنّ هجمات عنيفة ومدمّرة، وتوعّد رئيس الحكومة الإسرئيلية بنيامين نتنياهو بضرب كل موقع وهدف إيراني، مضيفاً أنّ “ما شعروا به حتى الآن لا يقارن بما سيحدث لهم في الأيام المقبلة”.
وفي تطوّر لافت دخل على الخط، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد مكالمة هاتفية استمرت نحو ساعة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أنّهما توافقا على ضرورة وضع حدّ للحرب الإيرانية – الإسرائيلية.
وعلى خط المفاوضات النووية، أعلنت سلطنة عُمان رسمياً إلغاء جولة المحادثات الأميركية – الإيرانية التي كانت مقرّرة اليوم الأحد في مسقط، وهو ما أكده أيضاً مسؤول كبير في إدارة ترامب، مشيراً إلى التزام واشنطن المستمرّ بإجراء المحادثات.
وفي اليوم الثاني للحرب الإسرائيلية على ايران بدأ السؤال البديهي الذي شغل الشرق الأوسط والعالم هو أين حدود الحرب والى متى يمكن ان تستمر واي نتائج استراتيجية لها في ظل التفوق العسكري الاستراتيجي الواضح لإسرائيل على ايران ؟
والواقع ان مجريات اليوم الثاني اختلفت عن اليوم الأول لجهة تظهير معالم حرب متبادلة الضربات في الأعماق والأهداف في كل من إسرائيل وايران بحيث لم يعد الهجوم الإسرائيلي وحده محتلا المشهد في ظل تكثيف نسبي للرد الصاروخي الإيراني .ومع ذلك فان ميزان القوى في الحرب ظل جانحا بقوة إسرائيليا وان تكن ايران غادرت لحظات الصدمة الأولى علما ان وسائل إعلام أميركية وغربية بدأت تتحدث عن معالم انهيار في البنى الأمنية الاستراتيجية الإيرانية عكسها تراكم هائل في الخسائر التي تلحق ببناها العسكرية والنووية والبشرية تحت وطأة الهجوم المتدحرج االاسرائيلي.
كتبت” النهار”:
وسط هذه المعطيات المتسارعة ظل المشهد في لبنان ساكنا وحذرا إلى أقصى الحدود بل ازدادات وتيرة التوجس من تداعيات احتمال ان تطول الحرب على مختلف الصعد الأمنية والاقتصادية ولا سيما لجهة الخشية الكبيرة المتسعة على ضرب موسم الاصطياف فيما بدأت تظهر سريعا معالم ازمة شل حركة الطيران المدنية في معظم بلدان المنطقة والمحيط .
ولكن الهاجس الأساسي بقي وسيبقى ملازما لايام الحرب لجهة تحييد لبنان عن التداعيات العسكرية والميدانية للحرب من خلال امتناع “حزب الله ” عن أي تورط ميداني علما ان اليوم الثاني من الحدث رسخ الاقتناع الغالب بان الحزب يصعب عليه جدا التورط ان لأسباب استراتيجية تتشكل في ايران نفسها وتنعكس على انعدام او شلل التواصل بين طهران وأذرعها في المنطقة وان على صعيد حسابات الحزب اللبنانية التي باتت الحاجز الأقوى امام تورطه .
وسط ذلك جرى رصد قيام إسرائيل بحشد عسكري كبير على الحدود مع لبنان وسوريا، بالتزامن مع شنّها غارات جوية على أهداف داخل إيران. وذكرت وسائل إعلام عبرية أنه جرت تعبئة ألوية الاحتياط في الجيش الإسرائيلي في الشمال، ونشر كتائب على طول حدود لبنان وسوريا. ووفقا لتقييم الوضع، تم خلال الـ24 ساعة الماضية، حشد مقر الفرقة 146 واللواء الاحتياط “القبضة الحديدية” (205) و “العتزيوني” (6)، والتي ستكون بمثابة احتياطي لسيناريوهات مختلفة في الساحة الشمالية.بالإضافة إلى ذلك، تم تجنيد ونشر عدة كتائب احتياط .
لبنان الرسمي يتحرّك
على وقع هذه التوترات الإقليمية، ترأس رئيس الجمهورية جوزاف عون، اجتماعاً وزارياً أمنياً في قصر بعبدا، انتهى باتخاذ عدد من الاجراءات للمحافظة على الاستقرار في البلاد وتأمين سلامة الطيران المدني والحركة الجوية. وشدد الرئيس عون على أهمية الجهوزية الأمنية والإدارية لمتابعة الموقف من جوانبه كافة، لاسيما لجهة المحافظة على الاستقرار والأمن في البلاد. وتقرّر إبقاء الاجتماعات مفتوحة لتقييم التطورات تباعاً.
قالت مصادر مطلعة لـ«الديار»
ان الاجتماع تناول التدابير والاجراءات المتخذة في اطار الحيلولة ومنع حصول اي انعكاسات سلبية لهذه الحرب على الاوضاع في البلاد، وان القادة العسكريين والامنيين عرضوا وفق تقارير مفصلة التدابير المتخذة في هذا المجال.
وتطرق الحديث الى الوضع في المطار بعد قرار اقفال المجال الجوي اللبناني مساء اول من امس، وتقرر فتحه صباح امس واستئناف الملاحة الجوية.
أكدت مصادر سياسية متابعة لـ “نداء الوطن”
أنّ الدولة اللبنانية فعّلت اتصالاتها الداخلية والخارجية، لضمان إبعاد شبح الحرب عن لبنان، ومنع تمدّد نيران الاشتباك الإيراني – الإسرائيلي وتداعياته إلى البلاد، كما تعمل على منع انتهاك الأجواء اللبنانية وتعريض حياة اللبنانيين للخطر.
واعتبرت المصادر نفسها أنّ “الاتصالات مع “حزب الله” نجحت حتى الساعة في التزامه النأي بالنفس عمّا يحصل، وعدم التدخل لمساندة إيران كما فعل مع اندلاع معركة “طوفان الأقصى”، وهو عامل يجنّب لبنان مواجهة عسكرية جديدة هو بغنى عنها لأنّه لم ينهض بعد من تداعيات الحرب الأخيرة”.
نقلت «الديار»
عن مرجع مسؤول، بالارتياح للوضع بصورة عامة منذ بدء المواجهة بين ايران و«اسرائيل»، لا سيما لجهة ضبط السلطات الرسمية والدولة للاوضاع وعدم تدخل حزب الله في هذه المواجهة والذي عكسه بيان الحزب وتصريح امينه العام الشيخ نعيم قاسم.
واضافت المعلومات ان تواصلا حصل بين قيادة الجيش وقيادة الحزب وان الاجواء كانت ايجابية وجيدة في هذا المجال.
وتلقّى الرئيس عون اتّصالاً من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي جدّد التزام باريس الثابت بدعم لبنان، وضمان أمنه واستقراره وسيادته، مشدداً على وقوف بلاده إلى جانب الشعب اللبناني في هذه المرحلة الحساسة، في حين شكر الرئيس اللبناني نظيره الفرنسي على موقفه، مؤكداً استمرار التشاور والتنسيق لمواكبة المستجدات.
كما تلقّى رئيس الجمهورية اتصالاً من نظيره القبرصي نيكوس كريستودوليدس، الذي أكد دعم بلاده الجهود المبذولة لاعادة الهدوء إلى المنطقة.
واتفق الجانبان على ضرورة وقف التصعيد العسكري وتفعيل المفاوضات لتجنيب المنطقة المزيد من الإضطرابات التي تزعزع الاستقرار.