الرئيسية / آخر الأخبار / يوسف سلامه لبرّاك : لبنان يختصر قِيَمَ السلام والمحبة فلنعمل له جميعًا

يوسف سلامه لبرّاك : لبنان يختصر قِيَمَ السلام والمحبة فلنعمل له جميعًا

مجلة وفاء wafaamagazine

وجّه رئيس” لقاء الهوية والسيادة ” الوزير السابق يوسف سلامه كتابًا مفتوحًا الى المبعوث الشخصي للرئيس الأميركي توم براك، وقال:”هل فعلاً فات السيد توم براك اللبناني الأصل والذي يحمل الجنسية الأميركية، أنّ أجداده الفينيقيين اكتشفوا الحرف وانطلقوا به من على شواطئ جبيل على متن مراكب من خشب أرز لبنان قبل أن يكتشف كولومبوس القارة الأميركية ويتعرف عليها العالم بألاف السنين؟”

وسأل :”هل تناسى أنّ كيان بلده الأم يعود إلى بداية التاريخ ليقول ما قاله عن زوال لبنان والتحاقه ببلاد الشام؟”.

تابع:”سيّد براك؟ربما تكون انتهت وظيفة اتفاقية سايس بيكو في منطقة المشرق، ولكن هذا لا يعني أن تعتبر أنّ لبنان لقيط سايكس- بيكو، بل هو وليدُ تراكمٍ من الحضارات، لهُ ميزتُه وخصوصيته وكلّ مقوّمات الحياة، حتى شُبّه به بطائر الفينيق، يتمرّد على الموت ويحيا كلما هبّت عليه العواصف وغدرت به مصالح العالم المتوحّش ومؤامراته. تأكد ويتأكد ذلك بأنّ لبنان عصيٌّ على الموت من خلال تمرّده على مدى خمسين عاما وأكثر، على حرب عبثية نالت منه بتلاوينها الداخلية والإقليمية والدولية، وفرضت عليه عصابات تحكّمت بمصيره في الداخل، وكان يداويها بإيمان صلب وإرادة جبارة بفضل أبنائه المنتشرين على بقاع الأرض الواسعة والمتمسكين بهويتهم الأصلية، وأنت يا سيد باراك مثال يُحتذى به في هذا المجال”.

وقال:”سيّد براك، آمل أن تكون بعثت برسالتك هذه لتحفّز اللبنانيين على الاستنهاض والتمرّد على منظومة تتحكّم بهم منذ عقود من الزمن،منظومة سرقت أموالهم، إغتالت جمال وطبيعة سهلهم وجبالهم وشواطئهم، أفقرت إنسانهم وضربت مقوّمات صموده وما زالت تتحكم بغرائزه وتُعطّل انتفاضته ضدها، إن كانت غايتك هذه، فشكرًا لك ونَعِدكَ بأننا سنكون في طليعة مَن سيعمل على تكوين إرادة وطنية جامعة، تعمل على تحصين هذا الكيان الرسالة الذي اسمه لبنان ليشكّل قاطرة لثقافة الحياة المشتركة بمفاهيم (العدالة والحرية والمساواة) لجميع أبناء إبراهيم ومواطني دول المشرق، وليكون قدوة ونموذجًا للتلاقي الإنساني بين الشرق والغرب. نناشدك كمبعوث لرئيس أقوى دولة في العالم المعاصر، دولة نتقاسم معها منظومةً من القيم الإنسانية المشتركة المتعلقة بحقوق الإنسان، مستفيدين من جذورك اللبنانية التي عدت وأحييتها، بأن تساعد لبنان كي يتخلّص من منظومة تتحكّم بمصيره، منظومة تستفيد من حواركم معها، ومن رعايتكم لها،لتتمكّن من شعبها أكثر وأكثر، قد يكون الرئيس ترامب استثنائيًا ويريد أن يختصر مسار التاريخ، ويطمح لفرض السلام بقوة القادر، فرجاء قل له أنّ لا معنى لأي سلام في العالم إذا كان على حساب لبنان، وأنّ كلفة الاستقرار في لبنان زهيدةٌ لدرجة أنّ إزاحة المنظومة المتحكمة في رقاب شعبها لا تتطلب أكثر من شحطة قلم إذا صفت نواياكم تجاه لبنان”.

وختم:”لبنان يا سيد باراك يختصر قِيَمَ السلام والمحبة والإخاء فلنعمل له جميعًا وخلاصه خلاص للإنسانية جمعاء”.