
مجلة وفاء wafaamagazine
من قلب البندقية الإيطالية، أُقيم زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز كحدث استعراضي قلّ نظيره، على مدى ثلاثة أيام متتالية. مشاهد ساحرة استحضرت كلاسيكيات هوليوود، تلاقى فيها المال مع الذوق الرفيع، في زفاف بدا كأنه فصل ختامي لفيلم رومانسي، لكنّه أيضاً لم يخلُ من محطات احتجاجية.
البندقية تتحوّل إلى مسرح
بدأت قصّة الحبّ بين بيزوس، أغنى رجال العالم، والإعلامية لورين سانشيز عام 2019. وبعد أعوام من الظهور الإعلامي والتجارب المشتركة، تُرجمت العلاقة بزفاف حالم، اختارت له سانشيز مدينة البندقية كرمز للخلود والرومانسية. توزّعت احتفالات الزفاف بين عشاء افتتاحي في فيلا تاريخية، المراسم الرسمية في جزيرة سان جورجيو ماجيوري، وختام استعراضي في “الآرسينالي”.
جرت مراسم الزفاف الجمعة (27 حزيران/يونيو)، بحضور 200 مدعوّ فقط، وسط تكتّم إعلامي مشدّد وإجراءات أمنية دقيقة شملت مشاركة وحدات خاصّة لضبط النظام العام.

تكاليف وتأثير اقتصادي ضخم
وقدّرت تكلفة الزفاف بين 46.5 و55.6 مليون دولار، وفقاً لرئيس منطقة فينيتو. وشملت المصاريف حجزاً حصرياً لفندق “أمان” المطلّ على القناة الكبرى، واستئجار 30 تاكسي مائي خاص لنقل الضيوف، إضافة إلى خدمات لوجستية معقّدة.
وتولّى الشيف الشهير فابريتسيو ميلينو الحائز ثلاث نجمات ميشلان، مهمّة الضيافة مع طعام قُدّرت كلفته وحدها بأكثر من 1.1 مليون دولار. ووفق وزارة السياحة الإيطالية، أسهم الزفاف في تحريك الاقتصاد المحلي بأكثر من مليار دولار، إذ بلغت القيمة الاقتصادية الإجمالية 957 مليون يورو (1.12 مليار دولار)، بينها 896 مليون يورو كعائد إعلامي مباشر، وقرابة 50 مليون يورو كإنفاق على النقل، الفنادق، والخدمات.

عروس بفستان مستوحى من الفضاء وهوليوود
اختارت سانشيز فستاناً من توقيع دار “دولتشي أند غابانا”، استغرق تنفيذه 18 شهراً واحتاج إلى 900 ساعة من العمل اليدوي. تطريز بالدانتيل الإيطالي، ياقة عالية، كمّان طويلان، وتنّورة ضيّقة بقصّة حورية البحر مع ذيل طويل و180 زرّاً مغطاة بالشيفون. استوحت إطلالتها من فستان صوفيا لورين في فيلم “Houseboat” عام 1958، وأضافت لمسة من رحلتها الفضائية الأخيرة.

أمّا الخواتم، فكانت حديث الصور، إذ التُقطت سانشيز بخاتمين ماسيين ضخمين، أحدهما بحجر “Cushion” والآخر بيضوي يُقدّر بـ20 قيراطاً وبقيمة 4 ملايين دولار، وفق “زاك ستون” من دار “ستيف ستون”.

هدايا غير تقليدية وترويج ذكيّ
في لفتة إنسانية، طلب العروسان من المدعوّين التبرّع بدلاً من تقديم الهدايا، وقد جُمعت 3.5 ملايين دولار لثلاث مؤسسات ثقافية في البندقية. أما الهدايا المقدّمة للضيوف، فكانت غير تقليدية ووصلت إلى حد الغرابة: شباشب مخملية من ViBi Venezia للرجال، وأخرى مفتوحة من Amazon للنساء، في خطوة ترويجية مدروسة لعلامة بيزوس التجارية.
الحضور العربي ولبنان على الخريطة العالمية للموضة
كان من اللافت الحضور الملكي العربي، على رأسه الملكة رانيا، وولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني وزوجته رجوة الحسين، والأميرة إيمان بنت عبد الله الثاني وزوجها جميل ألكساندر ترميوتس. وقد طغت الأناقة والاحتشام على إطلالاتهم، رغم أن معظمها حمل توقيع دور عالمية، ما عكس توازن الحضور بين الذوق الشرقي والعصري.


المصمّمون اللبنانيون تركوا بصمتهم الراقية، فارتدت ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إيفانكا ترامب، فستاناً أنيقاً من توقيع طوني ورد، فيما اختارت رجوة الحسين إطلالة من المصمم حسين إدريس.


فستان كايلي جينر يثير الجدل
لكن الزفاف لم يسلم من الجدل، بعدما ظهرت كايلي جينر بفستان قريب جداً من اللون الأبيض، ما عُدّ خرقاً لقواعد الأعراس. وسارعت دار “Dilara Findikoglu” إلى التوضيح على لسان ناطق باسمها أنّ الفستان لونه “أزرق جليدي”، لكن الجدل كان قد اشتعل على مواقع التواصل.

لحظات مؤثرة… واحتجاجات غاضبة
على أنغام “Can’t Help Falling in Love” بصوت ماتيو بوتشيلي، تبادل العروسان الخواتم في مراسم حميمة. وقال بيزوس أمام الصحافيين على زورق فاخر: “إنها مدينة مستحيلة… لا يمكن أن تكون موجودة، ومع ذلك، ها هي”. أما سانشيز، فصرّحت لـ”فوغ”: “سأبكي! سأكون فوضى عارمة في يوم الزفاف… لكن من النوع الجميل”.

وخلف الصورة الحالمة، سُجّلت تظاهرات ضد الزفاف، تحت شعار “لا مكان لبيزوس”. المحتجون انتقدوا رمزية الحدث، واعتبروه نموذجاً من “بيع البندقية للأثرياء”.

بين بيزوس وأمباني وكلوني
ورغم ما حُكي عن فخامة الحدث، فإن زفاف بيزوس لا يمكن مقارنته بمستوى زفاف أنانت أمباني، نجل أغنى رجال آسيا، الذي قُدّرت تكلفته بأكثر من 600 مليون دولار.
في المقابل، استعاد البعض زفاف جورج كلوني وأمل علم الدين عام 2014، الذي أقيم أيضاً في فندق “أمان” في البندقية. فبينما اتّسم زفاف كلوني بأجواء بهجة خالصة، جاء زفاف بيزوس، الذي تُقدّر ثروته الصافية بـ238 مليار دولار، وفقاً لـ”بلومبيرغ”، مغلّفاً بالرومانسية.
