الرئيسية / آخر الأخبار / صحيفة إيرانية تكشف : إتفاق ثلاثي أدى إلى إنهاء الحرب

صحيفة إيرانية تكشف : إتفاق ثلاثي أدى إلى إنهاء الحرب

مجلة وفاء wafaamagazine

ذكرت صحيفة “كيهان لندن” الإيرانية أنه “وعلى مدى أسبوعين تقريبًا، شنّت إسرائيل هجمات غير مسبوقة استهدفت قلب المؤسسات العسكرية والاستخباراتية والأمنية للنظام الإيراني. ولكن ما إن بدأت هذه الضربات تهزّ هياكل السلطة في طهران، حتى توقفت فجأة. ولم تأت نهاية المواجهة العسكرية بقرار من الشعب الإيراني، أو لأن النظام تراجع، بل ببساطة لأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، من الجانبين! ومنذ اللحظة التي هدد فيها ترامب بمهاجمة منشآت فوردو النووية الإيرانية، أصبح من الواضح أن هدفه لم يكن تدمير النظام، بل إعطاء الشعب الأميركي شيئا من القوة”.

وبحسب الصحيفة، “فإن الهجمات التي نفذتها إسرائيل على مدى 12 يوماً، بدقة وبدعم لوجستي واستخباراتي من الولايات المتحدة، استهدفت المنشآت النووية ومراكز قيادة الحرس الثوري والشرطة ووزارة الاستخبارات بسرعة وبقوة. وخلال تلك الأيام، اهتزت مراكز القوة الحيوية في طهران وكرج وأصفهان وشيراز وكرمانشاه وخرم آباد والعديد من المناطق الأخرى، وفي بعض الأحيان انهارت. وتشير التقارير الرسمية وغير الرسمية إلى أن مئات الشخصيات الرئيسية في الجمهورية الإسلامية قُتلت أو اختفت، بدءًا من كبار القادة ورؤساء الاستخبارات إلى مسؤولي الأمن الذين يديرون السجون أو القواعد العسكرية، وكبار العلماء النوويين. كما ودُمرت عدة مقار حكومية وعسكرية، وتعطلت شبكات القيادة والاتصالات، مما أدى إلى خلق مستوى من الخوف بين المسؤولين لم يكن له مثيل منذ ثورة 1979”.

وتابعت الصحيفة، “بعد سنوات من القمع، رأى الشعب الإيراني لأول مرة بوادر انهيار النظام الحقيقية أمام أعينه. كان هناك ما هو أكثر من مجرد أمل يتبلور في الشوارع وعلى الإنترنت: بدا وكأن الحرية وشيكة. ولكن عندما بدا أن اللعبة تقترب من نهايتها، كتب ترامب على وسائل التواصل الإجتماعي: “سيكون هناك وقف كامل وشامل لإطلاق النار… وعند هذه النقطة ستعتبر الحرب منتهية!”. وبلفتة واحدة، تباطأ مسار التاريخ مرة أخرى، وضاعت فرصة ذهبية لإنهاء الدكتاتورية. أجبر هذا الأمر المفاجئ إسرائيل على وقف عملية لم تصل بعد إلى موجتها الأخيرة. وبلفتة واحدة، تباطأ مسار التاريخ، وضاعت فرصة ذهبية لإنهاء الديكتاتورية. ثم جاء منشور ترامب التالي يوم الثلاثاء ليزيد من غرابة القصة: “بإمكان الصين الآن مواصلة شراء النفط من إيران! نأمل أن يشتروا كميات وفيرة من الولايات المتحدة أيضًا. لقد كان شرفًا عظيمًا لي أن أحقق هذا!” كانت هذه كلمات بسيطة، لكنها كانت لاذعة”.

