
مجلة وفاء wafaamagazine
تترافق ولادة الطفل الجديد مع إعتناء الأمّ به، فتحوّل إهتمامها من زوجها إلى مولودها. ويرى الخبراء وعلماء النفس أنّه من الطبيعي أن تحوّل المرأة إهتمامها نحو طفلها بعد الانجاب، وينصبّ تركيزها عليه وتهبه وقتها وتفكيرها وعاطفتها، فيشعر الزوج بنقص وبأنه فقد مكانته المهمّة في حياة زوجته وقلبها. وإنّ اعتناء الأم الزائد بطفلها يحمل الزوج على التفكير بأنّ زوجته لم تعد تحبّه وبأنّها حرمته من حقوقه على رغم أنّه يكون بحاجة إليها كثيراً.
وإجمالاً لا يقدّر الزوج تعب الأمّ، لأنه لا يفهم معنى الأمومة الحقيقية، والتضحيات التي عليها أن تبذلها للاعتناء بطفلها والاستجابة إلى بكائه، وأنّ تربية الطفل تنسيها كلّ مَن حولها وكلّ عالمها.
ويؤكّد الخبراء أنّ تراجع العلاقة الزوجية بعد الأمومة أمر طبيعي، إلّا أنّ الزوجة الواعية لمسؤوليتها المزدوجة تعترف بكلّ إخلاص بحقوق زوجها ولا تقصّر تجاهه. كذلك، فإنّ الزوج يجب أن يقدّر تعب زوجته ويفهم التغييرات التي طرأت على حياتهما بعد الإنجاب ولا يحاسبها على تقصيرها. وفي الحقيقة، فإنّ الزواج لن يضيع طويلاً بفعل الامومة خصوصاً إذا أدرك الوالدان مسؤوليتهما في الحياة وعرفا كيف يحافظان على وضعهما.
وعلى المرأة معرفة تعويض نقص الحبّ والحنان الذي يشعر به زوجها، ومحاولة التقرّب منه مجدداً وتوجيه إنتباهه إلى طفله. ففي هذه الطريقة يقوى الحبّ الزوجي بينهما، وتكون أسس الحبّ أقوى وأعمق. أما إذا كانت هناك حياة سرّية يعيشها أحد الطرفين، فإنّ حياتهما ستتخذ شكلاً مختلفاً بعد الإنجاب وهذا ما يؤدّي الى الخصام والتفكك.
ولمَن يرغب بتخطي مصاعب الانجاب وولادة طفل جديد يسرق الاهتمام، يدعونه خبراء العلاقات العاطفية إلى البحث مع الشريك عن وسائل لإسعاد الطفل لأنه سيكون الضمانة للسعادة الزوجية. كذلك على الزوج أن يستعدّ نفسياً لولادة طفله ولفكرة الأبوّة وما سيرافقها من تحدّيات والتضحيات الواجب بذلها ضماناً لاستمرار الزواج بأقلّ مشكلات.
كذلك، يمكن للمرأة إستعادة ذكرياتها الزوجية وبداية حبّها ومسيرتها العاطفية مع زوجها، فهذا ما يعزّز الحبّ بينهما أكثر. وفي الختام إنّ الصراحة هي الحلّ الأمثل لتخطّي هذه المرحلة، فالصراحة توطّد العلاقة وتجلي المشاعر.