الرئيسية / آخر الأخبار / الرضاعة الطبيعية تُفيد أطفال التوحّد

الرضاعة الطبيعية تُفيد أطفال التوحّد

مجلة وفاء wafaamagazine

تشير الأدلة العلمية المتنامية، إلى أنّ الرضاعة الطبيعية لا توفّر الغذاء المثالي فحسب، بل تعزّز المناعة وتُسهم في التطوّر المعرفي للأطفال.

فضلاً عن ذلك، أظهرت دراسة أجراها باحثون من معهد ماكس بلانك في لايبزيغ، ونُشرت في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences، أنّ للتغذية الطبيعية تأثيراً إيجابياً على الوعي الاجتماعي لدى الأطفال الذين يحملون طفرات جينية مرتبطة بالتوحّد.

ركّزت الدراسة على جين CD38، المسؤول عن تنظيم هرمون الأوكسيتوسين.

ولاحظ الباحثون أنّ الأطفال الذين لديهم نسختان من الطفرة المرتبطة بانخفاض مستويات الأوكسيتوسين، الذين كانت رضاعة أمهاتهم طبيعية لمدة طويلة، كانوا أكثر انفتاحاً نحو المشاعر السعيدة وأقل استجابة للمشاعر الغاضبة، مقارنةً بمَن لم يُرضّعوا طبيعياً لفترة كافية.

ويُفهم من ذلك أنّ الرضاعة الطبيعية تعزّز التناغم الاجتماعي وتقلّل عوامل الخطر المرتبطة بطَيف التوحّد.

أمّا آلية ذلك، فتعود إلى وجود تركيز عالٍ من الأوكسيتوسين في حليب الأم، وهو هرمون يُعرَف إعلامياً باسم “هرمون الترابط”، ويؤثر في تعزيز الثقة والتواصل والانفتاح العاطفي بين الطفل والعالم المحيط.

كما أكّد علماء ماكس بلانك على أنّ الأوكسيتوسين يُعزّز الوعي الاجتماعي، لا سيما لأنماط النظر إلى العيون، والعواطف الإيجابية.

وتشير مراجعات بحثية أخرى إلى فوائد فعلية للرضاعة، تتضمّن تعزيز المناعة وتقليل الإصابات التنفسية وأمراض الأذن والإسهال، فضلاً عن تحسين النمو الذهني والوقاية من أمراض مستقبلية كالبدانة عند البلوغ.

وبناءً على بيانات من دراسات مستفيضة، وُجد أنّ الأطفال الذين رضعوا طبيعياً لمدة لا تقل عن 6 أشهر حققوا درجات أعلى في اختبارات الذكاء اللفظي عند سنّ الخامسة.

أمّا الأبحاث المتعلقة بطيف التوحّد، فكلّها تؤكّد أنّ الرضاعة الطبيعية قد تُخفِّف الأعراض وتقلّل المخاطر، خصوصاً لدى الأطفال المعرّضين وراثياً.

ومع ذلك، يُشدّد المختصون على أنّ العلاقة على رغم من قوّتها لا تثبت السببية، فبعض الأطفال الذين سيُشخّصون بالتوحّد قد يواجهون صعوبات في الرضاعة الطبيعية، وهو ما قد يؤثر على النتائج.

بناءً عليه، الرضاعة الطبيعية تُعتبر استراتيجية مهمّة ذات فوائد غنية: تعزيز المناعة، دعم الذكاء، تحسين الاتصال الاجتماعي، وتقليل أعراض التوحّد والمخاطر المصاحبة له، خصوصاً لدى الأطفال الأكثر عرضة وراثياً.

ومع ذلك، من المؤكّد أنّ هناك حاجة لمزيد من الدراسات الطولية والتجريبية، لتعزيز الدلائل وتحديد الطرق الأمثل لدعم هذه الفوائد.