وأضافت الصحيفة، “بدأ البعض يشتبه في وجود صفقة خلفية تجري، تعود بالنفع على الحكومات والشركات، وتعود بالخسائر على الشعب . وفي الوقت عينه، نسمع أيضًا تقارير مثيرة للقلق تتعلق بالمجال النووي. وبحسب بعض المصادر، تمتلك الجمهورية الإسلامية أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو ما لا يبعد سوى خطوة فنية واحدة عن تخصيبه بنسبة 90% واستخدامه في بناء القنبلة الذرية. كما وردت تقارير عن نقل هذا اليورانيوم وأجهزة الطرد المركزي المتطورة إلى مواقع مجهولة. ورغم أن وجهتها غير معروفة، إلا أن الهدف منها على الأرجح هو الحفاظ على الردع، أو ما هو أبعد من ذلك: إنتاج أسلحة نووية، وخاصةً لمواجهة نهائية مع إسرائيل”.

وبحسب الصحيفة، “لا يُمكن إغفال أن الجمهورية الإسلامية نظامٌ أيديولوجي: حكومةٌ لم تعترف قط بوجود إسرائيل، بل اتخذت من تدميرها شعارًا رسميًا. وبناءً على ذلك، فإن امتلاكها قنبلةً ذريةً يتجاوز مجرد الردع، بل قد يُصبح تهديدًا مباشرًا وفعليًا للمنطقة والعالم. وإلى جانب كل هذه المخاطر، فإن القلق الأكبر في أذهان الإيرانيين قد يكون تكرار السيناريو المألوف. ففي عام 1991، وبعد أن أمر الرئيس الأميركي جورج بوش الأب بعمليات عسكرية لطرد جيوش صدام حسين من الكويت، فشل في إتمام مهمته عندما كان نظام صدام البعثي على وشك الانهيار. وواصل صدام حكمه لاثني عشر عامًا أخرى بالعنف والقمع والقتل، وسرعان ما وقع العراقيون الذين كانوا يشعرون بالأمل في قبضة خوف أعظم من ذي قبل. واليوم، هناك مخاوف مماثلة في إيران، حيث تعتزم الجمهورية الإسلامية، بعد أن نجت من موت محقق، شن حملة قمع عنيفة ضد الإيرانيين العاديين”.

وتابعت الصحيفة، “ظهرت بالفعل أدلة على ذلك، مع ورود تقارير عن اعتقال العشرات في المدن الإيرانية، واستدعاء ناشطين من المجتمع المدني، وإغلاق الإنترنت، ووضع بعض القواعد العسكرية في حالة تأهب. وفي حين يستعد نظام طهران للاحتفال بانتصاره السري على إسرائيل، يعلم الكثيرون أن هذا الاحتفال قد يُنذر ببداية حقبة أشد قتامة، قد تكون مشابهة لما حدث في صيف عام 1988، عندما أعدمت الحكومة سرًا آلاف السجناء السياسيين بذريعة الأمن القومي. إذا استخدم النظام مرة أخرى التهديدات الخارجية لإضفاء الشرعية على نفسه داخليا، فيمكن للإيرانيين أن يتوقعوا أن يعيشوا فترة أخرى رهيبة، وكل ذلك بسبب حيلة دعائية من جانب ترامب الذي لن يسمح للإسرائيليين بإنهاء المهمة. وحتى الهجوم الصاروخي الذي شنته الجمهورية الإسلامية على قاعدة العديد الفارغة في قطر، والذي جاء ردًا على القصف الأميركي القصير للمواقع النووية الإيرانية، كان بمثابة استعراض مُنسّق. فلم يُسفر الهجوم عن أي خسائر بشرية، وكان بمثابة غطاء للنظام كرد فعل “قوي”، مُصمّم خصيصًا لاحتواء الأزمة وإدارتها. ويقال إن التنسيق بين ترامب وأمير قطر والنظام الإيراني كان مخططا له مسبقا”.

وبحسب الصحيفة، “باختصار، أنقذت الأحداث النظام الإيراني مما بدا انهيارًا محتومًا. وليست هذه المرة الأولى في التاريخ التي يتغلب فيها التدخل الأجنبي والصفقات السرية على إرادة الشعب. لكن ثمة أمرٌ واحدٌ واضح: أظهر الإيرانيون في الأيام الأخيرة استعدادهم للتغلب على النظام الإسلامي. لقد أدى وقف إطلاق النار إلى إبطاء عملية الحرية، لكنه لن يتمكن من إيقافها أبدًا”.

 

 

 

 

 

 

المصدر: “لبنان 24”